يعود بريقها إلى زمن الفن الجميل، الذي ارتبط بأعلام التمثيل في مصر أمثال نجيب الريحاني ويوسف وهبي وأنور وجدي، وهي الفترة التي كانت تكتسب أعمالها طابعًا خاصًا لهذه الحقبة التي تلقى إقبالًا واسعًا من الجمهور، والتي كانت تتخللها بعض الاستعراض الغنائي. ارتبط الغناء في سينما هذه الفترة بشكل أساسي بـ«قيثارة الغناء العربي» الفنانة ليلى مراد، والتي قدمت خلالها أشهر الأغاني التي تعلقت بتلك الحقبة، منها «أنا قلبي دليلي»، و«عيني بترف» الشهيرة مع نجيب الريحاني. ومع قرب حلول الذكرى الـ21 لرحيل الفنانة ليلى مراد يستعرض «المصري لايت» 41 معلومة عنها، وفق اعترافاتها المنشورة بقلم الكاتب عادل حسنين، وما دونه صالح مرسي عنها. 41. هي ليليان زكي مراد موردخاي، ووُلدت في 17 فبراير 1918 في حي محرم بك بالاسكندرية. 40. تنتمي ليلى لأسرة يهودية الأصل، وهي ابنة الملحن «إبراهام زكي موردخاي»، وشقيقة الفنان منير مراد. 39. عانت ليلى من مرحلة طفولة فقيرة، وتعرضت أسرتها للطرد من المنزل لنفاذ أموالهم، بعدما سافر والدها ليبحث عن عمل بالخارج، وانقطعت أخباره لسنوات. 38. لجأت ليلى للدراسة بالقسم المجاني برهبانية «نوتردام ديزابوتر» بعد سفر والدها وانقطاع أخباره، وتخرجت منها. 37. بدأت ليلى مشوارها الفني في عمر 14 عامًا من بوابة الحفلات الخاصة والعامة، بعد أن تعلمت على يد والدها والملحن داود حسني الأساسيات. 36. في عام 1932 التقت ليلى بالفنان محمد عبدالوهاب في حفل غنائي أقامه لها والدها على مسرح القاهرة، وكان بمثابة انطلاقة حقيقية لمشوارها الفني، حينها أشاد بها الموسيقار الراحل، واتفق مع والدها على أن تكون هي مشروعه الفني. 35. تقدمت ليلى للإذاعة المصرية عام 1934 ونجحت في الاختبارات، وسجلت بعدها اسطوانات بصوتها. 34. في أول حفلة غنائية لليلى في الإذاعة غنت موشحًا بعنوان «يا غزالًا زان عينه الكحل». 33. وقع محمد عبدالوهاب معها عقدًا لتلعب دور البطولة عام 1937 في فيلم «يحيا الحب»، وآخر بـ10 اسطوانات. 32. بداياتها في عالم السينما لاحظها الراحل يوسف وهبي، وطلب منها المشاركة في فيلم «ليلة ممطرة» عام 1939. 31. بلغ رصيد ليلى الفني 27 فيلمًا، أبرزهم: «قلبي دليلي»، و«ليلى بنت الفقراء»، و«حبيب الروح»، و«عنبر»، و«غزل البنات»، و«شاطئ الغرام». 30. قدمت ليلى حوالي 1000 أغنية وفق ما ذكره موقع «جولولي»، ومن أهمها: «قلبي دليلي»، و«يا شاغلني وأنا شغلاك»، و«شحات الغرام»، و«من بعيد يا حبيبي بسلم»، و«بتبص لي كده ليه». 29. تزوجت ليلى مراد 3 مرات، الأولى من الفنان أنور وجدي، والثانية من الطيار وجيه أباظة، شقيق رشدي أباظة، وأنجبت منه ابنها أشرف، والأخيرة من المخرج فطين عبدالوهاب، وأنجبت منه زكي. 28. التعامل الأول لليلى مع أنور وجدي كان من بوابة فيلم «ليلى بنت الفقراء»، حينها كان الأول منتجًا للعمل، وبعد مرض المخرج كمال سليم نصحته بأن يؤدي المهام مكانه، وفي أحد الأيام بعد انتهاء التصوير فاجأها بأمر الزواج خلال مداعبته لها: «يا سلام يا ليلى لو اتجوزتك وعشت معاكي على طول؟». 27. كان المشهد الختامي لفيلم «ليلى بنت الفقراء»، هو حفل الزفاف الحقيقي لليلى مراد وأنور وجدي، وذلك في أكتوبر 1945. 26. في الأيام الأولى لزواجها كانت ليلى تنزعج من أصوات أذان الفجر، والتي كانت تقلقها في نومها، لتطلب من أنور أن يستأجر شقة جديدة بدلًا من منزلهما بعمارة «الإيموبيليا» بشارع شريف. 25. في أحد الأيام استيقظت ليلى على صوت الأذان أيضًا، لكنها طلبت من أنور أن تشهر إسلامها حينها، لاستمتاعها بجمال صوت المؤذن، وأسوة باختها سميحة. 