تعتزم رئاسة الأركان التركية تجنيد 30 ألف موظف وعسكري جديد إلى بنيتها، لسد الفراغ الحاصل نتيجة حالات الفصل التي طالت عناصر موالية لمنظمة «فتح الله غولن» الإرهابية داخل القوات التركية على خلفية التحقيقات الجارية في محاولة الانقلاب الفاشلة. وبحسب وزارة الدفاع التركية، نقلاً عن وكالة «الأناضول» للأنباء، فإنّ مسؤولي الوزارة كثّفوا جهودهم لتوفير العدد المطلوب بغية سد الفراغ الحاصل في بنية القوات المسلحة. ولتحقيق هذا الهدف تعتزم وزارة الدفاع فرز الطلاب المؤهلين من فروع معينة في الجامعات إلى الصفوف الأولى والثانية والثالثة للمدارس الحربية والبحرية. وتهدف رئاسة الأركان التركية إلى ضمّ ألف و322 ضابطاً و3 آلاف و547 ضابط صف. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة «فتح الله غولن»، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وأسهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. في جهة أخرى اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء، بلجيكا بأنها مركز مهم لداعمي حزب العمال الكردستاني المحظور ورجل الدين فتح الله غولن المتهم الرئيسي في التخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشل. وقال أردوغان في تصريحات للصحافيين في أنقرة قبل أن يتوجه إلى باكستان في زيارة رسمية: إنه عرض على مسؤولين ألمان أدلة موثقة على أن منظمة في ألمانيا تجمع أموالا لصالح مسلحي حزب العمال. وتصنف أوروبا والولايات المتحدة وتركيا حزب العمال جماعة إرهابية. وتقول أنقرة: إن حلفاءها الغربيين لا يبذلون ما يكفي من جهد لمحاربة الحزب الذي يخوض تمردا مسلحا منذ 30 عاما. وعن الوضع الداخلي لتركيا قال أردوغان: إن قطع صلة رئيس الجمهورية عن الحزب السياسي الذي ينتمي إليه يؤدي إلى ضعف النشاط السياسي والهيكل الفعّال في البلاد. وتابع أردوغان: «أعتقد أن قطع صلة رئيس الجمهورية عن حزبه السياسي يؤدي إلى ضعف النشاط السياسي والهيكل الفعّال في البلاد، لكن مواصلة الطريق بشكل مشترك من شأنه أن يعزز قوة الرئيس ذاته والحزب الذي ينتمي إليه». وأكّد الرئيس التركي أن العمل المشترك بين رئيس الجمهورية وحزبه السياسي يساعد على اتخاذ خطوات قوية وسط إصرار وتضامن أكبر.;
مشاركة :