وكالة المخابرات المركزية اعدت سلسلة من الحلقات الدرامية للتدريب على كيفية مواجهة الإرهاب في المستقبل تذاع على شبكة تلفزيون اي بي سي (غيتي) لعبة الإزاحة والتنميط بين الوسطية والأصولية والإرهاب •شكل مصطلح الأصولية أحد «المعابر» الرئيسية لعملية إزاحة كبرى شهدها الخطاب السائد في الغرب مؤخرًا إزاء الإسلام والإرهاب معًا الشارقة: ممدوح الشيخ معقدة هي عملية الإدراك الإنساني للجماعات الإنسانية، وتلعب فيها الرموز والصور النمطية دورًا كبيرًا، وفي عصر الطغيان الشديد للصورة والإعلام الافتراضي أصبحت هذه العملية أكثر احترافية، وتعتمد الإبهار والإلحاح والاختزال، بأكثر مما تعتمد التحليل والربط المنطقي بين الأسباب والنتائج. مع الوقت حلت الرموز والصور النمطية محل الحقائق، وأصبح بالإمكان أكثر من أي وقتٍ مضى إخضاع مستهلكي الخطاب العام (السياسي والإعلامي والتحليلي) لعمليات إزاحة وتنميط «مُصمَّمة» ذات أهداف محددة مسبقًا، ويشكل الربط الذي بدأ يتصف بقدر كبير من الرسوخ بين ثقافات أو مذاهب فقهية بعينها وبين الإرهاب، أحد نماذج هذا التغيير المخطط لـ«الإدراك الإنساني». تجربة أميركية في «الإزاحة» في النصف الثاني من الستينات كانت الإدارة الأميركية تواجه مشكلة عميقة بسبب حجم حركة الاحتجاج السياسي على حرب فيتنام، وكانت في الوقت نفسه، تعرف مخاطر الانسحاب تحت ضغط الاحتجاجات في توقيت غير ملائم مدنيًا ولا عسكريًا، فبدأت واحدة من أهم العمليات الاستخباراتية في القرن العشرين. كانت النواة الصلبة لحركة الاحتجاج طلابًا يساريين أصبحوا هدفًا لـ«حرب فكرية» تم فيها استخدام التيار التروتسكي الشيوعي المتشدد لسحب بساط التأييد لموسكو بين صفوف اليساريين. كان ليون تروتسكي معاديًا للاتحاد السوفياتي وانشق على جوزيف ستالين وتم اغتياله في المنفى في مايو (أيار) 1940. وفي إطار لعبة الإزاحة تم الاتكاء على حقيقة أن الاتحاد السوفياتي حليف للمقاومة الفيتنامية، فبدأت عملية حشد اليسار لوقف الدعم لحرب فيتنام، بدعوى أن الاتحاد السوفياتي يمنع الانتصار الأميركي في حرب فيتنام، وكان ما يقال للتروتسكيين الأميركيين أمرًا يشبه العبارة التالية: إذا كان الاتحاد السوفياتي الذي أسسه ستالين (قاتل تروتسكي) نظام رجعي وقمعي فإن من الضروري معارضة ما يفعل في فيتنام. وهكذا تم نقل الكثير من التروتسكيين الأميركيين إلى أرض دعم الحكومة الأميركية، ومن ثم دعم أسس النظام الأميركي التي تتناقض مع أسس النظام السوفياتي. بدأت العملية في الـ«سيتي كوليج» بنيويورك، وكانت تعد مركزًا للنشاط التروتسكي آنذاك. ومن هناك تم توجيه نشطاء، جميعهم ممن تحولوا بعد ذلك إلى نجوم حركة ما سوف تسمى لاحقًا: «تيار المحافظين الجدد». ولاحقًا، قام هؤلاء بتأسيس منظمة: «لجنة العالم الحر»، ممن التحق بها: جين كير كباتريك والأخوان والت وايوجين روستو وريتشارد بيرل وإيليوت إبرامز، وهي أسماء تألقت لاحقًا في المسرح السياسي الأميركي. وأصبح هؤلاء تيارًا سياسيًا عريضًا شارك بفعالية في تحقيق انتصار سياسي كبير كان نقطة تحول في التاريخ الأميركي، وحمل المحافظون الجدد أول رئيس منهم للبيت الأبيض (رونالد ريغان). انزياحات الأصولية والسلفية والوسطية والإرهاب شكل مصطلح الأصولية أحد «المعابر» الرئيسية لعملية إزاحة كبرى شهدها الخطاب السائد في الغرب مؤخرًا إزاء الإسلام والإرهاب معًا، وفي حوار معه سئل الفيلسوف الألماني يورجن هابرماس عن دفاعه في حديث في فرانكفورت، أكتوبر (تشرين الأول) 2001 عن أن «الأصولية ظاهرة حديثة تحديدًا»، فقال إن «الأصولي له