لاجئو جنوب السودان في أوغندا يروون فظائع الحرب

  • 11/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إثر رحلة نزوح تخللتها مآزق وكمائن، وصل نازحون من مدينة ياي في جنوب السودان مؤخرا إلى شمال أوغندا؛ حيث أدلوا بشهادات مروعة حول أعمال قتل لدوافع إتنية وتجنيد إجباري في صفوف المتمردين. وباتت مدينة ياي الواقعة في ولاية وسط الاستوائية الجنوبية منذ أسابيع، أحد المراكز الرئيسية للحرب التي لا تزال كامنة بين حكومة الرئيس سلفاكير وقوات نائبه السابق رياك مشار الموجود في المنفى حاليا. وقال العديد من سكان المدينة الذين قابلتهم وكالة «فرانس برس» في شمال أوغندا؛ حيث يصل نحو 2400 لاجئ يوميا لتنضم إلى 330 ألفا وصلوا العام الحالي، أن جنودا من الجيش الحكومي يقتلون بالساطور كل من يعتبرون أنه متمرد من ياي. وقال إبراهيم الورو، وهو شاب في العشرينات كان يعمل في مزرعة للتبغ على مشارف المدينة: «قبل حوالي أسبوعين، وصل الجنود ليلا إلى منزل شقيقي إيمانويل طالبين منه فتح الباب. اتهموه بالانضمام إلى صفوف التمرد، هذا ليس صحيحا لكنهم ضربوه بالسواطير حتى الموت». وأضاف إبراهيم الذي دفعه مقتل شقيقه إلى الهرب «قمنا بدفن جثته صباح اليوم التالي، كان عمره 24 عاما». وتابع «هربت مع خمسة أصدقاء. كنا خائفين. كان علينا أن نسلك طرقا مختصرة، فهناك جنود الحكومة على الطرق الرئيسية في حين ينتشر المتمردون في الأدغال». وتبعد ياي نحو 50 كلم عن الحدود مع أوغندا. وقال إبراهيم «كانت المسيرة صعبة للغاية بسبب كثافة الغطاء النباتي. لقد انغرزت أشواك في قدمي». وتابع «في وقت ما، وجدنا أنفسنا وسط قطعة أرض لأحدهم فأخذته الشفقة وقدم لنا الفول السوداني». استعاد الهاربون قواهم الخائرة للوصول إلى الحدود ومخيم كولوبا المؤقت على مسافة سبعة كلم داخل أوغندا. ومن المتوقع أن ينتقل إبراهيم قريبا إلى مخيم للاجئين في بيديبيدي في شمال أوغندا؛ حيث سيتلقى ما يعنيه على زراعة قطعة أرض وبناء مأوى. وأكدت اللاجئة سارة كاكوني أجواء الرعب التي دفعتها إلى الهرب مؤخرا مع شقيقتيها الأصغر سنا إلى نيومبوي في ضواحي ياي. وقالت الشابة، وهي من إتنية بوجولو، بينما كانت جالسة على حصيرة من التي توزعها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: «خلال الليل، يمكن سماع إطلاق نار في المدينة، وعندما يتوقف ذلك، فلأنهم يقتلون الناس بالسكاكين والسواطير». وروت أن «الدينكا الذين يفتحون باب منزلك ويقتلونك إذا كنت لا تحمل على جبينك علامتهم التقليدية». وقال المستشار الخاص للأمم المتحدة حول منع الإبادة أداما دينغ من جوبا الجمعة: إنه يخشى اندلاع أعمال عنف عرقية في البلاد التي استقلت عام 2011، لكنها تخوض حربا أهلية مدمرة منذ أواخر عام 2013. وأضاف أن الوضع في ياي يقلقه، مشيراً إلى فظائع مماثلة لتلك التي ذكرها لاجئون من «قتل واعتداء وبتر وتشويه وعمليات اغتصاب يرتكبها في بعض الحالات رجال يرتدون الزي العسكري». وتحدث أيضاً عن «استخدام السواطير بشكل همجي». لكن العنف في الجنوب ليس حكرا على جنود الحكومة. ووفقا لسارة والعديد من اللاجئين الآخرين الذين قابلتهم «فرانس برس» فإن المتمردين أيضاً يهددون المدنيين الذين يجدون أنفسهم بين نارين.;

مشاركة :