حلب (أ ف ب) - داخل حيين محاصرين في شرق مدينة حلب السورية، يوزع متطوعو احدى المنظمات الانسانية المحلية اخر حصص المساعدات الغذائية القليلة التي كانت متبقية في مخازنهم، على رجال ونساء واطفال يعيشون في ظل حصار خانق منذ اربعة اشهر. وقال عمار قدح مدير مؤسسة الشام الانسانية التي تنشط في الاحياء المحاصرة في شرق حلب لوكالة فرانس برس "فرغت مستودعاتنا ولم يعد يوجد ما نوزعه". واضاف اثناء وقوفه الثلاثاء داخل مستودع للمنظمة في حي المعادي الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة "انتهينا اليوم من توزيع الحصص الغذائية لألفي عائلة تقريباً" مسجلة لدى المنظمة. واكتفت المنظمة وفق قدح "بتوزيع ما يقارب ربع حصة لكل عائلة بسبب النقص خلال هذا الشهر". في باحة المستودع الخارجية، ينهمك المتطوعون في تحميل الصناديق على متن شاحنات لنقلها الى نقاط التوزيع. وبعدما جرت العادة في الاشهر الماضية ان تقوم المنظمة بتوزيع صندوقين كرتونيين على كل عائلة يحويان مواد غذائية تكفي لشهر، اكتفت هذه المرة بتوزيع كيس واحد على كل عائلة. ويتضمن الكيس الموزع كيلوغرامين من الارز وكيلوغرامين من العدس وكيلوغرامين من السكر بالاضافة الى ليترين من الزيت النباتي وبعض المعلبات التي بالكاد تكفي عائلة من خمسة اشخاص لمدة اسبوع. وقال أبو أحمد بعد تسلمه حصة الغذاء الاخيرة في حي المعادي وملامح التعب على وجهه "قالوا لنا ان هذا اخر استلام بسبب نفاد المواد". واكد هذا الرجل (32 عاما) وهو اب لثلاثة اطفال، انه تسلم ربع الكمية التي اعتاد على تسلمها في السابق بموجب بطاقة حصل عليها من المنظمة. واوضح "نعتمد بشكل كامل على الله وعلى هذه المساعدات التي لا تكفي لأكثر من اسبوع". -تداعيات "كارثية"- وفي حي المرجة، شاهد مراسل فرانس برس سكانا يقفون امام نقطة توزيع ليحصل كل منهم بدوره على كيس المساعدات. وينتظر العديد من الاطفال في الشارع او يجلسون على الرصيف. واعلنت الامم المتحدة الخميس ان فرقها تقوم بتوزيع اخر الحصص الغذائية على السكان المحاصرين في الاحياء الشرقية والتي لم تصلها اي مساعدات منذ تموز/يوليو. ودعت الاطراف كافة الى السماح بدخول المساعدات الى الاحياء الشرقية. وأكدت متحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي لوكالة فرانس برس ان "آخر عملية توزيع مساعدات من خلال شركائنا تمت الاحد" في شرق حلب. وبحسب مراسل فرانس برس، فإن معظم المنظمات والجمعيات المحلية تلقت المساعدات الغذائية من برنامج الاغذية العالمي، ووزعتها في وقت سابق. لكن بعض المنظمات كمؤسسة الشام الانسانية، اقدمت على شراء منتجات من الاسواق لتوزيعها على السكان مجانا. ويعيش في الاحياء الشرقية لحلب اكثر من 250 الف شخص محاصرين بشكل كامل منذ نحو اربعة اشهر. ولم تتمكن الامم المتحدة من ادخال المساعدات منذ بداية تموز/يوليو رغم اعلان القوات الروسية والسورية الهدنة لمرات عدة لعدم حصول المنظمات الانسانية على الضوء الاخضر من كل الاطراف، وفق الامم المتحدة. واستأنفت قوات النظام الثلاثاء قصفها الجوي على شرق حلب بعد توقف دام شهرا. وقال رئيس مجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الانسانية في الامم المتحدة يان ايغلاند الخميس ان "تداعيات عدم وصول المساعدات ستكون كارثية جدا لدرجة انه لا يمكنني تخيل ما سيحدث"، موضحا ان عدم السماح بدخول المساعدات يوازي "تجويع" ربع مليون شخص.
مشاركة :