ترامب يهاجم الإعلام مجدداً.. وفوضى الانتقال مستمرة

  • 11/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جدّد دونالد ترامب نزاعه مع الإعلام الأميركي بانتقاده صحيفة "نيويورك تايمز"، وتفاديه المراسلين ليتمكن من زيارة مطعم، واللجوء إلى تويتر كوسيلة للتواصل المباشر. وبدا الرئيس المنتخب كأنه يُشير إلى برنامجه التلفزيوني الواقعي "المتدرّب" في إطار نفيه صحة تقارير تفيد بأن عمليته الانتقالية فوضوية وتُعاني الصراع الداخلي. شنّ ترامب حرباً غير مسبوقة خاضها بمفرده ضد الإعلام خلال حملته الانتخابية، مانعاً بعض المنظمات من تغطية فعالياته، ومحرّضاً مؤيديه على الهتاف ضد المراسلين. واستخدم حسابه على تويتر، الذي يحظى بأكثر من 15 مليون متابع، في توبيخ خصومه وإلقاء تصريحات نارية في أغلب الأحيان. ولا يبدو أن ارتفاع مكانته بعد أن صار الرئيس المنتخب قد غير شيئاً من هذه العادات. رغم أن باراك أوباما ألقى أول خطابٍ له بمؤتمر صحفي بعد 3 أيام من انتخابه رئيساً في 2008، لم يُلق ترامب خطاباً بعد؛ بل إنه أجرى مقابلة تلفزيونية فقط وكتب سيلاً من التغريدات، ليأخذ بذلك منصب رئاسة الولايات المتّحدة مرة أخرى إلى آفاق لم يرتدها أحدٌ قبله. نشر ترامب تغريدة في وقتٍ متأخر من يوم الثلاثاء تقول: "عملية منظمة جداً تجري حالياً؛ إذ أُقر التشكيل الوزاري والعديد من المناصب الأخرى. أنا الوحيد الذي يعرف أسماء الصاعدين إلى المرحلة النهائية!". إشارته إلى "الصاعدين إلى المرحلة النهائية" تبدو إشارة متعمدة إلى برنامج "المتدرّب" The Apprentice، الذي يتقاتل المشاركون فيه على فرصة للعمل في شركاته، وكان يقول لمن لا يُثبت جدارته "أنت مطرود!". عاصفة على تويتر استمرت عاصفة تويتر لوقتٍ مبكّر من يوم الأربعاء عندما أنكر ترامب تقارير إعلامية تُشير إلى أن أبناءه الثلاثة البالغين -دون جونيور، وإيريك، وإيفانكا- سيتلقون تصاريح أمنية، وهو ما سيتسبب في تعارضات محتملة للمصالح. التغريدة تقول: "أنا لا أحاول الحصول على (تصريح أمني عالي المستوى) لأبنائي. هذه قصة خبرية زائفة". ثمّ تحدث عن صحيفة نيويورك تايمز وحدها، وهي الصحيفة التي كشفت خلال حملته الانتخابية أنّه ربما تهرب من دفع الضرائب 18 عاماً، والتي دعمت أيضاً هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة. في غضون ذلك، نشرت الصحيفة تقريراً هذا الأسبوع عن الفوضى في العملية الانتقالية، وقالت إن الرئيسين في مصر وإسرائيل وصلا إلى ترامب سريعاً على الهاتف، بينما اضطرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى الانتظار 24 ساعة. فيما غرّد ترامب قائلاً: "قصة (نيويورك تايمز) الخائبة عن العملية الانتقالية خاطئة تماماً. الانتقال يسير بسلاسة، ولقد تحدّثت أيضاً إلى العديد من القادة الأجانب". وأضاف: "لقد تلقيت ورددت على اتصالات من العديد من القادة الأجانب على الرغم مما تقوله القصة الخائبة بصحيفة نيويورك تايمز. روسيا، والمملكة المتّحدة، والصين، والسعودية، واليابان، وأستراليا، ونيوزيلندا، والمزيد غيرهم. أنا دائماً متاحٌ بالنسبة لهم. (نيويورك تايمز) غاضبة فقط؛ لأنّهم بدوا كالمغفلين في تغطيتهم لي". لم يغفل منتقدو إعجاب ترامب الظاهر بالرئيس فلاديمير بوتين عن قراره بذكر روسيا أولاً؛ إذ أوضحت "نيويورك تايمز" أنّها نقلت تلقي ترامب اتصالاتٍ من مصر، وإسرائيل، وروسيا وبريطانيا، لكنها قالت إن هذه الاتصالات "أُجريت