حوار: بكر المحاسنة بأنامله يعد أشهى المأكولات، الطهي بالنسبة إليه فن وتعبير عن المشاعر بأسلوبه الخاص، بل هو حب وشغف رافقه منذ سنوات المراهقة. هو الشيف كريم عز الدين، الذي بدأت رحلته من مصر، قبل أن يحط الرحال في فندق ميريديان العقة في دبا الفجيرة، حيث دخل إلى عالم الطهي في الرابعة عشرة، ومنذ ذلك الوقت وهو حريص على كل ما من شأنه أن يضمن له التطور والإبداع والنجاح في هوايته التي صارت مهنة له، ويحلم بأن يكون لديه مطعمه الخاص ليقدم من خلاله أفضل الأطباق العربية والعالمية. *بداية عرفنا بنفسك وكيف كان دخولك إلى عالم الطهي؟ - كريم عز الدين، من مصر، أعمل كشيف في فندق ميريديان العقة في دبا الفجيرة. بدأت العمل في سن الرابعة عشرة، وكانت بدايتي في فندق هيلتون رمسيس في مصر. بدأت العمل في تلك السن المبكرة، وكنت وقتها أدرس في المرحلة الثانوية بالصف الأول، بسبب الأوضاع المالية الصعبة التي كانت تمر بها أسرتي، حيث كانت بحاجة إلى معيل، كما كنت بحاجة إلى تدبير مصروفات الدراسة. لكن الطهي بالنسبة لي حب وشغف، حيث كنت أمارسه كهواية في المنزل أو مع أصدقائي؛ لذلك اخترت أن أعمل في هذا المجال. حرصت منذ البداية على أن تكون بدايتي صحيحة، وأن أختار الطريق الذي يساعدني على التعلم بشكل سليم، وبالتالي التطور في هذه المهنة؛ لذا سعيت جاهداً إلى أن أعمل في فنادق تابعة لأسماء عالمية. وهكذا كانت البداية. *هل لتخصصك الدراسي علاقة بعالم الطهي؟ - نعم، فأنا درست في كلية الفندقة اختصاص مطبخ، وتعلمت الكثير من فنون الطهي وإعداد المأكولات والحلويات بأنواعها المختلفة. * وهل كان لأحد من الأسرة دور في حبك للطهي؟ أو أنها مجرد هواية وموهبة شجعوك عليها؟ - المفارقة أنه لا يوجد أحد من أسرتي مهتم أو لديه موهبة الطهي، فأنا الوحيد من بين أفراد أسرتي الذي أحب هذه المهنة، وحرصت على العمل بها وأن تكون مهنتي الرئيسية والدائمة. بل إن أهلي استغربوا اختياري هذه المهنة، فهم لم يكونوا مستعدين لسماع أنني سأصبح طاهياً، ولكن مع الوقت تفهموا ماهية عملي، وصاروا يشجعونني على الاستمرار فيه، خصوصاً أنني كنت أطهو لهم أحياناً وقد أحبوا ما أقدمه لهم. ورغم ذلك لا أستطيع إلا أن أشكر أحد أقربائي الذي يسر لي الدخول إلى مجال الفنادق، ومنحني الفرصة كي أبدأ بداية صحيحة. * ما هي النصحية التي توجهها لمن لديهم شغف بالطهي ويرغبون في اتخاذه مهنة؟ - ممارسة الرجال مهنة الطهي أصبحت مقبولة اجتماعياً حالياً، على مستوى جيد، لذلك أنصح كل من يحب هذه المهنة بأن يبدأ ممارستها دون تردد، ولكن يجب عليه أن يبدأ بالطريق الصحيح، من دراسة وممارسة العمل في أماكن تقدم له التسهيلات للتعلم والتطور وفرص الترقي بالعمل. كما أنصحهم بأنه لا يجب عليهم التطلع إلى نتائج سريعة، أو الاعتقاد بأنهم بين ليلة وضحاها سيصيرون مشهورين أو سيحصلون على مزايا، بل عليهم معرفة أنه طريق صعب ولكنه ممتع، ويتضمن تحدياً لإثبات الذات، كما يتضمن الكثير من الطموح والعمل، ولكن بالتركيز واستمرار التعليم سيصلون بالتأكيد إلى مراكز عالية بامتيازات رائعة. *ماذا كان أول طبق قمت بإعداده؟ وأين؟ - مشاوي لحم غنم تركية مع صلصة الطماطم والفلفل الحار المشوي، وقدمته في مطعم بفندق هيلتون رمسيس القاهرة، واخترته من قائمة الطعام المتوفرة في المطعم، وقدمته لبعض نزلاء الفندق، وبالفعل نال إعجابهم، وهذا كان له أثر معنوي إيجابي كبير في نفسي، وساعدني على العمل بثقة كبيرة في النفس. * ما هو طبقك المفضل؟ - شخصياً أفضل طبق سمك البوري المشوي مع الزيت والليمون. أما بخصوص طبقي الذي أفضل طهيه، فإنني أفضل طهي الأطباق المشهورة في الدول العربية، مثل المقلوبة والمسخن الفلسطينيين، والمكدوس والشيش برك السوريين، والكبة النية والكفتة بالصينية من لبنان، والمنسف الأردني، والملوخية على الطريقة المصرية. * كيف تستطيع الابتكار وتقديم وصفات جديدة باستمرار؟ - هذا يعتمد على خبرتي بشكل أساسي، وعلى الاطلاع المستمر على أحداث وفعاليات وأخبار المطابخ العالمية، ومتابعة نشاطات الطهاة العالميين من دول مختلفة، إضافة إلى زيارة المعارض العالمية المختصة بشؤون المطبخ. وشخصياً أحاول صنع أطباق خاصة بي في بعض الأحيان، أو أطور الموجود منها. وأنصح المرأة العربية عند إعداد أي وصفه بالصبر، وألا تركن إلى الفشل في حال عدم النجاح في تطبيق الوصفة من أول مرة. * بمن تأثرت من الطهاة العالميين؟ - غري رودس وجيمي أوليفر، لما يتميزان به من إبداع وتطوير في عالم الطهي، والمثابرة على التجديد. * ما هي أهم الأطباق التي يقدمها فندق لو ميريديان شاطئ العقة؟ - يتميز فندق لو ميريديان منتجع شاطئ العقة بطعامه المميز ومطاعمه العديدة المختصة، فكل مطعم له طابعه الخاص، فهناك على سبيل المثال مطعم سواد الهندي، ومطعم تيسيت الإيطالي، إضافة إلى مطعم غونو للمشويات، كما يوجد مطعم الفيروز الرئيس المفتوح على مدار الساعة، ولكل من هذه المطاعم طعامه ومذاقه وأجواؤه الخاصة به والتي تعكس ما يقدمه من أطباق. وتتضمن قوائم الطعام الموجودة في هذه المطاعم الكثير من التنوع والنكهات اللذيذة، تم اختيارها بعناية، ولكل مطعم أكثر من طبق مرغوب ومطلوب من النزلاء. * هل يمكنك القول إنك حققت جميع أحلامك في هذا المجال؟ - لدي الآن خبرة كبيرة، حيث عملت عامين في دبي، وخمسة أعوام في قطر، ثم التحقت بميريديان العقة منذ عام. لا أقول إنني حققت جميع أحلامي، ولكنني قطعت شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه، فالأحلام لا تتوقف والعمل لتحقيقها مستمر؛ لذلك أحلم بأن يكون لدي مطعم خاص بي، يقدم أفضل الأطباق العربية والعالمية بأنواعها.
مشاركة :