واقع انتقاصي من الأصولية، نحن نستخدم هذا الحكم «الأصولية» لوصف ذهنية خاصة ذات موقف متصلب، تصرّ على فرض قناعاتها وأسبابها، ولو كانت بعيدةً عن أن تكون مقبولة عقليًّا». وقد أضاف هابرماس في إجابة أخرى: «النزعة الأصولية الإسلامية اليوم تمثل غطاءً للدوافع السياسية أيضًا، وليس علينا حقًا أن نتغاضى عن مثل تلك الدوافع التي نواجهها بصيغة التعصب الديني، يفسر هذا حقيقة أن بعض الإرهابيين الذين شرعوا في (حرب مقدسة) كانوا قوميين علمانيين، قبل بضعة أعوام خلت»، والإرهاب العالمي برأيه أصبح متطرفًا. حلقات تلفزيونية للتدريب على كيفية مواجهة احتجاز الرهائن تذاع على شبكة تلفزيون اي بي سي (غيتي) وأول ما يجب الانتباه إليه هنا أن الأصولية لا تعني بالضرورة استعداد الأصولي لفرض قناعاته بالقوة على المخالفين، بل تعني العودة إلى الأصول وترتبط، غالبًا بالتفسير الحرفي للنصوص الدينية، وتلك سمة من أهم سمات الثقافة البروتستنتية. ولكن، مع الربط بين الأصولية والإرهاب أصبحت قضية تتجاوز ترف الجدل المعرفي بين الأكاديميين أو منتجي الخطاب العام، فأعلن الرئيس الأميركي في حملته الانتخابية الرئاسية الأولى أنه سوف يعيد النظر في تعريف الأصولية خلال الأيام المائة الأولى من رئاسته! ورغم أن الأصولية قطاع عرضي في ثقافات الجماعات البشرية جميعها، فإن عملية «تنميط» و«أيقنة» الأصولية لتصبح «الأصولية الإسلامية»، وفي مرحلة لاحقة تم ربطها بالسلفية وبثقافات عربية بعينها. وفي تنميط لم يخل من اختزال يشير إلى بنية تم تحديد مستهدفاتها مبكرًا، أصبح هناك ربط متعسف بين السلفية والتطرف (وتاليًا الإرهاب) في مسعى للمطابقة بين هذا الخطاب وبين خرائط مصالح سياسية إقليمية، فأصبح السلفي بالضرورة، متطرفًا وإرهابيًا، أو على الأقل «مشروع إرهابي». وهنا أهملت عمدًا حقيقة أن الأصولية ليست ظاهرة إسلامية بالضرورة، فهناك أصوليات قومية كثيرة، بالإضافة إلى أصوليات دينية ومذهبية: مسيحية ويهودية وهندوسية وبوذية وشيعية و. وفي قلب هذا الصراع طرأت تغيرات تبلغ الغاية في الخطورة، أههمها «إعادة تعريف الوسطية» وفقًا لمعايير غير دينية أصلاً، وبعد أن كانت الوسطية مقولة دينية إسلامية أصبحت حزمة من الرموز تم تحديدها مسبقًا لجعل السلفية «نقيضًا» ومن ثم وصمها وتحميلها المسؤولية عن ظاهرة الإرهاب، والاستخدام المسيس للدين، وهي التي كانت متهمة حتى وقت قريب بالانعزال عن الشؤون الدنيوية، وضمنها الشؤون السياسية. أحد التغيرات الخطيرة أيضًا، الانتقال من محاربة الإرهاب إلى محاربة التشدد، بعد سنوات من تحفظ قوى دولية بينها الولايات المتحدة الأميركية على محاربة التشدد (طالما لم يتحول إلى فعل عنيف)، وأهمية هذا التحول أنه، صراحة لا ضمنًا، إدانة قناعات وأفكار، والتشدد بأنماطه: القومية والدينية والمذهبية منتشر في الثقافات الغربية بشكل واسع. ومنذ ثمانينات القرن العشرين وصل إلى البيت الأبيض رئيسان يمكن وصف كل منهما بـ«الأصولي»، هما رونالد ريغان وجورج بوش الابن. تحويل المجرد إلى متعين وقد كان الإرهاب ولم يزل موضوع جهود بحثية ربما لم يشهد العالم مثيلاً لها لفهم ظاهرة مماثلة، وخلال السنوات التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 طرحت أُطر تفسيرية كثيرة تمحورت حول: الآيديولوجي أو السياسي أو الثقافي أو بينما بقيت الجغرافيا كمرتكز لإطار تفسيري يستنطق المكان أو يبحث عن دوره كـ«فاعل رئيسي» أو مؤثر ذي أثر ملموس. والجغرافيا هنا لا يمكن فصلها صراحة أو ضمنًا عن الثقافة التي تحتضنها هذه الجغرافيا، وكذلك التكوينات