موسكو - لندن: «الشرق الأوسط» نزل سعر خام برنت تجاه 106 دولارات للبرميل أمس الأربعاء قرب أقل مستوى في ستة أشهر مع انحسار المخاوف من تفاقم الأزمة في أوكرانيا وبفعل توقعات بارتفاع مخزونات النفط الأميركية. ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاهدة أمس الثلاثاء لضم القرم لروسيا مرة أخرى ولكنه أعلن أنه لا ينوي ضم مناطق أوكرانية أخرى. ونزل سعر برنت 49 سنتا إلى 30.106 دولار للبرميل بعد أن هبط أمس إلى 85.105 دولار وهو أقل مستوى منذ الخامس من فبراير (شباط). وهبط الخام الأميركي سنتين إلى 68.99 دولار للبرميل. وبحسب «رويترز» قال كريستوفر بيلو «بالنسبة لبرنت نحن عند مستوى مماثل لامس. ليس لأوكرانيا والقرم تأثير يذكر». وتأثر النفط بتقرير معهد البترول الأميركي أمس الذي أظهر أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 9.5 مليون برميل الأسبوع الماضي متجاوزة توقعات المحللين. وعلى صعيد متصل أظهر الجدول الزمني النهائي لصادرات روسيا أول من أمس الثلاثاء أن موسكو ستخفض صادراتها من النفط في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) في الوقت الذي تزيد فيه الكميات المخصصة للتكرير. وأظهر الجدول أيضا أن شركة «روسنفت» تعتزم شحن 2.1 مليون طن من النفط إلى مصفاتها ليسيتشانسك في أوكرانيا عبر خط أنابيب. ومن المتوقع أن ينخفض إجمالي صادرات الخام اليومية والمنقولة عبر نظام خط أنابيب روزنفت 7.3 في المائة في الربع الثاني مقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة ليصل إلى 5.52 مليون طن. ويتوقع أن تنخفض الصادرات القادمة من ميناء بريمورسك المطل على بحر البلطيق تسعة في المائة إلى 9.12 مليون طن في الفترة من أبريل إلى يونيو بينما تنخفض الشحنات القادمة من مرفأ أوست - لوجا 5.5 في المائة إلى 4.6 مليون طن. أما ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود فستنخفض صادراته من الخام 2.6 في المائة في الربع الثاني إلى 6.8 مليون طن. وقد حذر ايجور سيتشين رئيس شركة «روسنفت» الروسية للطاقة الغرب أمس الأربعاء من أن تشديد العقوبات علي روسيا بسبب ضمها منطقة القرم الأوكرانية لن يؤدي سوى إلى مزيد من التدهور في الوضع. وخلال زيارة لطوكيو في مؤشر على توجه روسيا جهة الشرق بعد أن صب الغرب جام غضبه عليها بسبب القرم عرض سيتشين على مستثمرين يابانيين تعاونا أكبر لتطوير النفط والغاز الروسي. ويزور سيتشين أيضا كلا من الهند وفيتنام وكوريا الجنوبية. وأضاف سيتشين وهو حليف قديم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إحدى جلسات منتدى استثمار بين روسيا واليابان «دراسة التوسع في العقوبات من شأنه أن يذكي الصراع فحسب. لن يسهم في حل المشكلة بل سيأتي بنتائج عكسية». ويخشى مسؤولون يابانيون أن يقوض أي مسعى غربي لفرض عقوبات على روسيا جهود طوكيو لتحسين العلاقات مع موسكو. ولكن سيتشين الذي وصف العقوبات بأنها محاولة ابتزاز أكد حرص موسكو على دعم الاستثمار. وعرض سيتشين استثمارات محتملة في روسيا على اليابان التي هددت بتعليق محادثات خاصة باتفاقية استثمار وتسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات سفر في إطار العقوبات بسبب القرم. وتابع المسؤول الروسي «نعرض زيادة كبيرة في فرص الاستثمار أمام المستثمرين اليابانيين.لا يقتصر اهتمامنا على جذب شركاء لمشروعات بعينها بل نحن مستعدون لدراسة استثمارات مشتركة في كل الجوانب التكنولوجية.. الإنتاج والبنية التحتية والتكرير ونقل الطاقة». وعلى صعيد متصل أظهرت بيانات لمعهد البترول الأميركي أول من أمس الثلاثاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفعت في الأسبوع الماضي في حين انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وقال المعهد في تقريره الأسبوعي إن «مخزونات النفط الخام ارتفعت 9.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس (آذار) إلى 9.372 مليون برميل مقارنة مع تنبؤات المحللين بزيادة قدرها 6.2 مليون برميل». وقال التقرير إن «مخزونات الخام في مستودع تسليم عقود نايمكس في كوشينغ بأوكلاهوما انخفضت بمقدار مليون برميل». وأظهر التقرير أيضا ارتفاع إنتاج المصافي 79 ألف برميل يوميا. وقال المعهد إن «مخزونات البنزين انخفضت 4.1 مليون برميل مقارنة مع تنبؤات المحللين في استطلاع لـ(رويترز) بانخفاض قدره 5.1 مليون برميل». وهبطت مخزونات المقطرات التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 674 ألف برميل مقارنة مع توقعات المحللين بانخفاض 600 ألف برميل. وارتفعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي 367 ألف برميل يوميا إلى ثمانية ملايين برميل يوميا.
مشاركة :