حصد فريق بحثي من قسم الكيمياء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن 4 براءات اختراع بعد نجاحه في تحضير مركبات كيميائية غير عضوية ترتكز على عنصري الذهب والبلاتين ولديها قدرات واعدة في محاربة أنواع مختلفة من أمراض السرطان. وقام الفريق البحثي، الذي يقوده الدكتور أنوار إيساب، ويضم كلا من الدكتور عبدالعزيز السعدي، الدكتور محمد ألطاف، الدكتور سعيد الجارودي، الدكتور محمد وزير (جامعة الملك فهد)، والدكتور صالح التويجري (مستشفى سعد)، بتحضير عديد من هذه المركبات ببُنىً جزيئية وخصائص فيزيائية متنوعة؛ ليتم الاستفادة منها مستقبلاً في مراحل العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، بحيث تخفف بدرجة كبيرة من سمية العلاج الكيميائي، وتقلل من أعراضه الجانبية ونسبة الضرر التي تلحق بالخلايا السليمة. وأوضح إيساب أن تحضير المواد تم في معامل قسم الكيمياء بالجامعة، وتم اختبارها لتثبت أنها مركبات واعدة لتنتقل إلى مراحل أخرى في مسيرة المركبات الدوائية تتضمن الاختبارات الحيوية والصيدلانية والسمية. وأضاف البروفيسور إيساب وهو من العلماء المعروفين على مستوى واسع في مجال مركبات الذهب وتطبيقاتها الكيميوحيوية أنه بعد إجراء التجارب الأولية على هذه المركبات يتم إرسالها إلى فرق بحثية متعاونة في جامعة الدمام ومستشفى سعد لإجراء مزيد من التجارب. وأوضح أنه يتم إجراء اختبارات IC50 في معامل الأحياء لقياس سمية المواد ومدى تأثيرها، لافتا إلى أن الاختبارات التي تم إجراؤها على المركبات أثبتت ان المركبات ذات خصائص حيوية مميزة، ولذا تم منح براءات الاختراع بناء على هذه النتائج. وبين أن هناك مركبات بلاتين تقليدية معتمدة حاليا في علاج السرطان، لكنها تسبب أضرارا وأعراضا جانبية كثيرة للمريض؛ لأن هذه المركبات لا تستهدف الخلايا المصابة فقط، ولذلك قمنا بتغيير التركيب البنيوي للمركب، وتغيير تموضع الذرات المتفاعلة مع الذهب أو البلاتين لتغيير خصائص هذه المركبات وتمكينها من استهداف الخلايا السرطانية وتقليل الضرر على الخلايا السليمة. وحول المراحل التي يحتاجها المركب للوصول إلى الأسواق، يقول إن الأدوية عموما تأخذ مشوارا طويلا حتى تصل إلى المنتج النهائي، وتستغرق في المتوسط نحو 15 عاما، إضافة إلى استثمارات بملايين الدولارات لتصل إلى السوق.
مشاركة :