الشعر أمانة - علي عبدالله المفضي

  • 11/16/2016
  • 00:00
  • 35
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الإمام الشافعي: إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى ودينك موفور وعِرْضُكَ صَيِّنّ لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن وعيناك إن أبدت إليك معايباً فدعها وقل يا عين للناس أعين بما أن أثر الشعر وتأثيره ما زال قائماً وأن الناس يتداولونه ويحبونه ويولونه اهتمامهم ويرون أن الشاعر لسان حالهم ووسيلة إيصال كثير من أحاسيسهم وأمانيهم ومشاعرهم ومنذ أن عرفوه أدركوا ما له من دور بارز في المجتمع، لذا فإن بمقدور الشاعر أن يجعل من موهبته بلسماً ودواء ورسالة خير ومشعل نور وطريق هدى وحمامة سلام إذا عرف قيمة ما يملك وأحسن استخدامه ووجهه إلى حيث الحب والخير والجمال. وقد يكون سلاحاً يسهم بقوة في رفع لواء الحق والذود عن الأوطان والحقوق والأعراض والممتلكات يدافع عن المظلوم ويردع الظالم ويوقف الصائل عند حده وقد يتحول ذلك السلاح إذا وقع في يد طائش أو مستهتر أو حاقد إلى معول هدم للقيم والمبادئ والأخلاق والفضائل وسلب الحقوق ونصرة الشر واجتثاث الخير وزرع الفرقة وزعزعة التلاحم ونسف التآلف. لذا فإن واجبنا جميعاً أن نوقف كل مستهتر أو جاهل أو حاقد يستخدم الشعر لإيقاظ الفتنة وزرع الفرقة ونضربه بيد من حديد وألا نتهاون أو نتساهل أو نتسامح أو نهادن فقد يكون هذا الشعر الجميل الذي ينشر السلام والمتعة في مجالسنا شرارة حاقدة تحرق الأخضر واليابس وتجعلنا هشيماً تذروه الرياح.

مشاركة :