«زخرفة المصاحف» يمزج بين التصميم الهندسي وجمال الألوان

  • 11/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يقدم معرض «زخرفة المصاحف» البعد الفني لهذا الفن الأصيل، مستعرضاً تفاصيل أعمال إبداعية تمزج بين دقة التصميم الهندسي وتناسق الألوان. افتتح الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حسن كاظم، بمقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية معرض "زخرفة المصاحف"، وذلك ضمن فعاليات الملتقى التشكيلي العربي الثالث بعنوان "الفن الإسلامي إطلالة حديثة ومعاصرة"، ويشارك فيه نخبة من الفنانين. في البداية، أشاد كاظم بالمعرض، وبما شاهده من زخارف متنوعة جميلة تخص زخرفة القرآن الكريم على مدى العصور، لافتا إلى أن المعرض يأتي ضمن أنشطة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية. من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، إن المعرض يعد نتاج تعاون بين المجلس الوطني والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، نتيجة اقتناع وتوجيهات من اللجنة العليا للتخطيط والمتابعة، برئاسة وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، كما أنه يأتي بالربع الأخير من فعاليات "الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية"، ومن ثم فهو يقع تحت هذه المظلة. ولفت د. الدويش إلى أن الزخرفة الإسلامية تعد إحدى التجليات المعبرة عن الثقافة والحضارة الإسلامية، وأن زخارف القرآن الكريم كانت مع بداية حقبة العهد العباسي، وتم تطويرها عبر الحقب المختلفة، مرورا بالدولة العثمانية، وصولا إلى النظم الحالية الموجودة التي تمثل العالم العربي والإسلامي. وعن مدى البعد الفني للزخارف، أكد أنها لا تعبر عن ثقافة فقط، لكنها إبداع، وفيها نوع من الهندسة، وتناسق الألوان، وبالتالي نحن نفخر بهذا المعنى من الثقافة والفنون. بدوره، قال رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية رئيس اتحاد التشكيليين العرب عبدالرسول سلمان: "أصبح الفن الراهن فيضانا لأخصب أنهار الماضي، لبناء صروح فنية جديدة تتناسب وطبيعة هذا العصر، والفن الإسلامي هو التعبير الجميل عن الكون والحياة والإنسان، من خلال تصور الإسلام للكون والحياة والإنسان". وأضاف: "امتازت الحضارة الإسلامية بروائع الفنون والعلوم، والتقنيات ساهمت في دعم هويته والتعبير عن ذاته في أصدق صورة إلى أن أصبح عنصرا مهما أضاف الشكل والروح على فنون الشعوب الإسلامية كافة، بتأثيراته وإشعاعه وإلهامه". وأوضح أن اهتمام المسلمين بالمصاحف المخطوطة جعلها تحفا فنية ثمينة، بدقة الزخارف المذهبة، وجمالها، وبإبداع الألوان، ونضارتها. وتابع: "الاهتمام الكبير بزخرفة وتحلية المصاحف جاء في العصر العباسي، وكانت الصفحات الأولى والأخيرة وعناوين السور والتواصل تخط بعناية أكثر في تذهيبها وزخرفتها، وتطور هذا الاهتمام حتى أصبح لزخرفة الهوامش وتذهيبها شأن كبير، فأقبل الفنانون على تغطية هوامش المخطوطات بالرسوم النباتية والهندسية، وزخرفت المصاحف ونهايات الآيات بأشكال رقيقة، فيما رسمت أشكال تشبه الغيوم، ووحدات زخرفية نباتية بين السطور". وأشار إلى أن الزخرفة الإسلامية تتمتع أيضا بمواصفات ومقاسات دقيقة، كما أنها عمل تنسيقي يعطي للمتلقي أولوية الاطلاع والبحث في أروقة تلك اللوحة، ويضعك أمام حديقة غناء تنبعث من أرجائها علامات الطمأنينة والعظمة والوقار، وأول ما نستطيع النظر إليه بتمعن، تلك الزخرفة التي تضفي على العمل الفني قداسة وألقا وضياء. وذكر أن هذا الملتقى يسعى إلى تعزيز التواصل بين الفنانين، وتشجيع البحث والنقد الفني والتأليف، بما يخدم الشخصية الفنية العربية، والإسهام في الحوار الثقافي الهادف، واللقاءات الدورية المثمرة، ودعم الإبداع، وفتح آفاق جديدة لمشاريع فنية وثقافية مشتركة.

مشاركة :