جنيف، عدن - رويترز، أ ف ب - قالت الأمم المتحدة أمس إنها تعمل مع السعودية على محاولة إقناع الحكومة اليمنية بالعودة إلى مفاوضات السلام بعد رفضها خطة تولت واشنطن الوساطة فيها. وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون في مؤتمر صحافي في جنيف: «نحن نعمل عن كثب مع السعودية وغيرها من دول المنطقة القادرة على التأثير في أطراف الصراع». وأضاف: «اكتشفنا وجود وجهة نظر تكتسب قوة هي أنه يجب أن تنتهي هذه الحرب لكن علينا أن نعيدهم إلى طاولة المفاوضات»، لكنه لم يحدد جدولاً زمنياً لذلك. إلى ذلك، زار رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر أمس، مقر قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في محافظة مأرب، والتقى قيادتها للاطلاع على الدور المهم الذي تضطلع به في مساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الانقلابيين، ودعم جهود تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة. وتبادل رئيس الوزراء مع قيادات التحالف الآراء حول المهمات القائمة والمستقبلية في إطار التنسيق المشترك لتحقيق أهداف عمليتي «عاصفة الحزم» و «إعادة الأمل»، والتركيز على تكامل الخطط في الجوانب المختلفة. وأشار بن دغر إلى أن اليمن بعد «عاصفة الحزم» و «إعادة الأمل» أصبح أكثر التحاماً بمحيطه الإقليمي، مدركاً عمقه الاستراتيجي، ومستوعباً موقعه الجغرافي. إلى ذلك، أكدت الكويت أنها حاولت باستضافتها المفاوضات اليمنية- اليمنية لأكثر من ثلاثة أشهر، فتح باب التقارب والتحاور للوصول إلى اتفاق يحقن الدماء في اليمن. جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الكويتية الوزير المفوض ناصر عبدالله الهين، نيابة عن الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي أمام الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة أول من أمس. ودعا الهين الحوثيين وصالح إلى تغليب لغة العقل والمنطق ونبذ مبدأ الإرهاب واستخدام السلاح للوصول إلى حل سياسي شامل يُغلّب مصلحة الشعب اليمني ويدعم استقرار المنطقة وأمنها. ميدانياً، أعلنت مصادر عسكرية ومنظمة «أطباء بلا حدود» مقتل أكثر من عشرين شخصاً في معارك عنيفة بين قوات الحكومة اليمنية والحوثيين على مشارف مدينة تعز. وقتل ثلاثة عشر مسلحاً من جماعة الحوثيين خلال الساعات الـ24 الماضية في معارك استمرت أمس في ضواحي تعز. وأشارت مصادر حكومية إلى أن مدنيين اثنين قتلا أيضاً وأصيب 16 آخرون بصواريخ أطلقها الحوثيون على منطقة سكنية في مدينة تعز. من جهتها، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان، إن مراكز الطوارئ التي تدعمها أو تديرها في محافظة تعز استقبلت 21 قتيلاً و76 جريحاً إثر «معارك عنيفة». وشنت القوات الموالية للشرعية قبل أربعة أيام هجوماً كبيراً لاستعادة القصر الرئاسي والمقر العام للشرطة الواقعين في الضواحي الشرقية لمدينة تعز. ولم تخفّ وتيرة المعارك على رغم إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الثلثاء الماضي مبادرة جديدة للسلام تنص على هدنة اعتباراً من أول من أمس (الخميس) وتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية السنة. ورفضت الحكومة اليمنية هذه المبادرة. واشترطت انسحاب الحوثيين من صنعاء وتسليم الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها بناء لقرار مجلس الأمن الدولي 2261، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وإعلان الرياض.
مشاركة :