عشوائياً" ودون توجيهات وزارة الخارجية كالمعتاد في مثل هذه المحادثات. انتقادات لأسلوب ترامب وقد لاقى أسلوب ترامب المتهوّر انتقادات واسعة؛ إذ غرد ديفيد فرام، كاتب خطابات سابقٍ لجورج بوش الابن، قائلاً: "سيظلّ من الجنون أن يُغضب الرئيس المنتخب للولايات المتّحدة منتقديه عبر تويتر". وأضاف فرام أنه لا بأس من نشر لائحة بالقادة الأجانب الذين تواصلوا مع ترامب لتهنئته، "لكن ماذا عن إلقاء الأسماء هكذا في نوبة غضب على تويتر من أجل الردّ على خطأ إعلامي تحسه؟! فمتى إذاً يفضح الرئيس ترامب سراً مهماً؟". وقد أثيرت مخاوف أعمق بشأن تعامل ترامب مع الإعلام عندما كسر البروتوكول المتبع ليلة الثلاثاء، عندما ذهب لتناول العشاء في مطعمٍ لشرائح اللحم بعد أن كان فريقه الانتقالي أخبر الصحفيين بأنّه لن يخرج لبقية اليوم. ويُقال إن ترامب قوبل بالتهليل والتصفيق عند وصوله إلى مطعم 21 Club في وسط مانهاتن. وقالت رابطة مراسلي البيت الأبيض إنه "من غير المقبول" أن يسافر ترامب دون طاقم معتاد من الصحفيين يُبلغ الشعب عن مكانه. من المفترض أن تنضمّ مجموعة من الصحفيين إلى موكب الرئيس أو الرئيس المنتخب من أجل تسجيل الأماكن وتوفير التغطية في حالة الأخبار العاجلة. وقال فريق ترامب إنه يخطط لاحترام تقاليد حرية الصحافة في البيت الأبيض. وأصر جيف ماسون، رئيس رابطة مراسلي البيت الأبيض، على أنه "في الوقت الحالي هو متقيد باحترام هذا الوعد. فالطاقم متواجد الآن في نيويورك ليغطي تحركات الرئيس المنتخب ليشكل إدارته الجديدة. من المهم للغاية أن يُسمح لهم بأداء أعمالهم". في هذا السياق، اعترف جيسون ميلر، وهو متحدث رسمي باسم ترامب، يوم الأربعاء، بأن هناك مساحة لتحسين الأداء. وقال ميلر للمراسلين: "ليلة أمس، ربما كانت مثالاً على وجوب أن يؤدَّى التواصل بشكل أفضل قليلاً. لكنني أقول مجدداً، هدفنا عندما نسير إلى الأمام هو أن نُطلعكم على أفضل المعلومات في الوقت المناسب". وأضاف: "إلا أنني أقول أيضاً، وبالنيابة عن الرئيس المنتخب، إنّ بعض الإعلاميين لن يرضوا أبداً إلا بأن يجلسوا إلى طاولة الطعام ويراقبوا ما إذا كان الرئيس المنتخب سيتناول الدجاج أم السمك. وهناك حاجة على الدوام إلى نوعٍ من الموازنة من أجل احترام درجة معينة من الخصوصية. ولكن بخصوص ما تقدمتم به الآن، فإننا نظن أنه سيكون هناك تواصل أفضل، وهدفنا هو ضمان ألا تتكرر الليلة الماضية أو ما يشبهها مرة أخرى". وبسؤالها عمّا إذا كان رجل الأعمال الملياردير سيخرج في مؤتمر صحفي، ردت كيليان كونواي، مديرة حملته: "بعد فترة قصيرة. في وقتٍ قريب. لكنه كما هو واضحٌ يتحدث إلى رؤساء الدول والأعضاء المحتملين في وزارته وفريقه، ويختار أعضاء الفريق الرئاسي. الكثير من النشاط يجري في الأروقة العليا". بدء العملية الانتقالية وفي مؤتمر عبر الهاتف مع المراسلين ليلة الأربعاء، أعلن ميلر والاستراتيجي بالحزب الجمهوري شون سبايسر، عن الاستعداد لبدء العملية الانتقالية، وأشارا إلى أن كل المشاركين في هذه الفرق سيوقعون على تعهد بعدم المشاركة في الضغط السياسي على المستوى الفيدرالي وعلى مستوى الولايات للأعوام الخمسة القادمة. كما أشارا إلى عدد من الاجتماعات التي عقدها الرئيس المنتخب مع الوزراء المحتملين يوم الأربعاء، ومن ضمنهم السيناتور جيف سيشنز، والجنرال مايك فلين، وعضوا مجلس النواب توم برايس ومايك بومبيو، وإيفا موسكوفيتش أحد قادة المدارس