تكثيف الغارات على شرق حلب وتوقع «هجوم وشيك» للقوات النظامية

  • 11/17/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وعاملون في الإغاثة والطواقم الطبية إن غارات جوية ضربت أهدافاً على مقربة من مستشفى للأطفال ومدرسة في شرق حلب الذي تسيطر عليه فصائل مسلحة معارضة للنظام السوري في اليوم الثاني من تجدد القصف الذي شهد مقتل 20 شخصاً على الأقل. وشكّلت الغارات الجوية جزءاً من عملية تصعيد أوسع تشنها الحكومة السورية مع حلفائها وبينهم روسيا التي أطلقت عملية قصف بالصواريخ على المقاتلين المعارضين يوم أول من أمس الثلثاء للمرة الأولى انطلاقاً من حاملة الطائرات الوحيدة لديها. وقال «المرصد السوري» إن الغارات التي شنتها طائرات سورية أو روسية على شرق حلب قتلت ما لا يقل عن سبعة أطفال وعامل إغاثة. لكن موسكو نفت التقارير عن أن طائراتها ضربت المدينة في حملة القصف المتجددة، مشيرة إلى أنها تلتزم تعليق العمليات العسكرية على حلب. وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أمس إن وقف الضربات الجوية الروسية لأهداف في مدينة حلب لا يزال سارياً منذ 28 يوماً. وأشار «المرصد» إلى أن الأحياء المستهدفة في القصف شملت الشعار والسكري وكرم البيك. ويشير القصف الذي بدأ الثلثاء، في ما يبدو، إلى انتهاء هدنة أعلنتها الحكومة السورية وروسيا في 18 تشرين الأول (أكتوبر). وقال «المرصد» وسكان إن شرق المدينة تعرض لقصف بصواريخ طائرات وبراميل متفجرة ألقتها مروحيات فضلاً عن نيران المدفعية التي أطلقتها القوات الحكومية. وقال بيبرس مشعل وهو مسعف في منظمة الدفاع المدني السوري في شرق حلب لـ «رويترز»: «لهذه اللحظة البراميل تسقط بكثافة على حلب... القصف لا يهدأ... (القصف) المروحي لا يتوقف للحظة».   الأحياء المستهدفة وذكر «المرصد» أن الغارات أصابت محيط مستشفى للأطفال في حي الشعار ومدرسة في حي صلاح الدين. وقال مضر شيخو وهو ممرض في شرق حلب: «بدأ القصف المروحي والحربي منذ الصباح... أحرقوا (حي) الشعار أمس واليوم». أما إبراهيم أبو الليث المسؤول في الدفاع المدني فقال إن أكثر من أربعين غارة استهدفت حي الشعار، مضيفاً أن «القصف اليوم (أمس) كان عنيفاً جداً جداً». وقال التلفزيون السوري الرسمي الثلثاء إن سلاح الجو السوري شارك في الضربات ضد «معاقل إرهابية» في حلب القديمة بينما قالت روسيا إنها ضربت مواقع لتنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» التي غيّرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» في أماكن أخرى من البلاد من دون أن تذكر حلب. وقالت قناة «الإخبارية» السورية الرسمية إن هناك عمليات انتشار واسعة للقوات على عدد من الجبهات الرئيسية في مسرح حلب استعداداً لهجوم بري واسع النطاق. وأضافت القناة أن الهجوم وشيك وفي انتظار ساعة الصفر. وتحدث مراسل لـ «فرانس برس» في أحياء حلب الشرقية عن قصف جوي استهدف تلك المنطقة طوال الليل واشتد صباح الأربعاء، مشيراً إلى أن الطائرات الحربية لم تتوقف عن التحليق في الأجواء، مع قصف جوي ومدفعي مستمرين. وأكد برنامج الغذاء العالمي لوكالة «فرانس برس» أنه قام بآخر عملية توزيع مساعدات في الأحياء الشرقية يوم الأحد. وكانت الأمم المتحدة أعلنت الخميس أن الحصص الغذائية المتبقية في شرق حلب ستنفد الأسبوع الحالي. كما وزعت منظمة إغاثية في مدينة حلب الثلثاء آخر المساعدات المتوافرة لديها لسكان الأحياء الشرقية. وقال مدير «مؤسسة الشام الإنسانية» في حلب الشرقية عمار قدح لـ «فرانس برس» وهو يقف أمام أحد المخازن الفارغة في حي المعادي: «فرغت مستودعاتنا ولم يعد في إمكاننا التوزيع». ويحظى تجدد العنف في حلب بمتابعة وثيقة في واشنطن حيث أشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى أنه سيتخذ نهجاً مختلفاً عن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أيد بعض جماعات المعارضة. وأصبحت حلب أعنف جبهة في الحرب الدائرة في سورية منذ خمس سنوات ونصف السنة بين القوات الحكومية السورية التي تدعمها روسيا وإيران وفصائل شيعية من جهة وبين مقاتلي المعارضة وغالبيتهم من السنّة وبعضهم تدعمه تركيا والولايات المتحدة ودول إقليمية من جهة أخرى. وقُسّمت المدينة منذ سنوات بين قطاع غربي تسيطر عليه الحكومة وأحياء شرقية يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.   إدلب وفي محافظة إدلب، أفاد «المرصد السوري» بأن القصف الجوي طاول مناطق عدة بينها مدينتا جسر الشغور وخان شيخون، كما أسفر مساء الثلثاء عن مقتل «ستة أشخاص على الأقل، بينهم طفلة» في قرية كفرجالس في ريف إدلب الشمالي. وقال مدير مركز الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في محافظة إدلب يحيى عرجة «استهدف القصف المدنيين الآمنين في بيوتهم في قرية كفر جالس، وهناك دمار هائل في البيوت». وأضاف «تم العمل على رفع الأنقاض واستخراج الشهداء والمدنيين في منتصف الليل، وحالياً نعمل على رفع الركام الذي قطع الطرقات». ويسيطر «جيش الفتح»، وهو عبارة عن تحالف فصائل إسلامية على رأسها «جبهة فتح الشام»، على كامل محافظة ادلب منذ صيف العام 2015. كذلك استهدفت الغارات الجوية الروسية مناطق تواجد تنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي. وتشارك في الحملة الحالية للمرة الأولى في تاريخ الأسطول الروسي حاملة الطائرات «الأميرال كوزنتسوف» التي انطلقت طائرات سوخوي-33 من على متنها لتقصف أهدافاً في سورية. ووصلت حاملة الطائرات الأسبوع الماضي الى قبالة السواحل السورية تعزيزاً للانتشار العسكري الروسي في المنطقة. وسارعت واشنطن الى التنديد بالتصعيد العسكري الجديد في سورية. واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إليزابيث ترودو «الأعمال التي تقوم بها روسيا والنظام السوري غير مقبولة»، مشددة على «اننا ما زلنا نعتقد بأن الطريق الوحيد للمضي قدماً هو التوصل الى تسوية سياسية».

مشاركة :