موت وضنك وطق حنك!

  • 3/19/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كان آخر ضحايا مرض حمى الضنك في العاصمة المقدسة معلم شاب توفاه الله بعد أن أصيب بهذه الحمى نتيجة لدغ بعوضات تحمل فيروس حمَّى الضنك، حيث نقل للمستشفى للعلاج ولكن الموت كان أسبق، فنقلت الصحف خبر وفاته ضمن ما تنقله من أخبار عن ضحايا حمى الضنك في أم القرى وما حولها أو عن جدة وما حولها، وهي أخبار جعلت المجتمع المكي يعيش قلقاً مبيناً لأن أي فرد قد يتعرض في أية لحظة للدغات البعوض الحامل بفيروس حمى الضنك فتكون حياته معرضة للخطر الذي لا يبقي ولا يذر! وأعجب ما في هذه المسألة أن المعالجة لم تزل بدائية ورتيبة فلا جهود تذكر لقطع دابر المرض وعلاج مسبباته الأساسية لأنه ليس مقبولا أن يقتصر العلاج على تدارك ما حصل للضحايا إن أمكن تداركهم صحياً أو الاكتفاء بمطويات التوعية أو الرش المؤقت للبؤر التي تنمو فيها يرقات البعوض الناقل لحمى الضنك أو دعوة أصحاب العمارات التي هي تحت الإنشاء أو ساكني الفلل والاستراحات على استحياء بعدم ترك الخزانات والمسابح مكشوفة لأيام طويلة أو التغافل عن غاسلي السيارات في الشوارع وما ينتج عن عملهم من مياه راكدة على جنبات تلك الشوارع تكون بيئة ملائمة لتوالد البعوض، لأن هذه المعالجات وأمثالها لا يمكن لها قطع دابر المرض ومسبباته، وسبق للأمانات والبلديات تجربتها فلم تفلح التجربة في إنهاء المشكلة، ولعل من يراقب ما يجري يتساءل عن سبب عدم وجود المرض نفسه في دول مجاورة تعيش الظروف نفسها والمساحات الخضراء فيها رقعتها أوسع والنوافير والمسابح والألعاب المائية والمسابح في مساكنها أكبر وأكثر ولكن يبدو أن معالجتها لبؤر التوالد معالجة حاسمة أدت إلى قطع دابر المرض تماماً وبقيت معالجتنا له مجرد ردة فعل ضعيفة وخفيفة على أساس أن عدد الضحايا محدود عشرة.. عشرون.. خمسون بسيطة وعادي جداً يا رجل!! ورقة من التقويم! دخل طالب علم على رجل زاهد في يوم عيد فوجده جالساً وقدامه قليل من الخرُّوب يقرضه وعليه قميص مرقع فقال له: يوم عيد وتأكل الخروب فأجابه قائلا: لا تنظر إلى ما آكله ولكن انظر إن سئلت عنه في القبر: من أين لك؟ أي شيء أقول. وحضرت رجلا الوفاه فاستعبر فقال له بنوه: ما يبكيك والموت حق وأنت قادم على رحيم كريم، فقال لبنيه: لست أبكى خوفاً من الموت ولكن خوفاً من سؤال ليس لدي عليه جواب؟!

مشاركة :