القصة: في ليل بهيم، افترشا بساطهما، خلف السيارة، على شاطئ بحر الدمام، تقابلا.. مدّ يده ضاغطاً كفها الوديع: طارت عيناها في السماء حمامتين، بعيداً حيث تتلألأ نجمة بهية زرقاء عنيدة. أشار إلى النجمة وقال: -.. مثل قلبي! تدارك، وهي تخفض بصرها: -.. أنت نجمة.. نجمتي! مرحا طويلاً - بعينيهما - ويديهما، على الشاطئ. مدّ قدميه ليرتاح، ومدّت قدميها.. وخلعت الحذاء.. حدّق في الحذاء: كانت تستقر في طرف لسانه الداخلي نجمة سداسية بلون الذهب. اسودّ وجهه كالليل، رفع رأسه وصرخ في وجه الليل: من أين هذا؟! من السوق من.. هنا!!، وأشارت حيث تهجع الدمام. ولكن.. لم يستطع أن يكمل: وضع بساطه في السيارة، وعاد صارخاً: - وبكل قوته - رمى الحذاء إلى أقصى البحر ناحية الضفة الأخرى! عادا إلى بيتهما بصمت، والدموع تتساقط في حجر المرأة كحمام ميت! ¸¸¸ القراءة قبل الولوج عميقا في المتاهة السردية، أقول ان القصة القصيرة كنوع أدبي تتميز بنزعة تكثيفية في الاسلوب والتقنية ويمكن اعتبار هذا التكثيف الاسلوبي والفني نزعة تختص بها القصة القصيرة والقصيرة جدا إضافة لإيجازها الدال فكريا ووجدانيا.. هذا ما يمكن للمستهلك (المتلقي) أن يتحسسه وهو يقرأ نصوص (الجبير) وأظنها سمة تتصف بها كتاباته متأثرا بمدارس فلسفية توغل في الرمز والاشارة ففي قصة (نجمة) يتماهى العنوان مع جوهر القصة وينسجمان في لحظة مباغتة للقارئ (فيكون الشكل -العنوان - مندمجين في عملية الخلق الادبي) بحسب هربرت ريد.. لاول وهلة يتبادر الى ذهن المتلقي أنهما عشيقان يلفهما ليل وتسترهما خلفية سيارة، ويزداد هذا الشعور عند (تقابلا.. مد يده ضاغطا كفها الوديع..الى آخر الرومانسية.. هناك كثير من المشاكل في الحياة فلم نحصرها في نجمة سداسية ترمز لليهودية كدين وعدو ونجمة هي امرأة تجمع كل نساء العالم فهل هناك ترابط يشير إليه من خلال الرمزية بين كيد اليهود ومكرهم وبين ما هو موجود من تصور جمعي بشري عن النساء وكيدهن؟! النجمة هنا تأريخ والتأريخ كابوس يحاول كل البشر أن يفيقوا منه كما يقول ستيفن ديدالوس.. تذكرني هذه العبارة (رمى الحذاء إلى أقصى البحر ناحية الضفة الأخرى..) بمقولة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين قال صارخا «حنرمي اسرائيل في البحر»..!
مشاركة :