مؤيدة لترامب تعرض موبايل أي فون يحمل صورة الرئيس الاميركي المنتخب (غيتي) بيروت: حلا نصر الله ترامب سيمنح حكم عون الثبات.. إيران ستعود أدراجها موجات من المواقف المتناقضة اجتاحت الشارع اللبناني بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأميركا. اللبنانيون يترقبون ما سينتج من الإدارة الأميركية في الأيام المقبلة. النظرة متشائمة في أغلبها لأن الرئيس الأميركي الجديد تعهد بإعادة العظمة إلى بلده بأي وسيلة كانت. القلق من رجل يسعى لاستعادة مجد أميركا، التي من الممكن أن تكون عبر استعراض عسكري، كالإقدام على حرب مباشرة على غرار ما فعله الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، أما جزء آخر من اللبنانيين فيرون ترامب منقذًا من الإرهاب الذي اجتاح دول الجوار ويهدد لبنان. جزء كبير من الموقف الذي شكله اللبنانيون عن ترامب مرتبط بالنزاع السوري وتداعياته على لبنان؛ ذلك لتخوف الأقليات اللبنانية على وجودها؛ مما دفع بعض أبنائها إلى التهليل بقدوم الرجل الشره للقيام بصدامات مباشرة؛ ذلك أن الشارع اللبناني منذ انطلاق الثورة السورية منقسم على نفسه بين مؤيد للنظام السوري، وآخر يدعم المعارضة السورية المسلحة. بعد قدوم ترامب طال التخبط أغلب الاصطفافات السياسية اللبنانية، واستطاع الرجل الأبيض شق صف مؤيدي النظام السوري. ففي حين يبدي أتباع إيران في لبنان قلقهم من ترامب الذي هددها خلال حملته الانتخابية بإعادة النظر في الاتفاق النووي الموقع بينهما، وهو ما قد يزيد خطر توجيه إسرائيل، بموافقة إدارة ترامب، ضربة عسكرية لما يسمى «حزب الله» يُرَجح أنها ستكون أعنف من الضربة العسكرية التي تلقها لبنان إبان حرب يوليو (تموز) 2006، إلا أن مؤيدي بشار الأسد في سوريا عاشوا بهجة الانتصار فتغزلوا بترامب الذي أبدى إعجابه بحرب النظام السوري على الإرهاب. ترامب المخلص.. مسيحيو لبنان بخير خطاب «مسيحي» لبناني متشدد أطل برأسه بعد انتخاب ترامب. يرى في الرئيس الجديد «المخلص» الحقيقي من الفوضى الناتجة من التنظيمات الإرهابية. حتى وصف أحدهم أن عالم يقوده «ترامب – بوتين» سيجعل مستقبل المسيحيين في الشرق أفضل؛ لأن الرجلين يحملان الخطاب العدائي نفسه ضد المتطرفين. تقول هنادي حنا، لبنانية من زغرتا إن «مجيء ترامب مريح، وسيحمي مسيحيي الشرق بعد أن ارتفع في السنوات الأخيرة منسوب الكلام عن نهاية الوجود المسيحي في المنطقة. فقد حصلت محاولات حقيقية لتهجير المسيحيين في سوريا، ففي العراق تمكنت (القاعدة) سابقًا و(داعش) حاليًا من تهجير المسيحيين في الموصل وبغداد، ولم يكن خافيًا الدور الذي لعبته الميليشيات الشيعية، خصوصًا ميليشيا مقتدى الصدر إبان الاحتلال الأميركي لتهجير المسيحيين أيضًا. لذلك؛ فإن ترامب سيكون درعًا منيعة في وجه من يحاول إفراغ الشرق من مسيحييه. لقد انتابني شعور من الارتياح عندما تدخلت روسيا بالحرب السورية، وزاد الارتياح لدي مع قدوم ترامب». متظاهرة لبنانية ترفع العلم الوطني لبلادها خلال تظاهرة احتجاجية ضد الأوضاع الاقتصادية والأمنية وتدني الخدمات في لبنان (غيتي) من جهة أخرى، إن جزءا من اللبنانيين مقتنع بأن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة لن تتغير تجاه المنطقة العربية. تقول الطالبة ديما حمدان إن ما يهمها بصفتها مواطنة لبنانية تعيش في بلد على حافة الانفجار، رغم محاولة تعويم مناخ التوائم والتفاهم بعد انتخاب عون وتولي الحريري تشكيل حكومة، هو إيجاد إجابة عن سؤالين فقط، هما، هل ستفرض الإدارة الأميركية عقوبات مباشرة على لبنان؟ وتضيف ديما «نحن نتعامل مع رجل اقتصادي من الطراز الرفيع، ويعرف كيف يضغط على لبنان بملف «حزب الله». أما السؤال الثاني، هل ستجازف إيران بلبنان في حال شعرت بأنها محاصرة، وبأنها لن تحصل على ماء وجهها بعد عناء ست سنوات في سوريا؟». الرأي نفسه لدى حسن إسماعيل، الطالب في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، فيقول: «إنني لم أفهم لماذا خاب أمل بعض اللبنانيين عندما لم تجيء كلينتون؟ هذا ليس شأننا. أفهم خيبة أمل الأميركيين لأنهم مرتبطون بشكل مباشر بنتائج الانتخابات، أما نحن في الشرق فإننا مرتبطون بالسلبيات والإيجابية الناجمة عن سياسات أميركا الخارجية؛ لذلك لا أجد كلينتون أقل خطورة من ترامب». ترامب وإيران بعد انتخاب الرئيس اللبناني ميشال عون، خطفت الصحف الإيرانية خبر الانتخابات ونسبت إليها النصر بإنهاء الفراغ الرئاسي الذي دام سنتين ونصف السنة. وكالة «فارس» الإيرانية وصفت انتخاب عون بالنصر لمحور ما يسمى «حزب الله وحلفاءه الإقليميين»، أما علي أكبر ولايتي، مستشار ولي الفقيه علي خامنئي، فصرح بأن «عون انتصار لـ(حزب الله)» وبارك لنصر الله فوزه بقصر بعبدا، أما صحيفة «إيران أمزوز» فحولت انتخاب عون إلى مسرح للهجوم على السعودية. بحسب عمر السيد، فإن «ترامب قد يحمي عون، ومن الممكن أن يحصل حكمه على المزيد من الدعم. إن الأجواء المقربة من الحزب أبدت عدم الرضا من مجيء عون، ويتخوف جزء من جمهوره منه. ولكن التراجع عن خيار عون كان سيعد هزيمة للحزب، ولكن من المؤكد أن نصر الله يفضل فرنجية على عون. إن «حزب الله» لا يثق بعون، ولا يثق بمن يدور في فلكه السياسي». ويشير عمر إلى آخر تصريح لوزير الخارجية اللبناني ورئيس تيار تكتل التغيير والإصلاح، جبران باسيل، الذي رفض فيه مشاركة أي طرف لبناني في النزاع السوري، بالتالي فإن إدارة ترامب ستدعم عون وستعطيه دفعًا للتقدم أكثر بصورة ندية مع «حزب الله»؛ وذلك في حال لم يتبنَ عون مواقف تزعج أميركا. كما وفي الأشهر المقبلة من غير المستبعد عودة الحديث عن السلاح غير الشرعي.. هذا الخطاب لن يتبناه عون، ولكن باسيل صهر الجنرال قادر على تبنيه، وباستطاعته تأمين تأييد شعبي له». ياسمين طانيوس ترى أن ترامب غير مهتم بلبنان، إنما ينظر إلى سوريا والعراق، وتضيف «إن الاحتقان الطائفي في الشرق الأوسط سيزداد بعد صعود اليمين المتطرف المتمثل في ترامب، والعنوان العريض للمعركة المقبلة هو صراع (إسلامي متشدد – مسيحي يميني)، وسيدفع ثمنه بكل تأكيد المسلمون. إن الغرب يتجه إلى المزيد من التطرف ضد الإسلام؛ ففي أوروبا استعادت منظمة (باغيدا) ومنظمات تنادي بالكراهية ضد الآخر نشاطها، وبدأوا يفوزون بشعبية واسعة، وتلوح ماري لوبان في أفق فرنسا. ما يجب أن ننتظره بصفتنا مواطنين في الشرق هو استعراض أميركا العسكري في سوريا، وبكل تأكيد سيؤثر ذلك سلبًا في لبنان. لذلك؛ إذا حصل اجتياح لسوريا أشعر بأن ترامب سيوجه ضربات مؤذية إلى كل من تسبب بهذه الفوضى، وستكون حربه كارثة؛ لأن ما من أحد سيقدر على التصدي له، ترامب ليس جورج بوش». عدوى اليمين المتطرف ستغزو لبنان أيمن ضاهر، من الجنوب اللبناني، يرى أن المخيف بمشهد ترامب هو صعود اليمين المتطرف؛ وهو ما سيعزز خطاب الأحزاب اليمينية، أكانت إسلامية أم مسيحية. ويعتقد أيمن «أن حفلة الجنون اليمينية لن تتوقف، وسيدخل لبنان في دوامة جديدة من الانقسام الداخلي؛ لأن ما يحدث في أميركا سينعكس على المناخ الفكري والآيديولوجي في لبنان. وعليه فقد تستعيد أحزاب اليمين اللبناني خطابها القديم. أما في حال لم يجد الغرب حلا للحروب الدائرة فسيقترب لبنان أكثر فأكثر من النزاع.
مشاركة :