بايرن ميونيخ ضد بروسيا دورتموند.. صراع الخير والشر

  • 11/19/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في عالم كرة القدم يكون لدى المشجع والمشاهد رغبة دائمة في تصنيف الفترات التي تألقت بها أندية بعينها وكتبت سطورا ملحمية في التاريخ، وأخرى أندية عملاقة تستمر في التألق. لكن في ألمانيا الوضع مختلف عليك أن تعترف بذلك أولا قبل متابعة بقية السطور، أيا كان الوقت أيا كان الزمان، سوف نرى أن بايرن ميونيخ سيمثل بالنسبة لخصومه الشرير الكبير الذي يجب أن تخوض المعركة ضده أيا كانت التكلفة. على الجانب الأخر أنت بإمكانك أن تتحدى بايرن ميونيخ لكن هل ستفوز عليهم؟ بروسيا دورتموند حاول أن يثور ضد إمبراطورية بايرن ميونيخ ذلك الأسد ذو اللون الأصفر في الأسود. الصراع بين الفريقين من أشهر الصراعات في تاريخ الكرة الألمانية الحديث، وتصاعد الأمر مع تولي يورجن كلوب مهمة تدريب النادي في أغسطس 2008 قادما من ماينز، وتحت قيادته استيقظ الأسد وأصبح فريقا ناجحا بعد الفترة الرائعة من التسعينات. سرعان ما أصبح فريق كلوب معشوقا من هؤلاء الذين يحبون الاجتهاد والفريق الذي يحلم، هؤلاء الثوريون بطباعهم والذين يظنون أن بايرن ميونيخ قد سيطر على الكرة الألمانية وحده، أسلوب دورتموند كان متميزا للغاية فيما يخص نقل الفريق من الدفاع للهجوم وتواجد نجوم شباب مثل نوري شاهين وماتس هوميلس وروبرت ليفاندوفسكي، تفوق دورتموند ليصبح ثاني أكثر فريق ناجح في ألمانيا ويتخطى شالكة. لكن بعد عامين من تولي كلوب لمهمة قيادة دورتموند كان الصراع حتميا مع بايرن ميونيخ، فريقان من أقوى الفرق في ألمانيا عليهما أن يحددا من يكون البطل، العلاقة ظلت متحضرة بين الناديين حتى جاءت مواجهة حتمية في موسم 2011-2012 4 مواجهات فاز بهم دورتموند جميعا منهم فوز مهم للغاية بنتيجة 1-0 حسم لقب الدوري. كان ما كان بين الفريقين وتتويج بايرن ميونيخ بطلا لدوري أبطال أوروبا على حساب دورتموند، مرورا بنتيجة 5-2 التي فاز بها الأسود، كانت تلك أكبر خسارة لبايرن ميونيخ في النهائيات، نهائي كأس ألمانيا 2012. صرح كلوب بعد المباراة "هل كان من الممكن أن تكون أفضل من ذلك؟ بالطبع كان من الممكن أن تصبح أكثر دفئا". اعتبرت الصحافة الألمانية أن تلك المباراة كانت بمثابة "الإحراج الكبير، وكل هدف مثل صفعة على وجه بايرن". قام بايرن تحت إمرة يوب هاينكس مدرب الفريق في ذلك الوقت بتعزيز صفوفه بخافي مارتينيز من أتليتك بلباو وماريو ماندزوكيتش من فولفسبورج، بينما خسر بروسيا دورتموند جهود شينجي كاجاوا لصالح مانشستر يونايتد وربح خدمات ماركو رويس. تلك الانتقالات كانت مهمة للغاية لبايرن وتمكن من الهيمنة ببساطة وحطم بروسيا دورتموند، كانت تلك هي بداية فصل النهاية لقصة كلوب الوردية مع الأسود خاصة بعد اتهامه لبايرن بأنه نسخة صينية تحاول تقليد دورتموند. رد يوب هاينكس وقتها "من المهم لنا أن نظره احترامنا سواء في الفوز أو الخسارة، خاصة في الأخيرة". في الكرة الألمانية يظهر بايرن كأنه الشخص السيء لمجرد أنه يفوز، تلك هي الطبيعة، وهو الحال ذاته حينما كان في منافسة مع بريمن في أواخر الثمانينات وهامبورج في السبعينات وبروسيا مونشنجلادباخ في الستينات. على الجانب الأخر أخذ دورتموند دور المحارب الشجاع الذي سيقف في وجه الشخص السيء مما جعله يستقطب بعض المتعاطفين وليس المشجعين الحقيقين، خاصة وأن أسلوبهم في لعب الكرة كان جذابا، ومدربهم كلوب يمتلك الكاريزما اللازمة لاستقطاب الجميع. الصراع بين الفريقين اتخذ منحنى فلسفي عن دون عمد والرياضة أبسط من ذلك، إذ أن التصور أن بايرن ميونيخ هو ذلك الفريق الغني من إقليم بافاريا ودورتموند هو الفريق الفقير. وربما يغفل البعض حقيقة أن الكرة الألمانية شهدت حقبة مماثلة ألقت صحيفة "بيلد" الضوء عليها في الفترة من 1968 و1977 حيث بايرن ميونيخ الحاضر دائما في الكرة الألمانية قد فاز بأربعة ألقاب دوري، وفريق من الطبقة الغنية العاملة في الدولة قد فاز بخمسة ألقاب ذلك الفريق كان بروسيا مونشنجلادباخ. وقالت الصحيفة الألمانية "في تلك الفترة التاريخية كان جونتر نيتزير المدرب العظيم ذو الكاريزما الكبيرة هو من يقود جلادباخ، وحقق نتائج كبيرة ضد أندية كبرى في ألمانيا منها 11-0 ضد شالكة في 1969". رحل هاينكس وأتى جوسيب جوارديولا، إلا أن أسلوب كلوب والفريق الذي بناه قد تداعى وبالتالي كان الرحيل الحتمي، ليأتي توماس توخيل، ثم أيضا رحل المدرب الإسباني وتولى كارلو أنشيلوتي المهمة. مدربين جديدين ولازالت الصورة متواجدة نظرا لأننا نحيا تلك الحقبة، اللوحة المرسومة التي تصور الشرير من وجهة نظر من رسمها والمقاتل أيضا. بغض النظر عن المواسم المقبلة والتي لا داعي لنا للتفكير فيها، من الواضح أن المعركة بين دورتموند وبايرن دخلت في سلسلة العصور المحددة والفلسفية التي يكون بايرن طرفا فيها دائما، ومباراة العملاق البافاري المقبلة ضد الأسد الأصفر بكل تأكيد أيا كانت النتائج داخل وخارج الملعب، ستظل من وجهة نظر المشاهد الذي لا يشجع بايرن: مقاتلون شجعان ضد أشرار القرن الـ21 ومن الواضح أنهم سيظلون أشرارا للأبد.

مشاركة :