7 قتلى و100 مفقود إثر غرق مركبٍ قبالة ليبيا

  • 11/18/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

روما أ ف ب قُتِلَ 7 مهاجرين وفُقِدَ أثر نحو 100 بعد مأساةٍ جديدةٍ أصابت مركباً مطاطياً قبالة سواحل ليبيا، فيما تتصاعد مطالباتٌ بعدم إلقاء مهمة الإنقاذ على عاتق المنظمات وحدها. وأفادت منظمة «أطباء بلا حدود»، أمس، بانتشالها 27 ناجياً باتوا على متن سفينتها للنجدة «بوربون أرغوس» من أصل أكثر من 130 شخصاً كانوا على متن مركبٍ مطاطي تعرَّض للغرق في البحر المتوسط. واعتبرت المنظمة، في بيانٍ لها، أن الأمر «لا يُحتَمل». وأشارت إلى انتشالها كذلك 7 جثث. ولم يتسن على الفور الحصول على توضيحاتٍ حول هذه الحادثة. يأتي ذلك إثر سلسلة حوادث أودت بحياة 11 شخصاً وتسببت في فقدان أثر 230 آخرين الإثنين والثلاثاء قبالة ليبيا. ومنذ السبت الماضي؛ تم إنقاذ أكثر من 3200 شخص كانوا على متن زوارق في هذه المنطقة، بحسب حصيلة خفر السواحل الإيطالي المنسِّق لعمليات الإغاثة. وهذا الرقم يساوي إجمالي من تم إنقاذهم في نوفمبر من العام الماضي. والمراكب المطاطية المحمَّلة بركابٍ فوق طاقتها تنقل عموماً ما بين 120 و140 شخصاً وفي بعض الأحيان أكثر، ويمكن أن تنقلب بسهولة وتغرق. وفي حين يواصل المهاجرون الانطلاق بأعدادٍ كبيرةٍ من ليبيا بغرض عبور البحر المتوسط؛ فإن زوارق الغوث المنتشرة لإنقاذهم غير مجَّهزة للشتاء، ما يثير الخشية من مآسٍ إضافية دون مساعدات أكبر. ولم تعد المخاطر تثني المهاجرين ولا مهربيهم عن هذه الرحلة. وسجَّل أكتوبر الفائت الرقم القياسي لعدد المهاجرين المسجَّلين على السواحل الإيطالية بواقع 27 ألفاً و300 شخص مقابل 8 آلاف فيما مضى من الشهر الجاري. لكن الجزء الأكبر من الزوارق الإنسانية الخاصة التي لعبت دوراً أساسياً في أعمال الإنقاذ هذا العام سيعود إلى الموانئ في نهاية الشهر، بسبب دواعٍ أمنية وأعمال صيانةٍ ضروريةٍ استعداداً للعمليات المحتملة العام المقبل. وعلَّق مدير منظمة «إم أو إيه إس» المالطية، بيت سويتنام، بقوله: «كان عاماً طويلاً جداً للطواقم والسفن»، علماً أن منظمته كانت أول من استأجر زورقاً خاصاً في 2014 لعمليات الإنقاذ قبالة سواحل ليبيا. وجالت عشرات الزوارق المياه مقابل الساحل الليبي هذا العام بمبادراتٍ من «إم أو إيه إس» و»أطباء بلا حدود» و»إس أو إس المتوسط» فضلاً عن «سيف ذا تشيلدرن» و»برواكتيفا أوبن آرمز» الإسبانية و»سي واتش» و»سي آي» و»يوغند ريتيت» الألمان. ووفقاً لجهاز خفر السواحل الإيطالي؛ نفذت تلك السفن أكثر من 20% من العمليات و»تمكنت من رصد زوارق كثيرة وتوزيع سترات إنقاذ وإسعافات طارئة بانتظار سفن أكبر، ما أنقذ حياة الكثيرين». واعتبر الباحث في العلوم السياسية في جامعة لايدن الهولندية، أوجينيو كوسومانو، أن هذه الزوارق «ملأت فراغاً خلَّفته الدول». المسؤولية الأوروبية ويرى كوسومانو، وهو صاحب دراسة حول زوارق الإغاثة الإنسانية، أن البنية العسكرية الأوروبية الحالية «المؤلفة من البحرية وخفر السواحل الإيطاليين وعملية صوفيا لمكافحة التهريب ووكالة ضبط الحدود الأوروبية- فرونتكس» تركِّز فعلاً على عمليات مراقبة أكثر من الإنقاذ. ومع انسحاب زوارق الغوث؛ سيضطر عناصر خفر السواحل الإيطاليون إلى تكثيف الاستعانة بسفن شحن أو ناقلات نفط، وهي ليست مجهزة إطلاقاً لإنقاذ مراكب متهالكة محمَّلة بأكثر من قدرتها الاستيعابية. وتقول مسؤولة منظمة «إس أو إس المتوسط»، صوفي بو، إن «أعمال الإنقاذ المستمرة- والضحايا الكثيرين في الأيام الأخيرة- تعكس مدى خطورة الوضع في المتوسط، إنها كارثة إنسانية تجري أمام أعيننا». وسعياً لتلبية الحاجات؛ ستواصل سفينة «أكواريوس» المستأجَرة من «إس أو إس المتوسط» و»أطباء بلا حدود» دورياتها طوال الشتاء. وإذا دعت الحاجة؛ ستحاول سفينة أخرى تابعة لـ «أطباء بلا حدود» وسفينة تابعة لـ «إم أو إيه إس» تمديد عمليتيهما. لكن الأمر مكلِّف، إذ تنفق «أكواريوس» 11 ألف يورو يومياً. فيما بدأت الهِبات، التي تدفقت بعد نشر صور جثة الطفل السوري آلان على شاطئ تركي، تنحسر. ويقول كوسومانو: «حالياً بدأ الجمهور يشعر بالكلل. الناس يعلمون، سمعوا كثيراً من القصص المؤلمة»، فيما يشير سويتنام إلى «انقلاب بارز في الرأي العام» إزاء المهاجرين. وتستمع المنظمات غالباً إلى إيعازاتٍ بسحب السفن، مع الاعتقاد أن غرق بعض المهاجرين كافٍ لثني آخرين عن القدوم. لكن كوسومانو يؤكد: «هذا الأمر غير مقبول أخلاقيا، كما أنه خطأ في الواقع»، مذكِّرا بارتفاع عدد المهاجرين بحراً رغم تعليق إيطاليا عملية الإنقاذ «ماري نوستروم» في أواخر 2014. ويعتقد المتحدث باسم منظمة «سي ووتش»، روبن نوغيباور، أن «جوهر المسألة هو أن هذا العمل لا يفترض أن يكون من مسؤوليتنا. على الاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولياته». وعبَّرت مديرة «أطباء بلا حدود» في إيطاليا، لوريس دي فيليبي، عن المضمون ذاته؛ مشددةً: «ندعو الدول الأوروبية إلى التفكير في نقطة مهمة، وهي ضرورة ألا تترك أعمال الإنقاذ لتتولاها المنظمات».

مشاركة :