فتاة مصابة بالسرطان تطلب تجميدها بدلاً من دفنها

  • 11/20/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قررت المحكمة العليا البريطانية السماح لفتاة طلبت قبل وفاتها نتيجة الإصابة بالسرطان، أن يُجمّد جثمانها على أمل أن تعود للحياة مرة أخرى في مرحلة زمنية لاحقة. ونشر موقع صحيفة "ذا غارديان" ان المحكمة قررت أن تكون والدة الفتاة التي أبدت رغبتها في تجميد جثة ابنتها، الشخص الوحيد صاحب الحق في اتخاذ القرارات بشأن التصرف في جثمان الفتاة، بينما كان والد الفتاة اعترض في بداية الأمر.  وخلال الشهور الأخيرة من حياة الفتاة "جي إس" (14 عاماً)، أرسلت خطاباً إلى المحكمة، قالت فيه: "طُلب منّي تبرير رغبتي في هذا الإجراء غير المعتاد. إنني لا أزال في الـ14 من عمري فقط ولا أريد أن أموت، ولكني أعلم أنه أمر حتمي. وأعتقد أن تجميد جثماني قد يمنحني فرصة للعلاج والعودة للحياة مرة أخرى، حتى لو كان ذلك بعد مئات السنين". وأضافت: "لا أريد أن أُدفن تحت التراب، أريد أن أعيش فترة زمنية أطول، وأعتقد أنهم قد يجدون علاجاً لحالتي في المستقبل ويُعيدونني إلى الحياة مرة أخرى. أود أن تسنح لي هذه الفرصة. وهذه هي أمنيتي". ووصف القاضي القضية بالاستثنائية، ويتم حالياً الاحتفاظ بجثمان الفتاة ونقله من لندن إلى الولايات المتحدة، حيث يتم تجميده "للأبد" من خلال شركة تجارية بتكلفة تبلغ 37 ألف جنيه إسترليني. ووالدا الفتاة مطلقان، وكانت تعيش مع أمها معظم الوقت، ولم ترَ أباها منذ العام 2008، كما رفضت محاولاته للتواصل معها حين علم بمرضها في العام 2015. وأقر القاضي بيتر جاكسون بضرورة عدم ذكر أي تفاصيل عن القضية خلال حياتها، نظراً إلى ان التغطية الإعلامية قد تزيد من سوء حالتها. وكانت الفتاة مريضة للغاية لدرجة أنها لم تستطع حضور جلسة المحكمة، لكن القاضي زارها في المستشفى. وقال بعد لقائها: "تأثرتُ بالشجاعة التي كانت تواجه بها أزمتها. وليس مدهشاً أن يكون هذا الطلب هو الوحيد من نوعه الذي يُقدّم إلى المحكمة في هذه البلاد وربما في العالم بأسره. وهو مثال على التساؤلات الجديدة التي يفرضها العلم على القانون، وربما على قانون الأُسرة بصفة خاصة، ولم يتعرض أب آخر للموقف الذي تعرض له والد جيه إس". وأضاف: "قد يكون النزاع حول حق الوالد في رؤية ابنته بعد الوفاة مهماً جداً، لو لم تكن القضية قد أثارت موضوع الاحتفاظ بالجثمان عبر التجميد". وأوضح أن تجميد الجثامين يعتبر موضع جدل. ومن ناحية أخرى، أصبح الاحتفاظ بالجثامين عن طريق التجميد والمحافظة على الخلايا والأنسجة عملية معروفة في بعض فروع الطب، مثل الاحتفاظ بالحيوانات المنوية والأجنّة كجزء من علاج أمراض الخصوبة. وغيّر والد جي إس رأيه وأبلغ المحكمة: "أحترم القرارات التي تتخذها ابنتي. وهذا هو الأمر الوحيد والأخير الذي تطلبه مني". يذكر أنه ليس بإمكان الأطفال كتابة وصاياهم، وبالتالي يجب على المحكمة أن تقرر لها ما في صالحها. وذكر القاضي في سجلاته أن "الفتاة توفيت في سلام وهي تعلم أن جثمانها سيُجمّد".

مشاركة :