في أغلب الأحيان، يتمّ تشخيص سرطان القولون والمستقيم في مراحل متأخّرة، فتتفاوت لذلك علاجاتها بحسب المرحلة التي بلغتها. في عدد "سيدتي" لهذا الأسبوع يعدّد البروفسور جورج شاهين، رئيس قسم أمراض الدم والسرطان في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس"، العوارض التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في هذا المجال، وهي التقلّصات والتشنّجات في المنطقة السفليّة من البطن والتعب وفقر الدم والتغيّر في حركة الأمعاء (الإمساك أو الإسهال) وظهور الدم في البراز والهبوط غير المبرّر في الوزن والإحساس بكتلة في البطن عند لمسه. عوامل الخطر تزيد العوامل الآتية من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم: _ عوامل الخطر السريرية كالأمراض الجينية أو الالتهابات في منطقة الأمعاء أو إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان القولون أو المستقيم. _ عوامل الخطر المتصلة بالنظام الغذائي، على غرار النظام الغذائي الغنيّ بالدهون المشبعة والفقير بالألياف، مع المغالاة في الأكل والتدخين وتناول المشروبات المحرّمة. التشخيص المبكر يشدّد البروفسور شاهين على أهمية الفحص المبكر لاكتشاف سرطان القولون والمستقيم، الذي يُعدّ الطريقة الوحيدة للكشف عن الأورام السطحيّة. وإذا تمّ استئصال الأخيرة، فهي لا تتطوّر إلى سرطانات قابلة للانتشار لتبلغ الغدد اللمفاوية أو الأعضاء الداخلية الأخرى. وفي شأن سرطان القولون والمستقيم، يجب البدء بإجراء الفحوص في سنّ الـخمسين للأفراد في مرحلة الخطر النسبي، وفي سنّ الأربعين للأفراد في مرحلة الخطر المتزايد. وتشمل الفحوص المتعلّقة: _ الفحص السريري للمستقيم، ويقوم الطبيب بفحص المستقيم يدوياً. _ الاختبار لعيّنة من البراز؛ وذلك للكشف عن وجود الدم فيها، لأنه لا يُرى بالعين المجرّدة. _ التنظير للجزء السفلي من القولون على يد طبيب اختصاصيّ في جهاز الهضم بوساطة أنبوب طويل ومرن ومزوّد بالإضاءة، من أجل فحص المستقيم والجزء السفلي من القولون. وإذا تبيّن وجود ورم سطحيّ، يتمّ أخذ عيّنة منه عن طريق المنظار وإرسالها إلى المختبر لفحصها. _ التنظير للقولون على يد طبيب اختصاصي في جهاز الهضم باستخدام أنبوب طريّ ومرن ومزوّد بالإضاءة، من أجل معاينة أنحاء القولون والمستقيم حتى يتمّ التأكد من خلوّها من الأورام السطحيّة أو السرطان. _ الحقن بحقن "باريوم" الشرجية. في هذا الاختبار، يتمّ الفحص بالأشعّة السينية (أكس) لأجزاء القولون والمستقيم كافة. وقد يُجرى هذا التدبير أحياناً بدلاً من منظار القولون. العلاجات المتوفّرة تتّصل علاجات سرطان القولون والمستقيم بالمرحلة التي بلغتها. وفي الوقت الذي تعدّ فيه جراحة استئصال القولون الحلّ الأنجع لعلاج سرطان القولون، يبقى حجم الجزء الذي سيتمّ استئصاله من القولون خلال هذه الجراحة، وما إن كانت الحالة تتطلّب الاستعانة أيضاً بأنواع علاجية أخرى، كالعلاج الإشعاعي أو الكيميائي، الذي يبقى متوقّفاً على مكان الورم السرطاني والعمق الذي اخترقه في جدار القولون، وما إذا كان الورم قد انتقل إلى الغدد اللمفاوية أو إلى أعضاء داخليّة أخرى من الجسم. وثمّة علاجات جديدة تتمثّل في "العلاجات المهدّفة" التي ترافق العلاج الكيميائي لزيادة فعاليّة ودقّة العلاج والتقليل من العوارض الجانبية. نصائح وقائية... _ اتباع نظام غذائيّ غنيّ بالألياف (الحبوب الكاملة والخضراوات والفاكهة)، وفقير باللحوم الحمراء، مع الإكثار من أكل الكرنب (الملفوف) والبروكولي والقرنبيط والأطعمة الغنيّة بالـ"كالسيوم". _ تجنّب الأطعمة الغنيّة بالدهون المشبعة والأسماك المملّحة والأطعمة المدخّنة والخضراوات المخلّلة. _ ممارسة الرياضة، بانتظام. _ الإقلاع عن التدخين. _ تناول الفيتامين "د" والـ"أسبرين" بجرعات محدّدة من قبل الطبيب.
مشاركة :