قالت مصادر ديبلوماسية غربية إن فرنسا تراجعت عن عقد مؤتمر دولي للسلام في باريس قبل نهاية العام الجاري على ضوء مجموعة من التطورات، منها نتائج الانتخابات الأميركية، إضافة إلى عدم تحمس الإدارة الراهنة ورفض إسرائيل المشاركة. وكانت فرنسا أكدت أن المؤتمر سيعقد قبل نهاية العام على رغم المعارضة الإسرائيلية، لكنها عادت وتراجعت عن هذا التأكيد بعد ظهور نتائج الانتخابات الأميركية وفوز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة. وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية الحالية غير متحمسة لعقد المؤتمر بسبب الأسلوب الفرنسي في إدارة الملف ورفض الجانب الإسرائيلي المشاركة. وأضافت أن «مسؤولين في الخارجية الأميركية أبلغوا المبعوث الفرنسي بيير فيمونت في لقاء جمعه بهم الأسبوع الماضي في واشنطن بأنهم غير متحمسين للمؤتمر وأنهم يعتقدون أنه لن ينتج عنه أي شيء بسبب طبيعة المؤتمر العامة وبسبب رفض الجانب الإسرائيلي المشاركة فيه». وستعقد لجنة المبادرة الفرنسية التي تضم عدداً من الدول الفاعلة، لقاء في العاصمة السويدية منتصف الأسبوع الجاري لتقييم المبادرة ودراسة فرص عقد المؤتمر في وقت لاحق العام المقبل. لكن العديد من الديبلوماسيين الغربيين يرجحون فشل عقد المؤتمر في شكله الحالي. وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين: «إذا أرادت فرنسا لمشروعها النجاح عليها تغيير صيغة العمل كلياً في المرحلة المقبلة». وأضاف: «يمكن فرنسا أن تستعين بروسيا أو مصر لعقد المؤتمر»، مشيراً إلى العلاقات الخاصة بين الرئيسين الروسي والمصري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يرفض مؤتمر باريس». وأضاف: «إذا أصرت فرنسا على عقد المؤتمر في باريس فلا يوجد فرصة حقيقية لنجاحه بسبب معارضة كل من الإدارة الأميركية وإسرائيل». وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند صرح قبل أيام بأن «الفرصة قد تضاءلت لعقد مؤتمر السلام الدولي في باريس الشهر المقبل على ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة». ورأى أن «قيام الرئيس الأميركي المنتخب ترامب بتنفيذ ما صرح به خلال حملته الانتخابية سيؤدي إلى فشل الجهود الدولية لدفع العملية السلمية قدماً بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني».
مشاركة :