تعتبر ظاهرة الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا، وباتت هذه المواد تشكل خطراً ليس فقط على مستخدميها بل حتى على الموجودين في محيطها، وفي مثل هذه الأيام يُصاب كثير من الأشخاص بمن فيهم الأطفال جراء هذه المفرقعات ومنهم من يُصاب بعاهات أبدية. ومن الملاحظ أن هذه الظاهرة ما زالت موجودة ولابد أن تحظى من المعنيين بالاهتمام المطلوب، فاستخدامها من قِبل الأطفال لا يزال أمراً ملحوظاً خاصة في ليالي رمضان، وفي الأعياد والمناسبات الأخرى، وهي بكل تأكيد ظاهرة سلبية لما تخلِّفه من أضرار في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى تلوث البيئة. ولعل التساهل من قِبل أولياء الأمور في عدم مراقبة أبنائهم ومنعهم من استخدامها هو السبب الرئيس وراء تزايد تلك الظاهرة. ومن أسباب انتشارها بين الأطفال عدم التقدير الصحيح من قِبل أولياء الأمور وأرباب الأسر للمخاطر التي يمكن أن تلحق بأطفالنا عند استخدام المفرقعات. ومن بين أسباب انتشارها أيضاً وجود بعض أصحاب المحلات الصغيرة، والأسواق الشعبية خاصة النسائية، وبعض الشباب الذين يسعون للكسب من وراء الاتجار بهذه المواد دون الاهتمام بالمخاطر الجسيمة التي تسببها. بالإضافة إلى سهولة تهريبها بين الأمتعة الشخصية للقادمين من المنافذ الحدودية. لا شك أن هذه المفرقعات والألعاب النارية تشكل خطورة كبيرة على المجتمع، حيث إنها من الممكن أن تتسبب في اندلاع الحرائق وإصابة مستخدميها بإصابات بالغة. لذلك على أولياء الأمور التعاون مع الجهات المعنية بالأمر بمراقبة ومنع أطفالهم من استخدام هذه الألعاب الخطرة ومنعهم من شرائها وإبلاغ أقرب مركز للشرطة عن أي محلات أو أشخاص يقومون بعرضها أو بيعها ليتم اتخاذ الإجراءات حيالها. نحن نزرع أخطاءنا بأيدينا، فهل يمكننا أن نلوم غيرنا؟ المتهم الأول هو نحن، والجاني والمجني عليه نحن أيضاً، والغريب العجيب أن المشتكي هو نحن. ولكي نقضي على هذه الظاهرة لابد من التكاتف والتآزر فيما بيننا.
مشاركة :