في ذكرى اليوم العالمي للسكري لهذا العام، يعاني أكثر من 5.5 مليون لاجئ مصاب بمرض السكري من تداعيات الحروب التي شردتهم، في الوقت الذي لا تولي المنظمات الإنسانية لهذا المرض الاهتمام المطلوب لأسباب متعددة، أبرزها تغليب الاحتياجات الإسعافية العاجلة على البرامج الصحية متوسطة الأمد وطويلة الأمد ذات الصبغة الوقائية. هذا الواقع المؤلم للاجئين، على حد تعبير رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في لبنان السيد عمر قاطرجي، دفع البعثة إلى إطلاق برنامج متكامل بالشراكة مع الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) من أجل التعاون في دعم ألفي مريض بالسكري شهريا من اللاجئين السوريين في لبنان عبر 9 مراكز موزعة على 4 محافظات، وهي على حد وصفه المبادرة الأكبر في لبنان من حيث الانتشار. وأشار قاطرجي إلى أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تبين أن واحدا من كل 11 شخصا في العالم بات يعاني من مرض السكري، لا سيما وأن معدلات الإصابة بهذا المرض قد تضاعفت إلى نحو %390 منذ عام 1980. الحلبي: استشارات طبية ودوائية مجانية كشف المنسق الطبي في البعثة الدكتور فادي الحلبي أن الأرقام الأولية بعد شهرين من انطلاق المشروع تشير إلى أن %89 من هؤلاء المرضى لديهم داء سكري غير مضبوط، وأن %61 من المرضى لديهم ارتفاع توتر شرياني مرافق، وأن %71 من المرضى لا يلتزمون بقدر مناسب من النشاط البدني والحركي، وأن %51 من المرضى لا يلتزمون بنظام غذائي مناسب، فيما يعاني %41 من المرضى من اضطرابات قلبية حالية. ولفت الحلبي إلى أن المشروع يقدم الاستشارات الطبية والعلاج الدوائي الكامل، متضمنا كافة أنواع الأنسولين والفحوص المخبرية الكاملة الخاصة بمتابعة مرضى السكري، وكذا الاستشارات الخاصة بمتابعة تطورات هذا المرض، وكل ذلك بشكل مجاني تماما. وأوضح المنسق الطبي لجمعية «سامز» ومدير البرنامج الصحي في منظمة «مابس» الدكتور إبراهيم المصري أن فريق عمل المشروع يتضمن كوادر متخصصة من البرنامج الصحي لمنظمة «مابس»، بتدريب من الاتحاد الدولي للسكري (منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، بالإضافة إلى إعداد بحوث علمية وعملية ترمي إلى تغيير نمط حياة المرضى، الذين يقدر عددهم بنحو 100 ألف لاجئ سوري في لبنان بحسب نسب الانتشار في منطقة الشرق الأوسط الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.;
مشاركة :