«الريال السعودي».. رحلة صعود تاريخية يحكيها «سفاري بقيق»

  • 11/16/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تواصلت فعاليات مهرجان سفاري بقيق، وسط إقبال كبير من الزوار، وشهد جناح شركة أرامكو، ركنا مهما حول تاريخ العملة المحلية للمملكة «الريال»، راصدا رحلة الصعود التاريخية له. وتضمن الركن معلومات مهمة حول تطور الريال سواء في الشكل، أو الوزن، وفي الاستخدام اليومي، ومدى الانتشار، كاشفا عن مرور الريال بمراحل عدة، قبل أن يثبت نفسه. وتوضح المعومات أن الريال لم يتمتع ببدايته قوية؛ لمواجهته بمقاومة كبيرة من العملات الأخرى الأقدم، والتي كانت منتشرة، وتعتمدها شركات النفط العاملة في المملكة آنذاك، لصرف رواتب موظفيها، لكن سرعان ما أعلن الريال عن نفسه، كعملة أساسية في المملكة، ولم تجد شركات النفط مفرا من اعتماده في صرف رواتب موظفيها. وتشير بعض المخطوطات، التي كشفت عنها أرامكو، خلال فعاليات «سفاري بقيق»، إلى أن الريال لم يكن له وجود قبل عشرينيات القرن الماضي، وأنه في بداية تأسيس المملكة، وبالتزامن مع الإجراءات والأنظمة التي أصدرها الملك المؤسس، عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، تم إصدار العملات المعدنية الرسمية الأولى، ورغم ذلك لم تحظ العملة السعودية الأولى، وهي الريال الفضي بالانتشار المأمول، وظل يقاوم الإقبال الكبير على الروبية الهندية، التي كانت منتشرة في هذه الأوقات، ودعم ذلك قيام شركة «كاسوك» العاملة في مجال النفط بالمنطقة الشرقية آنذاك، بدفع رواتب موظفيها السعوديين، بالروبية الهندية المصنوعة من الفضة أيضا، باعتبارها العملة الأكثر استخداما آنذاك، في منطقة المقر الرئيس للشركة الواقع في منطقة الأحساء، وتؤكد المخطوطات أن هذه الأوضاع لم تستمر سوى سنوات معدودة، بدأ بعدها الريال ينتشر على نطاق واسع في أرجاء المملكة، منطلقا من المنطقة الشرقية، في مقابل انحسار العملات الأخرى، وعلى رأسها الروبية الهندية، وبحلول عام 1938م، أصدرت شركة «كاسوك» تعليماتها باعتماد الريال السعودي، كعملة أساسية لصرف رواتب موظفيها السعوديين، ما جعل العملة المحلية تتداول على مساحة كبيرة من المنطقة الشرقية. وواجه المتعاملون بالريال السعودي، مشكلة كبيرة وهي كبر حجمه، وثقل وزنه، ما جعل متوسط الراتب الشهري للموظف السعودي، يصل وزنه إجماليا إلى نحو 4 كجم من الريالات الفضية، وهو ما كان يتطلب من الشركة تأمين رواتب تزن نحو 60 طنا متريا من الفضة، تنقلها شاحنات، وتحفظ داخل مستودعات خاصة، عليها حراسة أمنية مشددة. واستمر هذا الوضع، إلى أن جاء عام 1969، الذي شهد توجيهات جديدة من مؤسسة النقد السعودي، بإصدار عملات ورقية، من فئات خمسة، وعشرة ريالات، وكذلك الريال الواحد، وتم تداولها فعليا في 25 يناير من العام نفسه، واستخدمت أحدث الطرق الطباعية الأمنية، وأدمجت فيها ميزات إضافية منعا للتزييف.

مشاركة :