المستقلة. وأضافا أن ترامب سيلتقي يوم الخميس نيكي هيلي حاكمة ولاية ساوث كارولينا، وريك سكوت حاكم ولاية فلوريدا، ووزير الخارجية السابق هنري كيسنجر، ضمن آخرين. وقال المتحدث الرسمي السابق باسم مجلس النواب نيوت غينغريتش، إن الإعلام سيتوجّب عليه التكيف مع أسلوب المدير التنفيذي المسيطر الذي يتبعه ترامب. قال غينغريتش لـ"فوكس نيوز" إن "الأمر على الأرجح مُربك للصحافة السياسية التقليدية لأنّها تطبق المعايير التقليدية، ولا يمكنك فعل هذا مع ترامب". أضاف غينغريتش إنه واثق 100% بأنّه لا يريد منصباً وزارياً؛ إذ تستمر محادثات الانتقال في برج ترامب، حيثُ شوهدت زوجة رجل الأعمال الثانية، مارلا ميبلز، بعد ظهر الثلاثاء. وتبع رحيل عضو مجلس النواب السابق مايك رودجرز عن منصب مستشار الأمن القومي، إقالة حاكم نيوجيرسي، كريس كريستي، من منصب رئيس فريق ترامب الانتقالي، وذلك لحساب مايك بينس نائب الرئيس المنتخب، والذي لم يوقّع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض حتى ليلة الثلاثاء. وقد أثار تعيين ستيف بانون، الإعلامي المتهم بصلاته الوثيقة باليمين المتطرف، والدور الذي يلعبه صهر ترامب غاريد كوشنر، الكثير من السخط. بيرني ساندرز، الديمقراطي اليساري الذي نافس هيلاري كلينتون في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي لعام 2016، قال إن تعيين بانون أمر "غير مقبول تماماً". وأضاف ساندرز: "في مجتمع ديمقراطي يمكننا أن نختلف كما نريد حول القضايا، لكن العنصرية والتعصب لا يمكن أن يكونا جزءاً من أي سياسة عامة. تعيين ترامب لبانون لا بد أن يُلغى". ويبدو أن عمدة نيويورك السابق، رودي جولياني، يسعى إلى الفوز بمنصب وزير الخارجية. لكن الفريق الانتقالي يراجع أعمال جولياني الاستشارية المدفوعة لحساب حكومات أجنبية ومن ضمنها قطر، والسعودية، وفنزويلا، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس. يخضع جولياني لفحصٍ دقيق أيضاً بسبب خطابات ألقاها دفاعاً عن جماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت الجماعة، التي تعمل من المنفى، منظمة إرهابية أجنبية في عام 1997 بسبب تاريخها الطويل والدموي، بما في ذلك تورطها في قتل الأميركيين بإيران في سبعينات القرن الماضي. وقد تسببت أموال الخطابات التي تلقاها جولياني وسياسيون آخرون من مجموعات تمثّل واجهة لجماعة مجاهدي خلق، في خرق القوانين التي تحظر تلقي الأميركيين المال من الجماعات الإرهابية المُعلنة. كان الديمقراطي بيل دي بلاسيو، عمدة نيويورك، أحد الزوار الآخرين إلى برج ترامب يوم اﻷربعاء، قال إنه يريد أن يعطي ترامب حساً بالمخاوف التي تساور الجميع بشأن رئاسته. وأضاف دي بلاسيو: "تحدثت إليه عن مخاوف الترحيل المحتمل، وقدمت له وجهة نظر شرطة نيويورك"، واصفاً نيويورك بأنها "مدينة المهاجرين الأساسية". وأوضح العمدة قائلاً إن هناك أكثر من 900 عضو مسلم بشرطة نيويورك، وإن المواطنين يعتمدون على استعدادهم لحماية المدينة. وأردف: "أعلمته أن العديد من سكان نيويورك خائفون وأن المزيد يجب عمله لإظهار قدرة البلد على التعافي، وعلى الاستعداد لاحترام المواطنين". أضاف دي بلاسيو: "لدي خلافات حقيقية جداً مع الرئيس المنتخب، إلا أنه من نيويورك وأعتقد أنه يحب هذه المدينة". - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة الغارديان البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .

مشاركة :