مراكش - الوكالات: أكّد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، المنعقد في مراكش حاليا يشكل منعطفا حاسما في مسار تنفيذ اتفاق باريس التاريخي. وقال في كلمة وجهها العاهل المغربي أمس الثلاثاء إلى الجلسة الرسمية للمؤتمر الذي يستمر حتى 18 نوفمبر الجاري، ان «البشرية جمعاء، تعلق آمالا عريضة، على القرارات التي سيتخذها، فهي تنتظر أكثر من مجرد الإعلان عن التزامات ومبادئ للحد من الاحتباس الحراري والتخفيف من آثاره وإنما تتطلع إلى قرارات تساهم في إنقاذ مستقبل الحياة على الارض، والاقدام على مبادرات ملموسة، وتدابير عملية، تصون حقوق الاجيال القادمة». وأوضح ان «الاختلاف كبير بين الدول والمناطق، فيما يخص الثقافة المرتبطة بالبيئة، والاسبقيات عند الدول المصنعة، التي يقال عنها متقدمة، ليست هي نفسها بالنسبة إلى الدول النامية. كما أن الفرق في الوسائل كبير بينها». من جانبه دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال المؤتمر دول العالم إلى مضاعفة جهودها لإنقاذ كوكب الارض معربا عن أمله في ألا تتخلى الولايات المتحدة عن التزاماتها عقب انتخاب دونالد ترامب رئيسا. ووصف الملياردير الامركيي خلال حملته الانتخابية الاحترار المناخي بأنه «خدعة» ومؤامرة صينية ووعد بعد ذلك بـ«إلغاء» اتفاق باريس وإحياء إنتاج الفحم الأمريكي، إلا أنه لزم الصمت حيال هذا الموضوع منذ انتخابه. لكن بان قال انه تحدث مع ترامب مؤكِّدًا انه متفائل وقال «نأمل ان يصغي الرئيس المنتخب ترامب ويدرك اهمية التحرك السريع على صعيد المناخ»، معربا عن «ثقته» بأن الرئيس الأمريكي المنتخب «سيتخذ قرارا حكيما». وباشر ممثلو الدول الأعضاء في اتفاق الامم المتحدة للمناخ منذ الاثنين الماضي وضع خريطة طريق لتنفيذ الاتفاق. إلا أن فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية هيمن على المشاركين في الاجتماع. ويخشى العديدون من أن يؤدي انسحاب الولايات المتحدة التي قادت التوصل إلى الاتفاق تحت رئاسة باراك أوباما، إلى فقدان الإرادة السياسية التي تشكلت عبر سنوات من التفاوض ويعرض للخطر أهداف الاتفاق. وانضم بان إلى 80 رئيس دولة وحكومة في «قسم رفيع المستوى» من اجتماع الامم المتحدة السنوي الخاص بالمناخ هو الأول منذ تبني اتفاق باريس العام الماضي لوقف الاحترار المناخي. الا ان ظل ترامب هو الذي خيم على المحادثات. وأكّد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي استضاف قمة المناخ العام الماضي، على انه يجب على الولايات المتحدة «احترام التزاماتها». وتعهد المجتمع الدولي في اتفاق باريس بحصر ارتفاع حرارة الارض بأقل من درجتين مئويتين مقارنة بمستواها قبل الثورة الصناعية من خلال خفض انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة الناجمة عن احتراق الفحم والغاز والنفط. وتجاوز هذا المستوى قد يخلف عواقب كارثية لا رجوع عنها على الانسان والانظمة البيئية. وصادقت حتى الان 109 دول، بينها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والهند واليابان على اتفاق باريس، إضافة إلى الاتحاد الاوروبي، حيث تعهدت الاطراف الموقعة بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحترار المناخي. وصادقت حوالي عشر دول على الاتفاق منذ انتخاب ترامب، من بينها أستراليا.
مشاركة :