الكواري.. نموذج للشاب القطري الناجح متعدد الاستثمارات

  • 11/17/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رجل الأعمال خالد الكواري على أهمية ريادة الأعمال وانخراط الشركات الصغيرة والمتوسطة في السوق المحلية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن الحكومة تدفع بهؤلاء من أجل تدعيم الاقتصاد الوطني. وأضاف الكواري في حوار خاص لـ «العرب» أن الحكومة عبر أذرعها مثل بنك قطر للتنمية وحاضنة قطر للأعمال تقوم بدعم الأفكار الشبابية التي تحولها عبر الدعم المادي واللوجستي وغيرها من السبل إلى شركات حقيقية تمارس نشاطها الاقتصادي. وأوضح الكواري أن هناك فرصة حقيقية الآن لكل شاب طموح في الوصول إلى أهدافه من خلال العمل الجاد وتطوير الذات، معتبرا أن الفرصة في الوقت الحالي لا مثيل لها وتعتبر ذهبية، خصوصا أن خطط التنمية الشاملة قد بدأ تنفيذها منذ سنوات، الأمر الذي يتيح فرص أعمال غير محدودة للشاب المحلي. ونصح الكواري الشباب المحلي أن يبحث عن أفكار جديدة في عالم الأعمال، حيث إن السوق حاليا تتجه نحو تقديم الخدمات الأمر الذي يحقق مكاسب كبيرة للشركات العاملة في هذا القطاع، بالإضافة إلى الصناعة وتطوير المنتجات المحلية، مشيرا إلى أن الشباب يجب أن يتحلوا بعدد من الصفات التي تدفعهم للتقدم في عالم الأعمال، والتي يعتبر أهمها الصبر والتخطيط والعمل بجدية والتفكير الصحيح، بالإضافة إلى الصدق مع الله ومع الذات ومع الآخرين، فهذه الصفات هي من أهم أسباب النجاح لرجال الأعمال. واستعرض الكواري جانبا من أعماله ومن اهتماماته الرياضية، حيث شغل منصب مساعد أمين السر، وعضو مجلس إدارة ومدير فريق بالاتحاد القطري للدراجات الهوائية، وعضو مجلس إدارة ومدير فريق قوارب الفورمولا واحد في الاتحاد القطري للرياضات البحرية، بالإضافة إلى عالم الأعمال فإنه يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، مجموعة شركات الديار والتي تقدم عددا كبيرا من الخدمات والمنتجات المحلية والمستوردة. وتحدث الكواري عن بعض العقبات التي واجهته خلال مسيرته المهنية والتي تعرض لها أثناء العمل على توسيع مجموعة شركات الديار التي يمتلكها، وكيفية التغلب على تلك العقبات بالإصرار والعمل الدؤوب، بالإضافة إلى الإيمان بالقدرات التي يمتلكها لإدارة الشركات. بيئة الأعمال ولفت الكواري إلى أهمية الانخراط في بيئة الأعمال منذ عمر مبكر للشاب، وذلك بهدف اكتساب الخبرات والمهارات التي تدعم مسيرته مستقبلا، قائلا «إن عزوف البعض عن الولوج في بيئة الأعمال والسوق يعود إلى اكتفائهم بالوظيفة الحكومية، بالإضافة إلى عدم رغبتهم في التعرض لخسائر مالية». وطالب الكواري الشباب والشابات القطريات بالسعي وراء بناء فكرة جديدة، ومحاولة تنقيحها وتطويرها بحيث تتناسب مع السوق المحلية والإقليمية، ومن ثم عرضها على المختصين في بنك قطر للتنمية مثلا من أجل تحويل تلك الفكرة إلى شركة قائمة تمارس نشاطها التجاري بكل يسر وسلاسة. وكان لـ «^» الحوار التالي مع رجل الأعمال خالد الكواري رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الديار: من أي عمر بدأت في مشوارك المهني في عالم الأعمال؟ - بدأت في عالم الأعمال منذ أنهيت المرحلة الثانوية، فقد قمت بشراء عقار والقيام بتأجيره بقيمة مالية شهرية، وكنت أرغب بالقيام بأكثر من عمل تجاري ولكن سفري للولايات المتحدة الأميركية لدراسة الهندسة منعني من ذلك خصوصا أنني لم أكن أمتلك خبرات لإدارة الأعمال عن بعد. عند عودتي من الولايات المتحدة كمهندس عملت في قطر غاز لفترة من الزمن، إلا أن ميولي للدخول في عالم الأعمال دفعني لإنشاء شركة تجارية تمارس النشاطات التجارية في السوق المحلية، ومن ثم انطلقت في عالم الصناعة، وعندها قررت أن أحصل على الماجستير فدرست منظور التجارة العالمية، حيث كانت نظرتي بهذا الاتجاه دائما. ما القطاعات التي تعمل بها الآن والتي تديرها مباشرة؟ - أعمل الآن في عدد من القطاعات والتي تتمثل بالتجارة والصناعة والتوريد والعقارات والأغذية، فإننا نعمل بمجال المستلزمات الطبية، والمعدات الثقيلة، والاستشارات، بالإضافة إلى التصميم الهندسي والتصميم الداخلي. هل تعتقد أن القطاع الخاص في الوقت الحالي قادر على التشارك مع القطاع العام من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي؟ - نعم أعتقد أنه قادر، هناك العديد من الشركات الخاصة التي تساهم في شكل كبير برفد الاقتصاد الوطني، كما أن الحكومة عبر أذرعها تسعى بقدم وساق لدعم رواد الأعمال القطريين من أجل إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة، بالإضافة إلى أن المستقبل يتطلب منا دعم الريادة والأفكار الشبابية الجديدة التي تتحول إلى شركات تجارية نشطة في السوق المحلية. هل تعتقد أن خلال السنوات القادمة سيكون هناك رواد أعمال بعدد كاف لإنشاء شركات صغيرة ومتوسطة تدعم الاقتصاد المحلي؟ - لقد قامت الحكومة بوضع من المقومات الجاذبة للغاية في هذا الأمر، فهناك بنك قطر للتنمية الذي يدعم ريادة الأعمال ويقدم كافة الخدمات لأصحاب الأفكار، كما أن هناك أيضاً حاضنة قطر للأعمال التي تتبنى الأفكار وتطورها حتى تصبح الفكرة شركة تجارية ممارسة لنشاطها، فهناك توجه على مستوى الدولة بدعم الشباب من أجل الارتكاز مستقبلا على هذه الشركات. أعتقد أن الفرصة الآن للشباب القطري لا مثيل لها، حيث تعتبر ذهبية من حيث الدعم الموجه لهم ومن حيث الفرص الاستثمارية، إذ إنه في ظل كل هذا الدعم الموجه من الحكومة للأفراد فلا يوجد أي عقبات أمام الشباب للانطلاق في عالم الأعمال، الكرة اليوم بملعب شباب المستقبل لذلك أدعوهم لاقتناص هذه الفرص والاستفادة من الدعم الحكومي على كافة المناحي لإقامة شركاتهم الخاصة. ما الصفات الشخصية التي يجب على رواد الأعمال امتلاكها لتحقيق النجاح؟ - أعتقد أن الصفة الأهم هي الصبر، بالإضافة إلى الصدق مع الذات أولا ومع العملاء ثانيا، العمل فقط في الأعمال الحلال والابتعاد عن الأعمال التي تدخل في باب الحرام، التحلي بالسمعة الحسنة والأخلاق العالية، وتحمل الصعاب لأنه لا يوجد أعمال بدون معوقات، بالإضافة إلى التخطيط الجيد والقيام بدراسة جدوى للمشروع، ومتابعة الأمور الخاصة بالعمل يوميا. برأيك الشخصي، ما الأمر الذي يمنع البعض من إقامة شركات خصوصا مع كل الفرص الاستثمارية المتوفرة؟ - أعتقد أن البعض ينظر إلى الوظيفة الحكومية فقط ولا يرغب في قضاء وقت آخر في عمل آخر، كما أن هناك من لا يريد أن يستثمر وقته بحجة عدم امتلاك الوقت، وأنا أرى أن الجميع قادر على الاستفادة من حجم الفرص المطروحة الآن. إلى أي قطاع تجاري تنصح الشباب بالتوجه لإقامة أعمالهم؟ - أعتقد أن قطاع الخدمات هو الأفضل في الوقت الحالي، خصوصا أنه لا يحتاج الكثير من رأس المال ويعتمد على طاقة العمل والخبرات البشرية، بالإضافة إلى نسب الربحية في هذا القطاع مرتفعة جدا، ولكنه يحتاج إلى شخص متابع لعمله ويقضي وقتا طويلا به، كما أن السوق في الوقت الحالي خصوصا مع مشاريع 2022 ورؤية قطر 2030 يتجه نحو القطاع الخدماتي، الأمر الذي يوفر فرصة استثمارية ممتازة في هذا القطاع. وختم الكواري حديثه بأن الواجب الوطني الآن للشباب يتمثل بالإبداع في أفكار خاصة بإقامة أعمال وشركات، والنظر بطريقة جيدة من أجل استغلال الفرص الذهبية الحالية، بالإضافة إلى وجود مقومات جذابة أقامتها الحكومة من أجل استقطاب الشباب ودعمهم للانطلاق والعمل في بيئة الأعمال، راجيا من الجميع أن يسعى لخلق أفكار جديدة في السوق المحلية والانطلاق منها نحو سوق المنطقة والعالمية.;

مشاركة :