الجغرافية / الحضارية المحيطة بها، معادية كانت أو صديقة. وأحد الظواهر المهمة التي أمكن رصدها بالفعل للعلاقة بين الجغرافيا والفكر المتطرف، ثنائية: «القلب والهامش». ولفت النظر إلى هذه الثنائية بقوة، ربما لأول مرة، مما ميز كتابات ابن شبه القارة الهندية أبي الأعلى المودودي من تشدد وميل إلى النظر إلى العالم بمنطق: الأبيض والأسود. وقد اعتبر كثير من الباحثين أن حياة الرجل في هذا النطاق الجغرافي «الحدودي الهامشي» حيث خط الصدام التاريخي بيت المسلمين والهندوس يدفع بقوة إلى هذا النزوع. في المقابل، فإن النتاج الفكري لآخرين عاشوا فيه في سياق تاريخي أقرب إلى «قلب تشكيل ما» (ثقافي أو سياسي أو قومي) يوفر له إحساسًا بالطمأنينة، جعل الاعتدال غالبًا على هذه النتاجات. وبناء على هذه الثنائية يمكن ولو جزئيًا فهم الكيفية التي تحولت أفكار كثير من الإسلاميين، في مصر مثلاً، نحو التطرف في ضوء نشوء إسرائيل، فبظهورها تحولت مصر من قلب التشكيل الحضاري العربي الإسلامي إلى «دولة مواجهة» فيها ولو قدر محدود من سمات «الحدودية والهامشية». وقد كان جمال الدين الأفغاني (أول من أمر باغتيال حاكم بدوافع دينية / ثورية) ابن سياق جغرافي يمتد من قلب آسيا إلى باريس مرورًا بالقاهرة وإسطنبول، مما يجعل الجغرافيا فاعلاً أقل تأثيرا في مساره. ويعد أبو الأعلى المودودي أحد العلامات المهمة في هذا السياق، تلاه بالتتابع التاريخي المصري سيد قطب بكتابات أهمها: «معالم في الطريق» صاحب التصور الآيديولوجي الأكثر اكتمالاً والأكثر تأثيرا حتى اليوم. وفي مصر أيضًا ظهر شكري مصطفى (صاحب «رسالة التوسمات»)، وإليها جاء العراقي صالح سرية (صاحب «رسالة الإيمان»). ويعد الفلسطيني عبد الله عزام أحد العلامات الرئيسية المهمة في مسار الظاهرة، فهو تنكر للجغرافيا متوجهًا إلى أفغانستان (من أهم مؤلفاته: «إتحاف العباد بفضائل الجهاد»، و«الحاكمية»، و«الجهاد فقه واجتهاد»، و«الدفاع عن أراضي المسلمين»، و«حقيقة القومية العربية»، و«حكم العمل في جماعة». وفي مصر مرة أخرى، بعد سنوات قليلة من إعدام صالح سرية وشكري مصطفى، ظهر محمد عبد السلام فرج صاحب «الفريضة الغائبة». ورغم ما حققه من شهرة كبيرة لا يعد الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي تنظيم الجهاد المصري ذا دور يساوي شهرته. هوامش على الخرائط في أفغانستان كان المنعطف الأكبر، فهناك التقى السعودي (بن لادن) بالفلسطيني (عزام) بالمصريين (الظواهري والدكتور فضل وغيرهما) فضلاً عن تحول أفغانستان إلى محضن حقيقي / افتراضي لنتاجات طابور طويل من المنظرين: (أبو بكر ناجي، أنور العولقي، أبو محمد المقدسي، أبو يحيي الليبي، أبو قتادة الفلسطيني، أبو المنذر الشنقيطي، المصريون: أبو عبد الله المهاجر، ميسرة الغريب، حلمي هاشم المكنى بـ«عبد الرحمن شاكر»). وبطبيعة الحال عكس تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان وكذلك «فروعه» الطبيعة الأممية / المعولمة لبنيته، ويرصد الباحث النرويجي توماس هيغهامر في أطروحته للدكتوراه المعنونة: «الجهاد في السعودية: قصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» حقيقة مهمة تتصل بجنسيات المقاتلين قائلاً: «يتوخى الراوي في أغلب الروايات التاريخية التي تحكي عن الجهاد في أفغانستان، في الثمانينات، الحرص الشديد على تأكيد حجم التعبئة العربية، إلى حد أنه يترك انطباعًا لدى القارئ بأن الأفغان العرب شكلوا حركة مهيمنة، لكن الواضح أن الحال لم تكن كذلك». والمسافة بين «الرواية» و«الحال» كانت ولم تزل موضوعًا للاستخدام