فوز ترامب يزيد من ضبابية المشهد بالنسبة للمعارضة السورية

  • 11/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عشية انتصار الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية اجتمع أعضاء من جماعة سورية معارضة يدعمها الغرب مع مسؤولين أمريكيين ليسألوا عن مصير شحنات أسلحة التي يتلقونها لمحاربة نظام بشار الأسد. وقال مسؤول من المعارضة حضر الاجتماع إنه تم إبلاغهم بأن البرنامج سيستمر حتى نهاية العام لكن أي شيء بعد ذلك سيعتمد على الإدارة الأمريكية المقبلة. وعندما يتولى ترامب منصبه في يناير فقد يتوقف هذا الدعم بالكامل. ولمح الرئيس المنتخب إلى معارضته للدعم الأمريكي للمعارضين كما لمح إلى تغيير شامل للسياسة بشأن سوريا. وقدم برنامج المساعدات العسكرية الذي تشرف عليه المخابرات المركزية الأمريكية أسلحة وتدريبات للمعارضة السورية. وساعد هذا البرنامج في دعم تلك الجماعات التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر مع صعود جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة كقوة كبرى في حرب تدخل عامها السادس. ورفض مسؤولون أمريكيون التعقيب على أي اجتماعات مع الجماعات المعارضة ولم يعقبوا في السابق على برنامج المخابرات المركزية بسبب طبيعته السرية. لكن ترامب لمح إلى أن أنه قد يتخلى عن جماعات المعارضة للتركيز على المعركة ضد تنظيم الدولة الذي يسيطر على أراض في شرق ووسط سوريا. وربما حتى يتعاون مع روسيا أقوى حليف للأسد ضد التنظيم. وتقصف روسيا جماعات المعارضة منذ أكثر من عام في غرب سوريا. وقال الأسد في مقابلة نشرت يوم الثلاثاء، إن ترامب سيكون "حليفا طبيعيا" إذا قرر أن "يحارب الإرهاب". لكن المعارضين ينظرون للجانب الإيجابي ويقولون إن الدعم الذي يصلهم عبر البرنامج المدعوم من الولايات المتحدة ليس كافيا. وقال مسؤول المعارضة إنه لم يكن هناك أي تواصل مع المسؤولين الأمريكيين منذ فوز ترامب لكنه أضاف أنه لو انتهى الدعم الأمريكي ورفع "حق النقض" فستكون هذه نتيجة جيدة. وقال "الكل يحلل (الوضع)... هناك توقعات إيجابية وهناك توقعات سلبية لكن لا شيء واضح بعد." تأتي احتمالات تحول السياسة الأمريكية في وقت مظلم بالنسبة للمعارضة. فقد صعدت روسيا يوم الثلاثاء حملتها العسكرية دعما للأسد لتدفع بحاملة طائراتها للمشاركة للمرة الأولى منذ أرسلتها إلى المنطقة. ويحكم الأسد وحلفاؤه حصارهم على شرق حلب الذي يقع تحت سيطرة المعارضة حيث استؤنفت الضربات الجوية وفشل مقاتلو المعارضة في كسر الحصار. وتفجرت التوترات القائمة منذ فترة طويلة بين مقاتلي المعارضة إلى معارك مرتين في حلب هذا الشهر. لكن محللين يقولون إن من السابق لأوانه تحديد ما سيفعله ترامب في سوريا لأنه قد يعيد صياغة مواقفه وفقا لتفكير المؤسسة في واشنطن. ولن يريد الجمهوريون في إدارته التعاون مع روسيا أو الإذعان للنفوذ الكبير الذي تتمتع به إيران في سوريا. وبالنسبة للكثيرين في واشنطن سيظل الأسد شخصا غير مرغوب فيه. لكن منذ فوزه في الانتخابات كرر ترامب استياءه من السياسة الأمريكية وأبلغ صحيفة وول ستريت جورنال أن لديه "رؤية مختلفة عن الكثيرين فيما يتعلق بسوريا" وأنه "ليست لدينا أي فكرة عمن هم مقاتلو المعارضة." وأثارت تصريحاته سرور دمشق وحلفائها ممن يتعاملون مع فوز ترامب على أنه إيجابي لمساعيهم في الحرب. ومع انهيار وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا في سبتمبر درس مسؤولون أمريكيون خيارات عسكرية تتضمن التحرك العسكري الأمريكي المباشر مثل شن ضربات جوية على منشآت للجيش السوري. لكن مقاتلي المعارضة يقولون إنه لم يحدث تحول كبير منذ ذلك الحين. وأسفر الصراع في سوريا عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وقسم سوريا إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وجماعات المعارضة والفصائل الكردية وتنظيم الدولة. ووحدات حماية الشعب الكردية هي محور الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا رغم معارضة تركيا حليفة واشنطن لذلك خوفا من أن يؤجج النفوذ الكردي في شمال سوريا النزعة الانفصالية بين الأقلية الكردية التركية. وتدعم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أيضا بعض المقاتلين السوريين العرب الذين يحاربون تنظيم الدولة رغم فشل برنامج العام الماضي لم يدرب سوى عشرات المقاتلين. وتوقع متحدث من جماعة جيش سوريا الجديد تقلص الدعم الأمريكي للمعارضة فيما يسعى ترامب "لفهم الصورة بشكل أكبر ولفصل الجماعات الجهادية عن الجماعات المعتدلة." لكن المتحدث مزاحم سلوم قال إن السياسية الأمريكية ستضطر في نهاية المطاف دعم جماعات الجيش السوري الحر. وقال محمد عبود وهو قيادي سابق في المعارضة المسلحة وعضو في الهيئة العليا للمفاوضات إن النفوذ التركي سيساعد في تشكيل سياسة أمريكية أكثر دعما للمعارضة. وقال إنه على النقيض من أوباما فسيكون هناك قدر أكبر من الوضوح من إدارة ترامب الجديدة. //إ.م ;

مشاركة :