أعلنت المعارضة السورية عن رفضها لإعلان قوات سورية الديموقراطية بدء عملية استعادة مدينة الرقة معقل تنظيم داعش الإرهابي في سورية، والتي أطلقت عليها اسم غضب الفرات وبدأت مطلع الأسبوع الماضي، وأكدت المعارضة السورية عدم قبولها بفكرة أن تتولى التشكيلات الكردية زمام الأمور في معركة تحرير الرقة، وذلك لارتباطها وتنسيقها المستمر مع قوات النظام السوري، متهمة قوات قسد بأنها تعمل وفق أجندة انفصالية، تسعى لتقسيم سورية. وقال منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات: نحن من حيث المبدأ مع تحرير الرقة من قبضة تنظيم داعش دون أدنى تحفظ، ولكن لدينا موقف سلبي تجاه هذه القوات حيث سبق وأن دار بينها وبين الجيش الحر عدة اشتباكات، وهيئة التفاوض تقيمها على أن لها تواطؤ مع النظام السوري، ومن البديهي أن كل من له علاقة بالنظام من قريب أو من بعيد، لن يكون في خانة الحلفاء. واعتبر ماخوس في حديث لـالرياض أن الحل الأمثل لتحرير الرقة يقوم على التنسيق بين التحالف الدولي لمحاربة داعش والجيش السوري الحر، إضافة إلى العمل على تسليح عشائر وسكان المنطقة المحليين، الذين يشكلون بديلا حقيقيا وفاعلا للمشاركة في التحرير. من جانبه، أكد عبدالكريم بشار القيادي الكردي ونائب رئيس الائتلاف السوري المعارض أن: قوات سورية الديمقراطية تتشكل من وحدات حماية الشعب التابعة للاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، وهو حزب موال للنظام ويتحرك بأوامره وتعليماته، وانضم اليه فصائل اخرى جميعها لها علاقة بالنظام السوري بطريقة أو بأخرى. واتهم عبدالكريم بشار خلال تصريح لـالرياض قوات سورية الديمقراطية بأنها لا تملك القرار حتى تعلن البدء بعملية تحرير الرقة وقال: صحيح ان الولايات المتحدة الاميركية تدعمها حاليا لكن اعتقد أن هذه الدعم مرتبط فقط بمحاربتها لتنظيم داعش الإرهابي، ودخول هذه القوات إلى الرقة سيترك اثرا سلبيا لسنوات عدة حيث قد يتسبب بصراع كردي – عربي ، وهذا ما يخطط له النظام السوري، لذلك من الخطأ الجسيم ان تزج أميركا بهذه القوات في معركة الرقة، لأنها ستسبب مشكلة عميقة وكبيرة في الوحدة المجتمعية السورية. وأوضح نائب رئيس الائتلاف أن معركة تحرير الرقة يجب تقودها قوات عربية سنية ويجب الاعتماد بالأساس على العناصر المقاتلة من الرقة سواء من فصائل الجيش الحر، او رجال القبائل وفي حال عدم كفاية هذه القوات يمكن حشد اعدادا متزايدة من فصائل الجيش الحر المعتدلة للعمل على تحرير الرقة، وتنظيم ادارتها بعد التحرير وايضا توفير الحماية لها. من جهته، أكد العميد أسعد الزعبي أن كل أطياف المعارضة ترفض تدخل قوات سورية الديموقراطية، وذلك لأن غالبية عناصرها ينتمون لحزب يمثل اليد اليمنى لحزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية، وقال هؤلاء جميعاً متآمرون مع النظام السوري، وكافة فصائل المعارضة السورية، بما فيها الائتلاف الذي يضم مكون كردي ممثل في المجلس الوطني الكردي ترفض اشتراك قوات سورية الديموقراطية في تحرير الرقة، لأنهم يعتبرونها قوات انفصالية ذات أجندة خارجية. وأشار الزعبي في حديث لـالرياض: هذه الصورة بشكل اتضحت بشكل جلي عندما قاموا باستلام مناطق شمالي حلب من تنظيم داعش، وثم سلمت للنظام، وهذه الخطوة لم تكن الأولى، وسبقها تحركات مشابهة في القامشلي والحسكة، إضافة إلى تهجير هذه القوات لسكان عدد من القرى، وتسليم أفراد من الجيش الحر إلى النظام، ومهاجمة مقراته، لذلك سلوكهم وتاريخهم يدل على تبعيتهم للنظام السوري، وتوافقهم مع أجندة وخطط التقسيم التي يؤمنون بها، وتحرير الرقة لا يمكن ان يتم عبر مجموعات قليلة خاصة قوات سورية الديمقراطية التي ليس لديها أدنى خبرة، حيث يدور بينها وبين تنظيم داعش صراع طويل يمتد لأكثر من عام لم يستطيعوا خلاله السيطرة قرية واحدة شمال شرقي الرقة. وأضاف العميد الزعبي: المؤسف أن الولايات المتحدة الأميركية ومنذ ظهور داعش بدأت تشيح بوجهها عن إمكانية دعم الجيش الحر، أو الاعتماد عليه في قتال التنظيم، وهناك إصرار أميركي على عدم وجود أي مشاركة للجيش الحر في المعارك مع التنظيم، وتتجنب دعمه وتتجه لدعم عدد من المكونات على حساب الجيش الحر الذي اظهر قدرات حقيقة عندما تمكن من طرد داعش من ريف حلب الغربي وريف ادلب الشرقي.
مشاركة :