صداقات الدول تُبنى على الاقتصاد والمصالح المشتركة، هناك معاهدات وقوانين تحكمها.. لا تؤثر فيها أخطاء فردية تحدث من الطرف الآخر .. بدأت شراكتنا مع "أميركا" باتفاق بين الملك المؤسس عبدالعزيز والرئيس روزفلت منذ ثمانين عاماً .. استمرت الصداقة بين أبنائه الملوك والرؤساء المتعاقبين، لا يعكّر صفوها إلا ما حدث مؤخراً من إشهار الكونجرس لقانون "جاستا" أو الدعايات الانتخابية للمرشح الجمهوري ترامب، بدأ يتراجع عنها بعد تسلمه أعباء الرئاسة لدولة من أعرق الديمقراطيات في العالم. بلادنا الإسلامية على النهج النبوي القويم من اكتوى بنار الإرهاب من الداخل والخارج، قامت بمحاربته ومطاردة جماعاته، وأنذرت دول أوروبا وأميركا بـ"أنها ستعاني من بلائه وشروره ما لم تأخذ حذرها، جاء ذلك مراراً على لسان الملك عبدالله" ـ رحمه الله، وهذا ما حصل فيما بعد في فرنسا وغيرها. الرئيس ترامب مقتنع بأن مصدر الإرهاب "إيران" الطائفية التوسعية "العراق وسورية ولبنان واليمن"، كانت آمنة مطمئنة حتى مدت" الخمينية" أذرعها الأخطبوطية، وحرّكت ذيولها في تلك الدول، فجرّت عليها الخراب والدمار، وشرّدت أهاليها. ها هم عملاؤها لا يتوانون عن إشعال الفتن وتفريق الصفوف طمعا في إحياء إمبراطورية همايونية هلامية. الروابط التي تجمعنا مع "أميركا" لم تحاول المملكة المساس بها، بل تزيدها توثيقاً ما لم يحصل خلاف ذلك من الطرف الآخر. في الإطار ذاته قانون "جاستا" صاغه فريق متعصب من الكونجرس، وعارضه الرئيس الأسبق أوباما، سيذهب مع الريح، فما بُني على باطل فهو باطل.
مشاركة :