السياسي لإدانة دول بعينها. الباحثان أنتوني كوردسمان ونواف عُبيد من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، ذكرا أنه كان هناك نحو 3 آلاف مقاتل أجنبي في العراق، لا تزيد نسبة السعوديين بينهم على 12 في المائة. واعتمادًا على إحصائيات «القوات متعددة الجنسيات في العراق (2005)، استنتج الكاتب الأميركي آلان كروجر، أن معظم مقاتلي «القاعدة» بالعراق كانوا سوريين. وفي يناير (كانون الثاني) 2016 قال تقرير لمؤسسة «صوفان غروب» الأميركية، المختصّة في الأمن الاستراتيجي نشرته قناة «الحرة» الأميركية، على موقعها، إن تونس تتصدّر قائمة الدول التي يقاتل أبناؤها في صفوف «داعش» بـ6 آلاف مقاتل. في أكتوبر 2016 قدر عدد الخلايا المتطرفة في تونس، بأكثر من 180 خلية منتشرة في أنحاء البلاد، وتضمّ كل خلية ما بين 3 و7 أشخاص، وقالت السلطات إنها منعت خلال عام أكثر من 15 ألف شاب وفتاة، من الالتحاق بـ«داعش». وفي تحول ذي دلالات مهمة يشهد الإعلام الغربي توجهًا نحو الربط بين «الريف المغربي» والإرهاب في أوروبا. وعلى سبيل المثال، في مايو 2016، نشر موقع فرنسي تقريرًا وصف فيه الريف المغربي بـ«قلب الإرهاب الدولي». وقد رسم موقع «Slate» الفرنسي صورة جديدة حول الإرهاب بعد كشف شبكة علاقات تربط مغاربة ينتمون للمنطقة بالهجمات الدامية في أوروبا. الموقع الفرنسي اعتبر «المهاجرين المغاربة ذوي الأصول الريفية أكثر عرضة من سواهم لإغراء الإرهاب». وبعد هجمات مدريد، أثبتت التحقيقات أن «معظم المتآمرين في الهجوم على صلة بمدينة تطوان». المال والصورة والمحترفون خلال السنوات التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر أصبح إدراك شعوب وثقافات وجماعات دينية ومذهبية عملية صناعة احترافية يحدد المال وحده تقريبًا من سيكون الرابح، بعد أن كانت الأسماء الأكبر إسهامًا في صياغة صورة الشعوب والثقافات الأخرى تأتي من الجامعات والمؤسسات البحثية، التي تتسم نتاجاتها بقدر كبير من الموضوعية، وإن لم تخل من انحيازات. وتاليًا، أصبحت فئات أخرى كأجهزة الإعلام ومراكز التفكير السياسي الموجهة والمتأثرة إلى حد كبير بمواقف المتبرعين أو «المشترين»، صاحبة الإسهام الأكبر في بناء الإدراك الإنساني لظواهر التشدد والوسطية والإرهاب، على نحو يستهدف المجتمعات ذات المذهب السني الموصوفة على سبيل الاختصار والتبسيط المخل بالمجتمعات ذات الثقافة السلفية. والإلحاح المخطط على أكذوبة أن الإرهاب ظاهرة تبدأ من الفهم المتشدد للدين، وعلى سبيل المثال يؤكد خبير شؤون الحركات الإسلامية المعروف، الفرنسي أوليفيه روا أن غياب الفهم التقليدي (السلفي) أحد أسباب انخراط الإرهابيين في تنظيماته، يقول روا: «حتى في قطيعتهم مع المجتمع الأوروبي يبقى (الجهاديون) الأوروبيون مرتبطين بنموذج غربي. وهذه عدمية لا تتَّفق مطلقًا مع التقاليد الإسلامية، لأنَّهم يُطوِّرون جاذبية لجمالية العنف، الذي يعرفونه من الأفلام وأشرطة الفيديو. وبهذا فهم يشبهون كثيرًا القتلة المسلحين (الأميركيين) في مدرسة كولومباين أو القاتل الجماعي (النرويجي) أَنْدِرْس بيرينغ بريفيك». وهكذا تحققت متوالية: الإزاحة / التنميط / الأيقنة، كما خططت لها قوى إقليمية ترى السلفية رمزًا لدول يراد لها أن تتحمل المسؤولية عن ظاهرة الإرهاب، تارة بالإحالة على وزن نسبي تكذبه الأرقام في البنية التنظيمية للجماعات الإرهابية، وكذلك عدد من أنجبته من القيادات ومنتجي الأدبيات الإرهابية، وثالثة بالربط المتعسف بين الإرهاب ومذهب الحنابلة المتأخرين الذي تأسس قبل قرون.
مشاركة :