حكايتي مع قيادة السيارة، هي حكاية أي قارئ يتنقل يومياً في مدينته من العمل إلى المنزل، ومن المنزل إلى المحلات التجارية لشراء ما يلزمه من احتياجات، الموضوع بكل أسف يتكرر في شوارعنا بشكل لافت، تحاول قدر المستطاع أن تقف في المكان المخصص فتفاجأ بمن أوقف سيارته خلفك، وتركها لقضاء احتياجاته دون مبالاة، ومراعاة لمشاعرك، وعندما ينتهي يعود ليركب سيارته والبعض قد يعتذر وآخرون كأنهم لم يفعلوا شيئاً، بل قد يعاتبك إن تحدثت معه وعاتبته، فلديه عذر أنه لم يتأخر أو أنه لم يجد مكاناً للوقوف. تقف في أقصى اليمين أو الشمال من أجل العودة للخلف، فتجد من قطع وتجاوز كل السيارات المنتظمة ليصل للمخرج وكأنه لا يرى ولا يشاهد عشرات السيارت المصطفة نظاماً، والأدهى والأمر، يحاول إدخال سيارته بالقوة دون أن يرفع حتى يده مستأذناً، من ناحية أخرى قد تسير حسب السرعة المحددة وتشاهد خلفك سيارة متجهة بسرعة فائقة نحوك وتضيء الأنوار بشكل جنوني لتفسح الطريق له، أحياناً ترتبك ولا تستطيع تحديد الاختيار الصحيح، فلا تعلم هل معه حالة إسعافية أم لديه مشكلة فيجعلك ترتبك وتسأل الله أن يسهل الأمور حتى يمر ويبتعد عنك، أيضاً هناك من يقف أقصى اليمين عند إشارة المرور، ولك الحق في أخذ الاتجاه يميناً بالنظام وتقف أكثر من سيارة، وهو لا يبالي بهم حتى وهو يسمع صوت المنبهات فكما يقال (أذن طين وأخرى عجين) في بعض المواقف الخاصة بالمعوقين، يقف كأنه لم يشاهد اللوحة ويتجاهل أيّ تنبيه مكتوب يفيد أنها مخصصة لفئة معينة، في بعض الجهات الحكومية أو الأهلية يوجد ممر مخصص لمرور الكراسي المتحركة للدخول أو الخروج قد يقف أمامه ويغلق أيّ فرصة للتحرك، مما قد يعرض مستخدمي تلك الكراسي للسقوط، أو الانتظار من أجل التنقل وقد تشاهد من يتحدث بالجوال ويرسل ويستقبل ويضحك ويقرأ الأخبار... كل ذلك وهو يقود سيارته، وهي تموج هنا وهناك في طريق عام، وما الحوادث، ومنها الشنيع وقانا الله وإياكم، إلا لهذا السبب، وقد يضع البعض طفله في حضنه وهو يقود .. كل ذلك من أجل إرضائه لدقائق أو إرضاء والدته التي أزعجها بالبكاء ليعرض حياته وحياة أسرته، وربما آخرين كُثر لا ذنب لهم للخطر. مشاهدات تمر على الجميع، أتساءل لماذا لا يتم تطبيق النظام بحزم مع هؤلاء المخالفين، أليست هناك قوانين وأنظمة تحدد حقوق الطريق، وأصول القيادة؟ الجواب بكل تأكيد: نعم! إذاً لماذ لا يطبق بحقهم النظام؟