في عصر التجارة الالكترونية بائع هندي في السعودية يستمر في طرق الابواب مروجا لموسوعات وكتب

  • 11/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض (أ ف ب) - في عصر التجارة الالكترونية، يبدو جون غونتي كأنه ينتمي الى زمن آخر اذ يطرق هذا الهندي المقيم في السعودية ابواب سكان الرياض سعيا لبيع مجموعات كتب مستفيدا من خبرته الطويلة في مجال الترويج. وهو يجوب الشوارع في حي الاعمال في العاصمة السعودية الرياض بهدف بيع الموسوعة الاميركية "وورلد بوك انسايكلوبيديا" المؤلفة من 22 جزءا والبالغ وزنها 25 كيلوغراما. ويقول "الترويج هو شغفي" محاولا تجاهل واقع انه بالامكان الاطلاع على هذه المجموعة عبر الهاتف الذكي وتأثير الازمة الاقتصادية على زبائنه المحتملين. ويتمسك جون غونتي (47 عاما) بعمله هذا مؤكدا ان ما يميز البائع المباشر هو استعداده الدائم لتوفير المعلومات والرد على الاستفسارات. ويقول "إطرح علي مئة سؤال وسأرد عليها كلها". وهو يحمل في حقيبة سوداء انيقة وثائق ترويجية تدعم حججه. ويؤكد غونتي الذي يتسلح بخبرة 11 عاما في هذا المجال فضلا عن عمله في مجال الترويج لسلع طبية في الهند قبل ذلك، انه قادر على بيع اي شيء. ويوضح لوكالة فرانس برس "ان اردت بيع حصى فيمكني ذلك. الرمل ايضا. المهم هو الطريقة". ويقول غونتي ان الكتب لها مكانها مع ان المبيعات باتت شبه معدومة. - القدرة على الاقناع - فقد ولت الايام التي كانت فيها شركته "بايونير هاوس" توظف 20 بائعا جميعهم من جنوب آسيا كانوا يتشاجرون لجذب الزبائن. الا ان ذلك لم يحصل قط مع غونتي. ويقول انه لم يتصادم مع احد من قبل متكلا فقط على قدرته على الاقناع. وكان في ما مضى ثلاثة الى اربعة بائعين يعاونون غونتي في مهمته فيحصل على جزء من عائداتهم اضافة الى عائداته الخاصة. ويضيف "كنت اتلقى العمولات طوال تلك السنين". الا ان مرحلة الازدهار هذه انتهت قبل سنتين تقريبا تزامنا مع تراجع عائدات المملكة العربية السعودية من النفط والاقتطاعات في كل الميادين الاقتصادية نتيجة لذلك. ويقول غونتي بأسف "الطلب تراجع". وهو يتلقى عمولة بنسبة 25 % من سعر كل مجموعة يبيعها بألفي ريـال (533 دولارا). وهو يروج كذلك لموسوعة "بريتانيكا" الاغلى ثمنا فضلا عن موسوعات للاطفال وبرامج تثقيفية متعددة الوسائط حتى في المدارس. ويذكر غونتي قائلا "في بعض المراحل كنت ابيع خمسا الى ست موسوعات شهريا. النتيجة الفضلى كانت في تسجيل عملية بيع واحدة من كل خمسة عروض اقوم بها". اما الان فهو يحتاج الى القيام بمئة عرض لتسجيل عملية بيع واحدة "مع جهود اكبر للقاء عدد اكبر من الناس". - مرحلة صعبة - في حي الاعمال في الرياض يمضي جون غونتي وقته متنقلا من برج الى اخر في حي العليا وطريق الملك الفهد. وهو يدخل المكاتب متسلحا بخبرته الطويلة. ويوضح "انا لا اتوجه الى اي شخص عندما ادخل الى مكتب ما. وانا اعرف عن نفسي بطريقة ودية" قبل الانطلاق في حديث مع الزبون المحتمل "لتكوين فكرة عن اولاده واعمارهم وكل ما تبقى". وافضل زبائنه هم سوريون ومصريون وفلسطينيون الذين يعمل الكثير منهم في السعودية. ويقول غونتي "كل شيء مرتبط بالطريقة التي تقوم بها بالعرض. الزبون يشتري بسبب البائع وليس بسبب السلعة او الشركة. انها مسألة ثقة". وهو ينظر الى الترويج على انه "لعبة وينبغي اتمام الصفقة فورا فلا فرصة ثانية امامك". فالكثير من الزبائن يتساءلون حول جدوى شراء موسوعة عندما تكون نسخة منها متوافرة عبر الانترنت. الا ان غونتي يقول "الكتاب مريح اكثر وله مكانه في المكتبة". وهو يطمح الى مساعدة الاطفال على التعلم ولا يزال يعتبر ان ثمة "سوقا واسعة" للكتب. الا ان تأثير الصعوبات الاقتصادية في السعودية يلقي بثقله. ويقر غونتي "انها مرحلة صعبة بالنسبة لي ولم يعد بامكاني ارسال المال "الى زوجته وابنتيه في حيدر اباد في الهند. ويؤكد "لن اتقاضى هذا الشهر سوى الفي ريال وفي اشهر سابقة لم احصل الا على 1500 ريال (400 دولار)" متسائلا ان كان سيستطيع الصمود اكثر من ذلك.

مشاركة :