موسكو- واس اتهم وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف، أحد أبرز أعضاء الحكومة، رسمياً أمس بالحصول على «رشوة عبر الابتزاز»، وذلك بعد ساعات على توقيفه من قبل الاستخبارات بتهمة تلقي رشوة بقيمة مليوني دولار من شركة نفط بارزة. والروس معتادون على أنباء توقيف مسؤولين كبار وسط تغطية إعلامية كثيفة، من أعضاء منتخبين وكوادر في الشرطة بتهم فساد. لكنه أرفع مسؤول روسي يعتقل لاتهامات من هذا النوع منذ تولي الرئيس فلاديمير بوتين السلطة في العام 2000. وسعى المراقبون والصحف أمس لتحديد ما إذا كان سقوط الوزير الاقتصادي (60 عاماً) الذي أعلنته هيئة «لجنة التحقيق في روسيا» كان نتيجة تحقيق في فساد أو تصفية حسابات بين مجموعات الكرملين. وأوقف أوليوكاييف الذي دخل إلى الحكومة قبل ثلاث سنوات. وقالت «لجنة التحقيق في روسيا» الهيئة الرئيسة للتحقيق في الاتحاد الروسي إنه «طالب إدارة روسنفت» برشوة بقيمة مليوني دولار مقابل موافقته على شرائها شركة «باشنيفت» التي تملكها الدولة. وأضافت هذه الهيئة التي كلفت أهم التحقيقات الجنائية في روسيا أنه «هدد باستخدام سلطات مرتبطة بمنصبه لعرقلة نشاطات الشركة» إذا لم تدفع له رشوة. واتصلت «روسنفت» عندئذ بالسلطات التي واقفته مساء الإثنين. وأوقف أوليوكاييف، خلال عملية نفَّذها جهاز الأمن الاتحادي في إطار تحقيق حول قضية فساد واسعة. وقالت لجنة التحقيق، في بيان إنها ستوجه الاتهام إلى الوزير بسرعة وقد يواجه حكماً بالسجن بين ثمانية أعوام و15 عاماً. وقال البيان إن الوزير تلقي الإثنين مليوني دولار مقابل موافقته على شراء شركة النفط الحكومية «باشنيفت» من قبل المجموعة الروسية العملاقة نصف الحكومية «روسنفت»، في صفقة تمت في أكتوبر الماضي. ولم يوضح البيان الجهة التي سلمت المبلغ الذي يتهم وزير الاقتصاد بتلقيه. ويتولى إدارة «روسنيفت» ايغور سيتشين القريب من فلاديمير بوتين. وهو مثله، متكتم ويتمتع بنفوذ كبير ويعد أحد قادة المسؤولين القادمين من الاستخبارات والجيش والشرطة الذين يسمون «سيلوفيكي». كان أوليوكاييف من أنصار إصلاحات لتحرير الاقتصاد وحذّر من «ركود» اقتصادي. وقد اعترض علناً في البداية على بيع نصف «باشنيفت» إلى «روسنيفت» في أكبر عملية تنازل عن موجودات من قبل الحكومة الروسية هذه السنة لضخ أموال في الميزانية التي تأثرت بانهيار أسعار النفط. من جانبها قالت المتحدثة باسم اللجنة سفيتلينا بيترنكو لوكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي» إن «أوليوكاييف ضبط بالجرم المشهود خلال تلقيه رشوة». وأضافت أن «الأمر يتعلق بابتزاز من أجل الحصول على رشوة من ممثلي شركة روسنفت وترافق ذلك مع تهديدات». وتابعت أن هذا الحادث لا يعرض بيع الجزء الأكبر من «باشنيفت» إلى «روسنفت». وقالت إن «عملية الاستحواذ على حصص في باشنيفت تمت بشكل قانوني وليست مستهدفة بالتحقيق».
مشاركة :