ألقى السيد جايلز كنجهام محاضرة بجامعة نورثوسترن في قطر، استعرض خلالها أبرز التحديات والفرص في مجال التواصل الإعلامي المرتبط بالسياسة. وأكد المحاضر تأثير الإعلام السياسي على نتائج التصويت، مسلطا الضوء على التحديات التي واجهها السياسيون لصياغة حجج دامغة ورسائل قوية خلال حملاتهم. وأضاف أنه في ظل التحول من الإعلام التقليدي إلى وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية مثل المدونات والمنتديات، صار التنبؤ بنتائج الحملات أصعب من ذي قبل. وقال: «إن الكثير من المفاجآت أصبح ممكنا الآن، ولنا عبرة في نتائج استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ونتائج انتخابات الرئاسة الأميركية» موضحا أن معظم التوقعات واستطلاعات الرأي جانبها الصواب. وتابع المحاضرة جمع من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وموظفي الجامعة، واعتمد المحاضر في حديثه على مسيرته المهنية الواسعة في حقل الإعلام السياسي التي مر خلالها بمحطات بارزة على رأسها عمله في الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون واستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي. وتلقى كنجهام مجموعة من الأسئلة تناولت عددا من القضايا المتعلقة بالاتصال الإعلامي المرتبط بالسياسة، ومنها صعود نجوم وسائل التواصل الاجتماعي التي منحت للمستخدمين قوة وتأثيرا، وما يترتب على ذلك من نشر معلومات خاطئة، فضلا عن تحول الاهتمام من القضايا الرئيسية إلى أخرى جانبية. وأوضح أن السياسيون يأخذون دائما «بحمى الإعلام»، ويصعب عليهم تقييم الموقف من شتى جوانبه، وقال: «كان دوري وبقية زملائي أن نتراجع خطوة للوراء خارج دائرة الإعلام السياسي الفوضوية، حتى نحلل خطواتنا القادمة بتأن بعيدا عن الضجيج الإعلامي، ونتأكد من انسجامها مع استراتيجيتنا الشاملة». وكان كنجهام قد بدأ حياته المهنية بالعمل منتجا تلفزيونيا لقناة «أي تي في نيوز» الإخبارية، وعمل في الفترة من 2012 إلى 2015 مديرا للتواصل الإعلامي لحزب المحافظين في المملكة المتحدة، وظهر اهتمامه وشغفه بالإعلام المحلي والشأن الحكومي الداخلي أثناء عمله مستشارا خاصا لاريك بيكلز وزير الدولة البريطاني لشؤون الجاليات والحكومة المحلية. كما عمل كنجهام عن قرب مع خبير التواصل الإعلامي السياسي السير لينتون كروسبي. تقريب لغة السياسة من رجل الشارع العادي قال إيفيرت دينيس، عميد جامعة نورثوسترن في قطر ورئيسها التنفيذي «يمتلك جايلز كنجهام مسيرة مهنية انتقل خلاها من العمل صحافيا إلى مدير في الصحافة المتخصصة في الشؤون السياسية تقدم أفضل مثال للآفاق والفرص التي تنتظر طلابنا وخريجينا الذين يجمعون بين الشغف بالصحافة والسياسة والشؤون العامة». وأضاف: كان للفترة التي عمل فيها كنجهام بالعمل الحكومي أثر في إلمامه بحركة النمو السريع للمنصات الإعلامية وزيادة أعداد المؤثرين على الإنترنت، وتابع: أن «رسالة كنجهام الأساسية التي أراد أن ينقلها لنا هو التأكيد على أهمية تفكيك العناوين الكبرى إلى رسائل بسيطة يفهمها العامة، معتبرا ذلك من المهارات التي ترسم معالم الحملات السياسية وتشكل آراء الناس حول قضايا مهمة». وعرف كنجهام أثناء عمله منذ 2006 سكرتيرا صحافيا لحزب المحافظين بـ «تقريب لغة السياسة من رجل الشارع» وتعزيز التداخل بين الإعلام الوطني والمحلي».;
مشاركة :