24. في الـ27 من شهر رمضان توجهت ليلى إلى مشيخة الأزهر مع أنور وأعلنت إسلامها، وكان على يد الشيخ محمود عبدالعزيز مكي عام 1946. 23. بعد زواجهما أسس أنور شركة إنتاج وأصبح محتكرًا لليلى، لدرجة أنه لم يكن يتقبّل أن تلعب بطولة فيلم لصالح شركات أخرى، وروت في أحد أحاديثها النادرة عنه أنه كان يتعمّد افتعال خلاف معها قبل موعد التصوير، حتى تذهب إلى الأستوديو وهي في حالة نفسية سيئة تنعكس سلبًا على أدائها. 22. كان أنور يرفض إعطاء ليلى أجرًا عن الأفلام التي تؤدي بطولتها من إنتاجه، مكتفيًا بدفع الضرائب المستحقة عنها، ومع رفضها لذلك الأمر ضربها في أحد المرات. 21. اشتبك أنور مع ليلى من جديد بعد أن قبلت الأخيرة العمل مع المنتج أحمد سالم، في فيلم «الماضي المجهول»، حينها غضب أنور وكسر أثاث المنزل وخرج غاضبًا. 20. في عام 1951 طلق أنور ليلى أول مرة، ووفق رواية الكاتب صالح مرسي كان السبب هو افتعاله لخلاف بسبب «عدم وجود كمون في المنزل»، لتتجه إلى فندق «سيميراميس» لتقيم فيه، قبل أن يتدخل شقيقاها إبراهيم ومنير ويحلان الأزمة. 19. أطلق أنور عليها شائعة تبرعها بمبلغ 50 ألف جنيهًا لإسرائيل، حتى يفسد على فيلمها «سيدة القطار» النجاح، وترتب عليه وضع الحكومة السورية اسمها على القوائم السوداء، وحظر فيلمها في الأردن، ثم شمل المنع كل أفلامها. 18. في عام 1953 كان الانفصال بين أنور وليلى، بعد أن ضبطه مع الفرنسية «لوسيت» واكتشفت خيانته لها. 17. كانت ليلى ترفض أن يدخل نجلاها المجال الفني، وفقًا لما ذكره الكاتب محمد ثروت في صحيفة «النهار الكويتية»، وذكر على لسانها: « لا أريد لولديّ أشرف وزكي أن يعملا بالفن.. بعد أن ذقت حلاوته ومرارته». 16. كان الفنان زكي فطين عبدالوهاب يدرس في معهد السينما دون علم والدته ليلى، وهو ما كشفه محمد ثروت الذي نقل على لسانه: «عندما تقدمت للالتحاق بمعهد السينما، دون أن أخبر والدتي، وقضيت عامًا كاملًا أذهب إلى المعهد، وهي تظن أني أذهب إلى العمل، وحينما أُعلنت النتيجة وعلمت أني كنت أول الدفعة صُدمت، واعترفت لي وقتها أنها هي التي طلبت من أصدقاء أبي أن يقنعوني بترك مجال الفن». 15. تزوج ابنها زكي من الفنانة سعاد حسني عام 1981، وبعد طلاقهما خلال 4 أشهر فقط اتهم البعض ليلى بالتسبب فيما حدث، إلا أن محمد ثروت نفى الأمر بقوله: «لم تؤنب ليلى مراد ابنها أو تعاتبه، فقد كانت حريصة على عدم التدخل في حياة أولادها الخاصة». 14. ونقل محمد ثروت جانب من اعترافات ليلى مراد في صحيفة «النهار الكويتية»، وعن رأيها في الفنانة سعاد حسني قالت: «حسن الإمام أخرج لسعاد حسني بعض الأفلام الاستعراضية الجيدة، لكن ينقصها شيء، فسعاد حسني ممثلة ممتازة وتمتلك وجهًا جميلًا وأداءً جيدًا في كل الأدوار، لكن ما ينقص فيلمها الاستعراضي أن سعاد حسني لا يمكن أن تقول ما تقوله ليلى مراد، وهو الغناء»، موضحًا أن مصدر هذه الكلمات مسجلة بصوت ليلى مراد في حوار الإعلامية الراحلة آمال العمدة معها. 13. كتب عادل حسنين عن ليلى مراد كتابًا تذكاريًا في حياتها بعنوان «يا مسافر وناسي هواك عن ليلى مراد»، وتحدث عن خصوصياتها، وآراءها في الفنانين والمطربين. 12. تقول ليلى عن نفسها، وفق ما نشره عادل حسانين، «أنا مسرفة جدًا وأنفقت أموالًا زائدة عن اللزوم، وهذا ما لم أكن لأفعله بتفكيري الحالي، وأيضًا في المسائل الزوجية، فأنا أعرف أنه كان لابد أن أتحلى بالمزيد من العقلانية وأنظر للمستقبل واتحمل ما حدث لي». 