قال إمام وخطيب المسجد الحرام، الدكتور فيصل غزاوي، إن دين الله منصور لا محالة والقيام بنصرته فريضة دينية، وعلى كل واحد منا أن يبذل جهده في سبيل نصرته، مبيناً أن الأمة تعيش الآن قضايا عظيمة وظروفاً حرجة، ما أحرانا أن نكون مناصرين لإخواننا فيها بأن نعيش همومهم ونستشعر حالهم. وشدد غزاوي، في خطبة الجمعة اليوم، على أن كل مسلم مهما كان موقعه، ومهما كان حاله يستطيع أن يقدم لهذا الدين ويعمل ما من شأنه تأييده ونصرته والدعوة إليه، فتعالوا أيها الإخوة نستحضر بعض مجالات نصرة الدين. وأضاف: أن من مجالات نصرة الدين، النصيحة “فعن تميم بن أوس الداري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الدين النصيحة، ثلاثاً، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”، وأن من ذلك أيضاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). وأردف: ومن مجالات نصرة الدين، البلاغ، قال صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية…)، وأيضاً من هذه المجالات: التعليم، وهو من القربات التي يتعدى نفعها ويعم خيرها، ويجب أن يكون تعليم الناس عامة شائعاً فلا يخص به أحد دون أحد. وأوضح غزاوي، أن الدعوة إلى الله هي من أهم مجالات نصرة الدين، قال تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)، وأن المواساة كذلك تعتبر من هذه المجالات، فالأمة تعيش الآن قضايا عظيمة وظروفاً حرجة، ما أحرانا أن نكون مناصرين لإخواننا فيها، بأن نعيش همومهم ونستشعر حالهم. وأشار إلى أن هنالك مثبطات للعمل على نصرة الدين، ومنها: أن يقول المرء الناس لا ينفعهم النصح ولا يجدي فيهم الوعظ ولا يؤثر فيهم شيء؛ فييأس من حالهم، فأنت لست مكلفاً بهداية الناس ولكن عليك دعوتهم بالتي هي أحسن، ونصحهم وتذكيرهم، عسى الله أن ينفعهم بذلك. ونوه إلى أن من المثبطات أيضاً: أن يخشى المرء سخرية الناس واستهزائهم، وأن ينظر المرء لتقصير غيره ويحتج به ويقول: لمَ لمْ يقم فلانٌ بما يجب عليه، فهذه ليست حجة، فإذا قصَّر غيره في الدعوة إلى الله، يدعوه إلى العمل، لا أن يعيب الناس وأنهم فرطوا وقصروا”. واختتم قائلاً “على أن مجالات نصرة الدين لا حصر لها، وصورها عديدة ووسائلها كثيرة، وأنها قائمة على معانٍ سامية من معاني الخير والفضيلة من الرحمة والمحبة والرفق والعطف والشفقة والتيسير والبعد عن الغلو والظلم والعنف والشدة والمشقة والتشهير والتنفير”.
مشاركة :