اتفاق مبدئي على وقف إطلاق النار في اليمن يحتاج إلى الكثير من التفاصيل لإنجاحه. العرب [نُشرفي2016/11/16، العدد: 10457، ص(1)] هدنة تحت الاختبار أبوظبي – أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن وفق خطة تفضي إلى إعلان حكومة وحدة وطنية قبل نهاية 2016، لكن الاتفاق لا تزال تفاصيله غامضة وربما تتضح معالمه خلال الأيام القليلة القادمة. وكشف كيري أن التحالف العربي وجماعة الحوثيين توصلا إلى اتفاق مبدئي على وقف الأعمال العدائية ابتداء من يوم غد الخميس. وأضاف متحدثا لصحافيين الثلاثاء في نهاية زيارته إلى الإمارات، أن السعوديين والحوثيين وجميع أطراف الأزمة اليمنية وافقوا على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بحلول نهاية العام. وقالت مصادر لـ”العرب” بمسقط إن الاتفاق تم بين ممثلين عن الحكومة السعودية والحوثيين بوجود كيري. وكشفت المصادر عن أن الوزير الأميركي بدا حريصا على التوصل إلى إقناع السعودية بالخطة وتقديم الضمانات الكافية لها بخصوص الدور الإيراني، فضلا عن اعتماد المبادرة الخليجية كأرضية في الاتفاق. وأشارت إلى أن كيري أوكل مهمة إقناع الحكومة اليمنية بالاتفاق إلى السعودية التي سبق أن دعت الرئيس عبدربه منصور هادي إلى تغيير موقفه من مبادرة المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتسلمها ثم إبداء الرأي حول بنودها بدل رفضها كليا. وكشف مصدر في حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، طلب عدم ذكر اسمه، عن مشاركة قياديين من حزب صالح في الحوارات التي شهدتها مسقط وضمت دبلوماسيين من كل من سلطنة عمان وإيران والسعودية والإمارات والكويت إلى جانب سفراء دول مهتمة بالملف اليمني مثل بريطانيا وألمانيا. وقال المصدر إن الاتفاق يتطابق إلى حد كبير مع خارطة الطريق التي تقدم بها ولد الشيخ وتم الاتفاق عليها من طرف الرباعية الدولية مع إحداث بعض التغييرات الطفيفة التي لا تخل بجوهرها. وتشمل الخطة “وقف إطلاق النار على الحدود السعودية وفي محافظتي مأرب وتعز، والرفع الجزئي للحصار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بالمناصفة في الشهر القادم”. ولم يستبعد المصدر أن يكون لنائب الرئيس السابق خالد بحاح دور في المرحلة القادمة خصوصا أنه يحظى بموافقة الحوثيين وصالح. وتحدثت مصادر أخرى لـ”العرب” عن تغيير طرأ على الخطة يتعلق بمصير الرئيس اليمني الذي ربما يبقى لوقت إضافي في منصبه في ظل الاتفاق، مؤكدة أن الولايات المتحدة وإيران وسلطنة عمان ستكون ضامنة لتنفيذ ما جاء في الاتفاق. وكشف المصدر عن أن الوفد الحوثي ومنذ وصوله إلى مسقط أجرى سلسلة لقاءات دارت حول خارطة الطريق. وشملت وزير الخارجية العماني وكيري الذي اطلع على الحوار الذي دار مبكرا بين الحوثيين ووفد أميركي برئاسة السفير الأميركي في عمان بحضور دبلوماسيين إيرانيين، فيما غاب أي تمثيل للحكومة اليمنية في المشاورات السرية. وتقول أوسط داعمة للحكومة إن عبدربه منصور هادي ارتكب خطأ بإعلانه رفض المبادرة ولم يراوغ مثل الحوثيين الذين لم تتضح مواقفهم حتى الآن. وتشير الأوساط إلى أن الحكومة تحاول الآن تدارك الأمر بعد تلقيها نصائح من التحالف العربي حتى لا تكون خارج التفاهمات، أو تجد نفسها في وضع صعب. وتطلق الحكومة اليمنية تصريحات رافضة لجعلها على هامش التفاوض في رسالة إلى كيري وولد الشيخ إلى أنها طرف محوري في أي حل. وربما تعتقد الدوائر الحكومية المؤثرة أن رفع سقف الشروط يسمح بالحصول على الحد المطلوب من المكاسب. وأعلن وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي في حسابه على تويتر أن التصريحات الصادرة عن كيري بشأن وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية، “لا تعني الحكومة الشرعية في اليمن”. وعكس التصعيد العسكري على بعض الجبهات رغبة من الحكومة في تحقيق اختراق نوعي على الأرض للرد على تهميشها في مشاورات مسقط، وتحسين شروط دخولها في المفاوضات في المراحل التنفيذية. :: اقرأ أيضاً محوران يعيدان تشكيل المشهد العراقي ألمانيا تداهم مساجد وشققا سكنية وتحظر جماعة إسلامية كوب 22 لإنقاذ مستقبل الأرض روسيا تتجه لحسم معركة حلب مستثمرة أجواء الود بينها وترامب
مشاركة :