نجا علي قدور وزير أسر الشهداء الأسبق، وأحد مؤسسي قوة الردع الخاصة في العاصمة الليبية طرابلس، مساء الجمعة، من محاولة اغتيال، عندما استهدف أفراد من القوة السادسة سيارته بقاذف آر بي جي، تبين لاحقاً أنه لم يكن فيها، لتندلع على أثرها مواجهات بين الطرفين في منطقة زاوية الدهماني وسط طرابلس. وأعلن الناطق باسم مركز سبها الطبي أسامة الوافي وصول 3 قتلى و25 جريحًا بينهم أطفال ونساء إلى المركز، أمس، نتيجة الاشتباكات بين قبيلتي القذاذفة وأولاد سليمان. وبهذا يرتفع عدد قتلى الاشتباكات إلى 13 قتيلًا. ووفق شهود عيان، جرى استخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة، عصر أمس، في الاشتباكات التي بدأت بين الطرفين الخميس الماضي. وتحاول أطراف مختلفة التوسط لإيقاف الاشتباكات، ومن بينها عميد بلدية سبها حامد الخيالي، الذي دعا عمداء بلديات ليبيا وأعيان ومشايخ ليبيا إلى التدخل من أجل حقن الدماء ووقف إطلاق النار، وإتمام الصلح بين القبيلتينوشدد وفد ضم عدداً من عمداء وأعيان المنطقة الجنوبية مدينة سبها، أمس، خلال اجتماعه بأعيان ومشايخ قبيلة أولاد سليمان على ضرورة وقف إطلاق النار. في الأثناء، طالب رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، في لقاءات كثيرة جمعته بمسؤولين وزعماء دول إفريقية، بإعادة الأموال إلى الحكومة الشرعية في طرابلس وفق ما نقلت قناة ليبيا 218 أمس. ونقلت القناة أن السراج طالب دولاً إفريقية عدة بتمكين المجلس من إدارة الأصول المالية، والاستثمارات التابعة للدولة الليبية في هذه البلدان التي احتضنتها منذ سنوات طويلة زمن حكم العقيد معمر القذافي. وقال السراج: إن المجلس الرئاسي هو السلطة الوحيدة المخولة قانوناً وباعتراف من الدول الست الكبرى، وبدعم من المحافل الدولية والعربية بالتصرف في إدارة المال العام الليبي، للصالح العام عبر مؤسساته، مشدداً على ضرورة كف يد البرلمان ورئيسه عقيلة صالح ومنعه من التدخل في هذا الملف. على صعيد آخر، رأت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية أن اتفاق الصخيرات لم يسهم في حل الأزمة الليبية، بل أسهم في تصعيدها وتعميق الخلافات بين الفصائل الليبية الرئيسية. وأشارت المجلة، في تقرير نشرته الجمعة، إلى أن الاتفاق فاقم الخلافات، في ظل حالة عدم الرضا العام نحوه، خاصة وأنه فشل في وضع تصور واضح للمشاكل الأمنية العالقة. وتوقعت زيادة حدة الصراع في ليبيا خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى استعدادات تتم من قبل مجموعات مسلحة، معظمها من الإرهابيين، لقتال قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر لاستعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي، ومدن أخرى مثل درنة وبنغازي. هذا إلى جانب وجود تنسيق بين وزارة الدفاع في حكومة الوفاق وبعض الأطراف المعادية لحفتر، لكن قوات مصراتة أعلنت أنها لن تشارك في أي معارك أخرى خارج سرت. واتفقت المجلة في تحليلها مع تقرير أصدرته مجموعة الأزمات الدولية أخيراً، وذكرت فيه أن الخريطة التي وضعها الاتفاق السياسي لا يمكن أن تتحقق دون إدخال تعديلات، أهمها ضمها لللاعبين الأمنيين الرئيسيين الذين لم يشاركوا في حوار الصخيرات، لإعطاء حكومة الوفاق مزيداً من التوازن. فلن يتحقق المزيد من التقدم دون ضم المجموعات المسلحة الرئيسية والتوصل إلى حل وسط حول الهيكل القيادي. ورأت ذي إيكونوميست أن الدعم الذي تحظى به حكومة الوفاق الوطني من قبل بعض المجموعات المسلحة في طرابلس هش ويقوم على مصالح شخصية. (وكالات)
مشاركة :