اكتشفت شركة الأدلة الجنائية الرقمية الروسية إلكم سوفت (Elcomsoft) أن أجهزة هواتف آي فون، ترسل سجل مكالمات المستخدم بشكل سري إلى مخدمات شركة آبل إذا كانت خدمة آي كلاود مفعلة، ويجري إرسال البيانات في كثير من الحالات دون اختيار المستخدم أو تنبيهه. وأضافت الشركة في تدوينة نشرتها على موقعها الرسمي، أن تلك البيانات تتمثل في المكالمات الصادرة والواردة، بالإضافة إلى تجميع معلومات أخرى مثل أرقام الهواتف والتواريخ والأوقات والمدة الزمنية لكل مكالمة، ويتم بعد تجميع المعلومات إرسالها تلقائياً إلى شركة آبل. كما تشمل البيانات على المكالمات التي لم يرد عليها والمكالمات المعاد توجيهها، بالإضافة إلى حصول الشركة على سجل مكالمات تطبيق التواصل الصوتي والفيديو فيس تايم، والذي يستعمل خدمة آي كلاود للمزامنة. وأظهرت شركة آبل نفسها بصفتها وصية على خصوصية المستخدم هذا العام، بعد المشاكل التي حصلت بينها وبين مكتب التحقيقات الفيدرالي لرفضها مساعدته على فك تشفير هاتف آي فون متعلق بقضية إطلاق النار في سان برناردينو. وبذلت الشركة جهوداً كبيرة لتأمين بيانات العملاء في السنوات الأخيرة، من خلال تطبيق خوارزميات تشفير أفضل ضمن جميع هواتفها ورفضها فك هذا التشفير. ويبدو أن المعلومات الخاصة بالمستخدم لا تزال تجد طريقها للتسرب من منتجات آبل والوصول إلى الشركة في ظل ظروف معينة، حيث تم تسليط الضوء حالياً على خدمة المزامنة عبر الإنترنت التابعة للشركة والمسماة آي كلاود. وتحافظ شركة آبل على هذه المعلومات لمدة زمنية تصل إلى 4 أشهر، وتعتقد شركة إلكم سوفت أن مزامنة سجل المكالمات العادية وسجل مكالمات فيس تايم يعود إلى الإصدار 8.2 من نظام التشغيل أي أو إس، والذي أصدرته الشركة في مارس (آذار) 2015. وقالت شركة إلكم سوفت إنها أطلقت تحديثاً جديداً لتطبيقها المسمى Phone Breaker، ويسمح التحديث للمستخدمين باستخراج سجلات المكالمات المحفوظة في حسابات آي كلاود، باستخدام صلاحيات صاحب الحساب. وتستخدم الأدوات المطورة عبر شركة إلكم سوفت من قبل كالات إنفاذ القانون والأقسام الأمنية في الشركات والمستهلكين العاديين، كما تقوم الشركة الروسية بتوفير بعض التعليمات البرمجية الخاصة بالاستخراج لشركة (Cellebrite) الإسرائيلية، التي يستعين بها مكتب التحقيقات الفيدرالي بشكل مستمر للوصول إلى الهواتف المحمية وبيانات آيكلاود. وأشار كبير التقنيين في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية كريستوفر سوغويان أن قيام خدمة آي كلاود عادة بأخذ نسخ احتياطية من الرسائل المشفرة هو أمر سيئ في الواقع، إذ يمكن للحكومة الحصول على سجلات المكالمات عبر طرق أخرى، ولكن دون وجود نسخ احتياطية من الرسائل المشفرة، قد لا يكون هناك وسائل أخرى أمامهم للحصول على تلك الرسائل. ويمكن تخيل وصول الأمور إلى مرحلة أسوء، حيث تظهر احتمالات تمكن المتسللين من جمع المعلومات الحساسة بمجرد حصولهم على معرف آبل الخاص بالمستخدم.
مشاركة :