نظمت جمعية «رودز فور لايف» مساء أول من أمس، حفلة غنائية على مسرح قصر الأونيسكو في بيروت، أحيتها «سفيرتها» الفنّانة عبير نعمة، وأوركسترا بيروت السمفونيّة بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي. وألقت رئيسة الجمعيّة زينة قاسم، كلمة رأت فيها أنّ «أقرب طريق بين الإنسان وأخيه هي الموسيقى، وفي غالبية الأحيان تخبرنا الأغنية كل شيء من دون حاجة إلى أي كلام». ووصفت صوت «سفيرة الجمعية» عبير نعمة بأنه «استثنائي»، مشيرة إلى أنها «قدّمت صوتها وفنّها لخدمة مهمّة الإنقاذ في لبنان». ولفتت إلى أن موعد الحفلة يصادف موعد الاستذكار العالمي السنوي لضحايا حوادث السير في ثالث أحد من تشرين الثاني (نوفمبر) كل عام. وأضافت: «نتمنّى أن نضيء في هذه الذكرى شموعاً أقل على نيّة الضحايا الذين يسقط غالبيتهم في عمر الشباب كما حصل مع ابني طلال». وتحدث وزير الثقافة روني عريجي، فوصف «رودز فور لايف» بأنها «مشروع إنساني يعزّز فرص الحياة»، معتبراً أن الجمعيّة تشكّل «بارقة أمل ورجاء تحدّ من مذابح الطرق». وأَضاف أن الجمعية سعت إلى «استحداث تخصّص داخل مراكز الطوارئ في المستشفيات عبر اعتماد برنامج تدريب خاص للأطباء والممرّضين والمسعفين معتمد في الولايات المتّحدة الأميركيّة و50 بلداً، وهو يهدف إلى السرعة في معالجة الإصابات الطارئة والشديدة الخطورة في أسرع وقت بعد وقوع الحادث أو خلال ما يسمّى الساعة الذهبيّة لإنقاذ الأرواح البريئة في اللحظة الحرجة». وأمل بأن «يعمّم هذا البرنامج الطبّي الإنقاذي على المستشفيات والجمعيّات والأطراف المعنيّة كافة على الأراضي اللبنانيّة». وغنّت عبير نعمة على مدى ساعة ونصف ساعة، وأدّت تحت عنوان «آفاق»، أغنيات شعبيّة لامست ذاكرة الجمهور الحاضر. وبين الغناء الكلاسيكي والطربي والشعبي، جاء التنوّع والتمازج بين المقامات العربيّة لينقل من خلال صوت عبير القويّ والمُتمكّن، الجمهور إلى مساحة فنيّة خاصّة تشبه فرادة هويّتها الفنيّة وخصوصيّتها ومساحات صوتها النادرة. وخصّت الجمهور بأغنية أطلقت من على مسرح قصر الأونيسكو لتكون صرخة بل رسالة حياة، وهي تختصر هدف جمعيّة «رودز فور لايف» من كلمات روني ألفا وألحان لبنان بعلبكي، وتحمل عنوان «بِحْلم». كما غنّت أغنياتها الخاصّة ومنها «في سفري» و «عصفور» و «يا ترى»، إضافة إلى أغنيات جديدة من ألبومها المقبل الذي يصدر قريباً من توقيع مارسيل خليفة، منها «غنّي قليلا يا عصافير» و «ماتيلدا» وغيرهما... وفي كلمة ألقتها، أثنت نعمة على مجهود «رودز فور لايف»، منوهة بإيمان زينة قاسم وجرأتها، وقالت: «يترافق الموت مع الألم والحسرة، إلا أن غياب طلال غيّر الصورة، إذ تحول الغياب إلى تحدٍّ. فالحياة أقوى، والحب الذي يسكن قلب أم طلال أقوى من الألم، وهو الذي جمعنا الليلة حول قضية إنسانية سامية».
مشاركة :