الصين أول ملوث عالمي، بعدما خفضت الاعتماد على الفحم الحجري. وأدى التوسع الاقتصادي في الصين، والذي بنيت خلاله محطتان للطاقة تعملان بالفحم كل أسبوع، إلى ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في العالم خلال السنوات الـ16 الماضية. وأضافت الدراسة أنه من المتوقع أن ترتفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري والصناعة بنسبة بسيطة تبلغ 0.2 في المئة في 2016 عن 2015 إلى 36.4 مليار طن، فيما يمثل ثالث سنة على التوالي دون تغيير يذكر وبتراجع عن معدلات الزيادة التي بلغت 3 بالمئة في العقد الأول من الألفية الجديدة. ورحب المشروع العالمي للكربون الذي يضم باحثين في مجال المناخ بثبات الانبعاثات وسط نمو اقتصادي عالمي، لكنه حذر من أن العالم لم يضع قدميه بشكل ثابت بعد على المسار نحو اقتصاد أكثر خلوّا من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ويقول بيتيري تالاس -الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية- إن معالجة تغير المناخ غير ممكنة دون التصدي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ويضيف، “الجانب السيء المتعلق بغاز ثاني أكسيد الكربون هو أن فترة بقائه طويلة للغاية، والعودة إلى مستويات ما قبل الثورة الصناعية قد تستغرق عشرات الآلاف من السنين”، مشددا على أهمية دخول اتفاق باريس للمناخ حيز التنفيذ. وأقرّ غلين بيترز، الذي يعمل في مركز أبحاث المناخ والبيئة الدولي في أوسلو، والمشارك في إعداد هذه الدراسة، بأنه من الصعب الحسم في مسألة ما إذا كان الانخفاض الصيني يرجع إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الصيني بسلاسة ونجاح، أم أنه علامة على عدم الاستقرار الاقتصادي. وأضاف “ومع ذلك، فإن انخفاض الانبعاثات الصينية غير المتوقعة يمنحنا أملا في أن أكبر منتج للانبعاثات في العالم يمكن أن يحد منها بطريقة أكثر طموحا”. وقالت الدراسة، التي نشرت في دورية بيانات علوم نظام الأرض، إنه من المتوقع تراجع الانبعاثات الأميركية بنسبة 1.7 بالمئة في 2016 وذلك أيضا نتيجة التراجع في استهلاك الفحم. وعلى العكس من ذلك مازالت الانبعاثات في الكثير من الاقتصادات الناشئة ترتفع. وهيمن على محادثات مراكش التي تجري بين نحو 200 حكومة في ما بين السابع من نوفمبر والـ 18 من الشهر نفسه الغموض بشأن مستقبل السياسة الأميركية بعد فوز الجمهوري ترامب. وأدى انخفاض استهلاك الفحم في الولايات المتحدة العام الماضي دورا كبيرا في الحفاظ على نسبة منخفضة عالميا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحسب ما ذكره تقرير جديد. وقال بيترز إنه من المرجح أن يحل الغاز الطبيعي والرياح والطاقة الشمسية محل الفحم في إنتاج الكهرباء بالولايات المتحدة، وذلك بفضل التكنولوجيات الجديدة وتراجع الأسعار. وأشار إلى أن “خطط ترامب لإحياء صناعة الفحم التي تصارع من أجل البقاء، قد لا تستطيع أن تجابه قوى السوق الحالية التي تؤدي إلى تدهور إنتاج الفحم”. وكان الرئيس الأميركي المنتخب ترامب قد وعد، ليس فقط بإحياء صناعة الفحم في الولايات المتحدة، بل بـ”إلغاء” اتفاقية باريس للمناخ، التي وافقت عليها الدول وتطوعت بناء عليها للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ويقول خبراء إن هذا سيكون قرارا أحمق، إذ أنهم يعتقدون أن اتفاق باريس وفك الارتباط بين النمو الاقتصادي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، عاملان مهمان لتفادي مستويات خطرة من الاحتباس الحراري عالميا. وقال بيترز “مع تركيز الجميع على نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية، من الجدير أن نلاحظ أن الطاقة الناتجة عن الرياح والشمس والغاز مستمرة في الإحلال محل الفحم في إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة”. وقد زاد الناتج السنوي من ثاني أكسيد الكربون من خلال استخدام الوقود الأحفوري بنحو 3 بالمئة في العام، خلال العقد الأول من هذا القرن. وقالت كورين لوكيريه من جامعة ايست انغليا البريطانية والمعدة الرئيسية للدراسة “إنها السنة الثالثة على التوالي التي ينعدم فيها تقريبا نمو الانبعاثات، وهذا أمر غير مسبوق في مرحلة تشهد نموا اقتصاديا قويا”. وأضافت “إنها مساهمة أساسية في مكافحة التغير المناخي إلا أن الأمر غير كاف. يجب الآن تخفيض الانبعاثات بسرعة وعدم الاكتفاء بالحدّ من ارتفاعها”. وينبغي أن تتراجع الانبعاثات بشكل وسطي بمعدل 0.9 بالمئة حتى عام 2030 لحصر الارتفاع الوسطي للحرارة بأقل من درجتين مئويتين مقارنة بما قبل الثورة الصناعية، وهو مستوى أساسي اتفق عليه المجتمع الدولي نهاية عام 2015 في باريس. :: اقرأ أيضاً اللغة العربية وحتمية اللحاق بعالم الديجتال الضباب الدخاني يغلق المدارس في طهران
مشاركة :