سلطت شركة «تويوتا موتور كوربوريشن»، انطلاقاً من التزامها الراسخ حيال الاستدامة البيئية، الضوء على الإمكانات الكامنة التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتصبح عاصمة العالم للطاقة النظيفة، عن طريق إنتاج الهيدروجين، والاستفادة منه على الوجه الأمثل كمصدر واعد يُستخدَم لتشغيل المركبات الأكثر حفاظاً على البيئة ومنعدمة الانبعاثات الكربونية، والتي يُطلَق عليها مركبات خلايا الوقود الهيدروجينية (FCVs). وقدمت الشركة خلال النسخة الثانية من «المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل»، اقتراحاً لدراسة إمكانية إقامة مجتمع قائم على الهيدروجين، من شأنه المساهمة في تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021 المتعلقة بالاستدامة، والمساعدة في التخفيف من الآثار البيئية لاستهلاك الوقود العضوي. وكانت «تويوتا» قد قدمت مركبة «بريوس» عام 1997، كأول مركبة «هايبرِد» يتم إنتاجها على نطاقٍ واسع في العالم، وباعت حتى الآن نحو 9 ملايين مركبة «هايبرِد» والتي ساهمت في تخفيض ما يقارب 67 مليون طناً من انبعاثات الكربون، وهو رقم آخذ في التزايد يوماً بعد يوم. وأكد مسؤول إداري أول في الشركة، كيوتاكا إيسي، ثقة «تويوتا» التامة بأن مركبات الـ «هايبرِد»، توفر وسيلة بالغة الفعالية في الحد من استهلاك الوقود العضوي، مع ما تمتاز به من تكنولوجيا صديقة للبيئة، ما يترتب عليه انبعاثات كربونية منخفضة. وقال إنه للوصول في ذلك إلى أبعد حد ممكن، فإن التقنيات المُشغِّلة للمركبات التي تعمل باستخدام خلايا الوقود الهيدروجينية، تُعَد عاملاً حيوياً لتحقيق الاستدامة البيئية. وأضاف إيسي أنه من منطلق تحديد «تويوتا» للهيدروجين كمصدرٍ واعدٍ للطاقة في المستقبل، فهي تلتزم بتطوير مركبات خلايا الوقود الهيدروجينية، كمركبات صديقة للبيئة بصورة مطلقة. وسلَّط إيسي الضوء على بعض من المزايا العديدة للمركبات، التي تعمل باستخدام خلايا الوقود الهيدروجينية، موضحاً أنه يمكن أن يتم إنتاج الهيدروجين كمصدرٍ لإمداد هذه المركبات بالوقود، باستخدام مجموعة واسعة من مصادر الطاقة الأولية، مبيناً أن انبعاثات مركبات خلايا الوقود الهيدروجينية أثناء القيادة، تقتصر على بخار الماء فقط دون أي انبعاثات كربونية، مع تحقيق قيادة انسيابية هادئة وتسارع ممتاز عند نطاق السرعات المنخفضة والمتوسطة. وأفاد أنه يمكن استخدام مركبات خلايا الوقود الهيدروجينية كمصدر لإمداد الطاقة، الأمر الذي يُعَد مفيداً جداً في حالة الكوارث الطبيعية، منوهاً بامتلاك هذه المركبات قدرة عالية على قطع مسافات طويلة، إذ لا يتطلب إعادة تعبئتها بالوقود سوى ثلاث دقائق فقط، ما يمنح السائق حرية أكبر في الاستخدام. واعتبر إيسي أنه إذا ما تم توسيع نطاق استخدام الهيدروجين، إلى ما أبعد من المركبات نحو بناء مجتمع قائم على الهيدروجين، فإن فوائد خفض انبعاثات الكربون ستكون أكبر بكثير بطبيعة الحال، مشيراً إلى تمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بوفرة من الهيدروجين، الذي يتم توليده من استخدامات السعة الفائضة، في مصافي تكرير النفط ومصانع الأمونيا، وكذلك كمنتج ثانوي في مصانع الصودا الكاوية والإيثيلين. وشدد على أن التقييم الدقيق لإمكانات الهيدروجين، كمصدر مستقبلي للوقود، يمكن أن يساعد دولة الإمارات العربية المتحدة، لتصبح عاصمة العالم للطاقة النظيفة.
مشاركة :