«الدولة والعروبة بين الواقع والمُرتجى»

  • 11/15/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تطرح المتغيرات العالمية أسئلتها المحرجة والجادة على الكتّاب كي تمتحن نظرياتهم وأنساقهم المعرفية، بقدر ما تكشف عن أنماطهم في التفكير وفي طرائق مقاربتهم الحوادث والمجريات في ظل مفاهيم لا تزال حاضرة في حياة المجتمعات، لا سيما العربية منها. لعل الدكتور ناصر زيدان أحد مفكري العصر الذين لهم أدواتهم الخاصة في التحليل والتشخيص والفهم، فخطّ رؤيته في كتاب «الدولة والعروبة بين الواقع والمرتجى» (صادر حديثاً عن الدار العربية للعولم ناشرون)، وأعد طرح العلاقة بين هذين المفهومين في سياق تحديات وأزمات وتحولات لا يُمكن تجاهلها. فماذا يقول الكاتب زيدان عن الدولة والعروبة في هذا الكتاب: «المعضلةُ العصرية التي يتخبَّط فيها العالم العربي اليوم؛ ناتجةٌ عن غياب الدور المثالي للدولة، أو ربما من تهميش هذا الدور في بعض الأماكن، أو من جراء الإخفاقات التي أصابت عملية بناء الدولة في أماكن أخرى. لم ينجح العرب في إنتاج دولة موحدة، لا اتحاد فعلياً بين دول متنوعة (باستثناء تجربة مجلس التعاون الخليجي)، وأخفقت غالبية التجارب العربية في عدد من الأقطار في صناعة نموذج مُعاصر لدولة وطنية متماسكة، وعادلة، وقوية، تستندُ إلى قوة القانون والأنظمة. ذلك الإخفاق حصل في وقتٍ كان العالم يتطور على شاكلةٍ سريعة، وبطبيعة الحال؛ فإن الركائز الأساسية لمسار التطور؛ تُجسدها الدولة التي تستندُ إلى القانون، أو من خلال اتحاد لمجموعة من الدول، في إطارٍ فيدرالي أو كونفيدرالي، يجمعان طاقات الأمة، أو مُقدرات الشعوب في بوتقةٍ مُتكاملة. هدفنا من إعداد هذا الكتاب ونشره؛ المساهمة في تنوير بعض الزوايا المعتمة في المساحة العربية الواسعة، والدعوة إلى ركوب قطار التطور والعلم والانفتاح كسبيل وحيد لإنقاذ حياة الأمة. ليس لنا هدف مادي أو شخصي. وحده ارتياح قُرائنا الأعزاء يعوِّض لنا الأتعاب، ويُيلسم الجروح التي انفتحت في إبان البحث عن المعلومات المطلوبة ومعرفتنا ويلات ومآسي لم نكن على إطلاع عليها. فأحياناً ربما أفضل أن تعرف قليلاً من أن تعرف كثيراً، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالبلية والكَدَر».

مشاركة :