في اعتقادي، إن ما جاء في البيان الذي أصدرته إدارة النادي الفيصلي بحرمة عن استقالة مدرب الفريق الأول لكرة القدم البرازيلي الشهير (هيليو دوس أنجوس) شيء غير مقنع، وخصوصًا للمقربين من النادي الذين يعرفون كل شاردة وواردة فيه. شخصيًّا توقعتُ استقالة أو إقالة (أنجوس)، لكن ليس بهذه السرعة؛ إذ لم يمضِ من الدوري سوى ثماني جولات. وإن كنت قد كسبتُ تحديًا مع أحد الزملاء من خارج محافظة المجمعة عندما اتصل بي يهنئني بتعاقد الفيصلي مع هذا المدرب - طبعًا بصفتي أحد أبناء النادي ويهمني أمره - وقلتُ له صدقني إن المدرب لن يكمل الدوري مع الفريق. قال: لماذا؟ فهو مدرب جيد ومعروف. قلت: أعرف ذلك، لكن في الوقت نفسه أعرف أسلوب المدرب وشخصيته. ولن أقول ما قاله أحد الزملاء في إحدى تغريداته. وبعد أن أعلن النادي استقالة المدرب اتصل بي هذا الزميل، وقال: لقد كسبت التحدي يا أبا باسل، لكن كيف تم ذلك؟ طبعا أخذنا نتحدث عن موضوع المدرب، وكيف خسره الفيصلي، وقلت له: إن أهل حرمة أعرف بناديهم.. فأنا ابن النادي؛ وأعرفه جيدًا.. وإذا كانت إدارة النادي تؤكد استقالة المدرب فآمل أن لا توافق على السماح له بالانتقال لنادي القادسية، ليس من حيث نقل كفالته فحسب، بل ولا حتى السماح بعودته هذا الموسم إلى المملكة. وأعتقد أن النظام يكفل لهم هذا، وخصوصًا متى ما قامت إدارة النادي بالرفع إلى الجهات المختصة كما فعلت إدارة نادي الفتح مع اللاعب البرازيلي خوزيه إلتون الذي صدر قرار لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم بعدم الموافقة لأي نادٍ محلي على التعاقد معه إلا بعد موافقة الفتح، وهذا شيء رائع وجميل، فيه حفظ لحقوق النادي المادية والمعنوية. كنت أتمنى أن الفيصلي يعمل ذلك في موضوعه مع أنجوس، ولا يكتفي بعدم الموافقة على نقل كفالته للقادسية؛ لأنه سيعود بتأشيرة جديدة؛ وبالتالي يكون قد حقق المدرب ومعه نادي القادسية ما خططوا له (وفق ما جاء في بيان الفيصلي)، في حين أن الفيصلي خسر الكثير، وخصوصًا من الناحية المعنوية؛ لأن المدرب ومعه نادي القادسية لا يستطيعون عمل ذلك لو أن المدرب في نادٍ غير الفيصلي؟!! لكن على إدارة الفيصلي أن تقف موقفًا قويًّا حفاظًا على حقوق النادي المعنوية قبل المادية، ولاسيما أن إدارة النادي أكدت في البيان الذي أصدرته مؤخرًا أنها اتخذت جميع الإجراءات التي تضمن حقوق النادي المادية والمعنوية. أما قولهم إن إدارة الناي وافقت من مبدأ مقابلة الإساءة بالإحسان فهذا غير مقنع، وفيه هضم لحقوق النادي، وأعتقد جازمًا أن الهيئة العامة للرياضة لو رفع لها الأمر لما وافقت على أن يطلب مدرب إلغاء عقده مع نادٍ ويذهب في الوقت نفسه لنادٍ آخر؟!.. كما أن إدارة النادي عندما تعمل على عدم عودة المدرب لأي نادٍ في هذا الموسم فإنها بذلك ترد على ما يردده البعض من أن استقالة المدرب جاءت بالتنسيق مع إدارة النادي التي في الأصل كانت تعتزم إلغاء عقده إثر الخسائر المتتالية التي تعرض لها الفريق مؤخرًا، رغم أنه يُعتبر من أفضل المدربين الذين مروا على الفريق، وسجله التدريبي يشفع له بذلك، كما أن الخسائر التي تعرض لها الفريق إبان توليه الإشراف عليه هي خسائر منطقية ومعقولة؛ إذ خسر من الأهلي في مسابقة كأس سمو ولي العهد، ومن الهلال والنصر والشباب في الدوري، وجميع هذه الفرق الأربعة تنافس حاليًا على صدارة الدوري، كما أن خسارة الفريق من الرائد طبيعية قياسًا بنتيجة الفريقين في آخر مباراة لهما في دوري العام الماضي، التي انتهت خماسية للرائد. حتى أن البعض عاد بالذاكرة إلى الموسم قبل الماضي عندما ألغت إدارة النادي عقد مدرب الفريق البلجيكي (ستيفان ديمول)، الذي عزاه رئيس النادي آنذاك إلى قيام المدرب بالتدوير في بعض مباريات الفريق رغم أن الفريق حقق تحت إشرافه نتائج جيدة؛ إذ جمع معه الفريق (30) نقطة في تسع عشرة جولة، وضعته في ذلك الوقت في المركز السادس بفارق كبير عن أقرب منافسيه، وهي أفضل نتائج للفريق منذ صعوده، وشاهدنا حال الفريق بعد مغادرة (ديمول)؟!!.. وقد عزا الأغلبية ذلك إلى توافر المادة في خزانة النادي؛ إذ سبق أن وصف رئيس النادي قبل شهر، وبالتحديد في أول شهر أكتوبر الماضي، في تصريح صحفي ميزانية ناديه هذا الموسم بالأقوى طوال تاريخه، وقال إنها تجاوزت 26 مليون ريال بدون ديون أو أي التزامات أخرى. مضيفًا بأن هذا ما جعلهم يستقطبون عددًا كبيرًا من اللاعبين المحليين والأجانب. والله وراء القصد.
مشاركة :