11. تقول ليلى عن أنور وجدي في اعترافاتها: «كان أنور وجدي إنسانًا عصبيًا جدًا، لكنه كان طيبًا لدرجة غير عادية، وكان هذا سبب ما تحملته منه خلال فترة زواجنا، لأنه كان يثور جدًا وبعد قليل ينسى كل شيء وكأنه لم يكن، وأنا بطبعي أيضًا قلبي طيب جدًا، لكن كانت تحدث بعض الأشياء التي لم استطع تحملها، فكان يتصرف بعض التصرفات التي لم اتحملها، وكان هذا سبب الخلاف بيننا من الناحية الزوجية، أما هو كفنان فهو رجل عبقري وبعيد النظر، ولو كان قد عاش كل هذه السنين لكان قد صعد إلى القمر وصور فيلمًا فوقه». 10. في اعترافاتها تقول ليلى عن الفنان هاني شاكر: «سمعت هاني شاكر قبل أن يغنى تقريبًا في حفلات عامة، فكان الموجي يكلمني في التليفون وأسمعه غناء هاني، وهو على فكرة يملك صوتًا جميلًا، ولكن ينقصه أن يعيش أحداثًا خاصة به، وهذا سيكسب صوته الأشياء التي تنقصه». 9. تقول ليلى عن عفاف راضي: «صوتها صوت أوبيرالي، فأنا أنصحها أن تفعل كما فعلت، فأنا كنت أغني فرنساوي في المدرسة، فذهبت واستمعت للفقهاء والمغنين القدامي والأغاني القديمة والمواويل والتواشيح، والأشياء التي يجب أن تحفظها أي مطربة، حتى إذا دخلت امتحانًا وسئلت إن كانت تحفظه تقوم بغنائه فورًا، وسماع القديم سيفيد صوت عفاف راضي جدًا». 8. قالت ليلى عن الفنانة وردة: «صوت وردة قوي جدًا وهي تؤدي بشكل جيد، وتغني كل ما يلحن لها، لكن تفقد 70% من التمثيل، فهذا يأتى حسب ما خلق الله الإنسان، فلقد خلق الله في موهبة الصوت وشدة إحساس مع صوتي نفعني في حياتى، فوردة تغني بشكل جيد لكنها لا تندمج في التمثيل». 7. ليلى معجبة بالفنان محمود ياسين، وتقول عنه في اعترافاتها: «أنا من المعجبين جدًا بمحمود ياسين وفنه وتمثيله الجاد جدًا، فهو يثق في كل كلمة يقولها، وأهم ما فيه صوته فهو يمتلك صوتًا من أجمل الأصوات، الحقيقة إن الذين عملت معهم كانت تنقصهم أشياء موجودة الآن في محمود ياسين». 6. تعترف ليلى بحبها الشديد للطعام، وتقول: «أنا أحب الأكل جدًا، وحينما امتنعت عن الأكل من أجل الفن كدت أن أموت من الجوع». 5. تكره ليلى مراد الملابس العارية، وأوضحت: «لم أكن أحب الملابس العارية خلال التمثيل، بل أحب الاحتشام، فهناك ملابس جميلة محتشمة فلم لا ألبسها». 4. كانت ليلى حريصة على الحضور مبكرًا إلى موقع التصوير، وتقول في اعترافاتها: «كنت أول من يدخل الاستديو قبل المصور والمخرج، ولم يحدث في تاريخي أن لامني أحد على تأخري». 3. «شاطئ الغرام» و«غزل البنات» هما أحب فيلمين لليلى، وتقول: «أحب فيلمين إلى قلبي هما (شاطئ الغرام)، لأن مرسى مطروح تحتل في قلبي مكانة رفيعة، خاصةً حينما علمت أنهم يطلقون اسمي على المكان الذي غنيت فيه أغنية (رايداك)، والفيلم الآخر هو فيلم (غزل البنات) مع نجيب الريحاني، الذي لا يمكن أن يظهر فيلم مثله الآن». 2. لُقبت ليلى مراد بـ«قيثارة الغناء العربي»، وكذلك بـ«فقية» ضمن ما ذكرته في اعترافاتها، وأرجعت سبب ذلك إلى «الاستاذ عبدالوهاب كان يناديني بلقب فقية، بسبب ما تعلمته من كبار المقرئين، فوالدي كان يصحبني للصوانات لكي أسمع الشيخ علي محمود، والشيخ رفعت، وكل الشيوخ الكبار في المآتم والأفراح لكي اتعلم منهم القفلة، التي لا يمكن لأي مطربة تغني الكلمات الخفيفة أن تقولها». 1. في 21 نوفمبر 1995 توفيت ليلى مراد عن عمر ناهز 77 عامًا.
مشاركة :