أظهرت نتائج دراسة استطلاعية حديثة أن نحو 53.4 في المائة من المصلين لا يتذكرون موضوع خطبة الجمعة الماضية، في حين رأى 67.4 في المائة وجود أثر للخطبة على حياتهم. وتهدف الدراسة التي أجرتها وحدة استطلاعات الرأي العام التابعة لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، إلى معرفة التأثير المجتمعي لخطبة الجمعة، حيث تبين لها أن نحو 53.4 في المائة من المصلين لا يتذكرون موضوع الخطبة، ما يشير إلى تشتت انتباه وعدم تركيز أكثر من نصف المصلين على موضوع الخطبة، أو بسبب حضورهم المتأخر لصلاة الجمعة. وشملت الدراسة الاستطلاعية نحو 685 فرداً يمثلون عينة عشوائية ممثلة لمجتمع الدراسة، وكان نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع "±3" عند مستوى ثقة 95 في المائة. وتم اختيار عينة الدراسة الاستطلاعية بطريقة عشوائية باستخدام برنامج حاسوبي مصمم خصيصاً لهذا الغرض، وغطت الدراسة الأفراد الذين تساوت أعمارهم أو زادت عن سن الـ 18 سنة. حيث تم سحب العينة وفقًا لأسلوب تكافؤ الفرص "العشوائي"، ووزعت على المناطق الجغرافية الـ 13 في المملكة وفق الأسلوب التناسبي لعدد السكان. كما أكد أكثر من نصف العينة المشاركة في الدراسة، نحو 52.4 في المائة منهم أن الموضوعات التي يطرحها خطيب الجمعة تلامس احتياجات المجتمع، الأمر الذي يشير إلى اتفاق موضوع الخطبة للزمان والمكان والأحداث التي تلامس احتياجات المجتمع مباشرة. وأوضحت الدراسة أن ثلثي أفراد عينة الدراسة 67.4 في المائة، يرون وجود أثر لخطبة الجمعة على حياتهم، الأمر الذي يشير إلى التأثير المباشر على تعزيز بعض القيم الاجتماعية والإنسانية، وتعديل عدد من السلوكيات غير المرغوب فيها. وبينت أن نحو 74.4 في المائة من أفراد العينة لم يستشيروا أو يستعينوا بخطيب أو إمام الجمعة، الأمر الذي يشير إلى غياب التواصل الشخصي بين أفراد العينة وخطيب وإمام الجمعة، فيما أكد نحو 60.4 في المائة من المشاركين في الدراسة الاستطلاعية أنهم ينجذبون لإلقاء خطيب الجمعة، الأمر الذي يشير إلى مهارة خطيب الجمعة في جذب المستمعين لموضوع الخطبة. وكشفت الدراسة أن نسبة مَنْ يرون أن خطيب الجمعة يمزج في أسلوبه عند طرح موضوعات خطبته بين الترغيب والترهيب بلغت 60 في المائة، الأمر الذي يشير إلى كفاءة خطيب الجمعة في طرح المواضيع. كما تشير النتائج إلى أن نسبة 58.2 في المائة يرون أن خطيب الجمعة يمزج في أسلوبه في طرح الموضوعات بين الإيجابية والسلبية، ونسبة 31.6 في المائة من يرون أن خطيب الجمعة يستخدم الأسلوب الإيجابي في الطرح، ما يشير إلى إيجابية خطيب الجمعة بشكل عام في طرح موضوعاته من خلال رؤية إيجابية تحث على الانطلاق نحو الحياة بالعمل وتجاوز التحديات والمشكلات والفشل والتطلع نحو النجاح والإبداع والابتكار واستثمار الطاقات للنجاح في الدنيا والآخرة على حد سواء. وخلصت إلى أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة بشكل عام تشير إلى وجود أثر إيجابي لخطبة الجمعة والموضوعات التي تطرح فيها على أفراد العينة وعلى حياتهم اليومية، وفي المقابل يظهر ضعف التواصل التفاعلي السلوكي المباشر في الشؤون الحياتية اليومية والخاصة على حد سواء بين خطيب وإمام الجمعة وأفراد العينة، حيث إن أفراد العينة لا يلجأون لخطيب أو إمام الجمعة في طلب الاستشارة منهم في بعض شؤونهم الخاصة، وكذلك عدم التركيز من المصلين على المواضيع التي يتم طرحها في الخطبة.
مشاركة :