الصين تدافع في قمة "أبيك" عن التبادل الحر في مواجهة حمائية ترمب

  • 11/20/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ابدى الرئيس الصيني شي جينبينغ السبت في ليما طموح بلاده في تزعم مفاوضات التبادل الحر في منطقة آسيا والمحيط الهادىء، مستغلا الثغرة التي فتحتها التوجهات الحمائية للرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب. وقال الرئيس الصيني في خطاب كان محل ترقب، في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادىء (ابيك) "لن نغلق الباب امام العالم بل سنشرعه اكثر على مصراعيه". ودعا جينبينغ قادة المنطقة الى دعم المبادرات الصينية للتبادل الحر في آسيا والمحيط الهادىء لردم الهوة التي سيخلفها تخلي واشنطن المحتمل عن اتفاق التبادل الحر. واضاف "ان اقامة منطقة تبادل حر لآسيا والمحيط الهادىء مبادرة استراتيجية حيوية لازدهار المنطقة على الامد البعيد. وعلينا ان نجهد في سبيل ذلك". وكان الرئيس الصيني يرد بشكل غير مباشر على ترامب الذي وعد بتشديد الاجراءات الحمائية بهدف حماية الوظائف الاميركية من المنافسة الصينية او المكسيكية القليلة الكلفة. واعتبر جينبينغ في مستهل لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في ليما، أن علاقة بلاده بالولايات المتحدة تمر في مرحلة "مفصلية" بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا. وقال "آمل في أن البلدين سيعملان معا للتركيز على التعاون وإدارة الاختلافات بيننا، وضمان أن يتم الانتقال بسلاسة وأن تستمر العلاقة بالتطور". من جهته دعا أوباما العالم الى "منح فرصة" لترامب الذي اثارت تصريحاته حول الاجراءات الحمائية وحلف شمال الاطلسي قلق حلفاء الولايات المتحدة. وقال "سيكون من المهم ألا يتسرع العالم في الحكم، بل أن يمنح فرصة للرئيس المنتخب". من جانبه قال الرئيس المكسيسي انريكي بينا نييتو الموجود أيضا في ليما انه يرغب في "منح الاولوية للحوار" مع ترامب بشأن "جدول اعمال جديد". وابدى استعداده لاصلاح محتمل لاتفاق التبادل الحر (الينا) المبرم في 1994 بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، خصوصا بشان العمل والبيئة. وخلال حملته الانتخابية انتقد ترامب بشدة الشراكة بين ضفتي الاطلسي الموقعة في 2015 بين 12 دولة من المنطقة بدفع من اوباما. وقال ترامب ان هذا الاتفاق الذي يستبعد الصين "رهيب" مبديا معارضة شديدة لاحتمال التصديق عليه من الكونغرس الاميركي ذي الغالبية الجمهورية. ودعا الرئيس الصيني دول المنطقة الى استخلاص النتائج والاصطفاف وراء المبادرة الصينية البديلة. وتعرض الصين مشروع اتفاق تبادل حر بين رابطة امم جنوب شرق آسيا وبينها خصوصا الصين واستراليا والهند لكن بدون الولايات المتحدة. وتدافع بكين عن هذا المشروع باعتباره مرحلة مهمة في اقامة منطقة تبادل حر في آسيا والمحيط الهادىء تضم كل دول آسيا والمحيط الهادىء، وهو مشروع سيحتاج في حال اعتماده سنوات. وقال جينبينغ "سننخرط بقوة في العولمة الاقتصادية بدعم التجارة المتعددة الطرف ودفع منطقة التبادل الحر لآسيا والمحيط الهادىء بالعمل على الانتهاء سريعا من المفاوضات" حول المبادرة الصينية. وتمثل دول أبيك الـ21 حوالى 60% من التجارة العالمية و40% من سكان العالم، وقد استفادت كثيرا من العولمة. وتبدي هذه الدول قلقا من النزعة الحمائية في الولايات المتحدة واوروبا وتبدو مصممة على المضي في تحرير مبادلاتها. والسؤال هو هل سيتم ذلك مع او بدون الولايات المتحدة التي وضعت منطقة آسيا والمحيط الهادىء في قلب اسراتيجيتها الاقتصادية تحت ادارة اوباما. واكد رئيس وزراء البيرو فيرناندو زافالا الجمعة ان "قادة ابيك سيتفقون الاحد على اعلان واضح" مؤيد للتبادل الحر. وابدت استراليا حماسة للمقترح الصيني لكن اليابان بدت اقل حماسة للمبادرة الصينية وتستمر في تاييد اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي (تي بي بي) حتى بدون واشنطن. وتعهدت اليابان والبيرو الجمعة في اعلان مشترك بان "تدفع للتصديق باسرع وقت على اتفاقة الشراكة" التي اعتبرتاها "تجاريا وجيوسياسيا جوهرية لاستقرار المنطقة وازدهارها". وأضاف زافالا "إن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ تضم 11 اقتصادا آخر (كندا والمكسيك وتشيلي وأستراليا ونيوزيلندا واليابان وبروناي وماليزيا والبيرو وسنغافورة وفيتنام). من الأفضل أن تكون الولايات المتحدة بينها. وإلا، فإن الأعضاء الآخرين مصممون على المضي قدما". وقال مكتب كابيتل ايكونوميكس السبت "ان المعاهدة الصينية للتبادل الحر لن تعوض فشل معاهدة الشراكة الذي يمثل ضربة قوية للافاق الاقتصادية لآسيا الناشئة". واضاف "ان المنافع للمنطقة ستكون على الارجح اقل بكثير" خصوصا لدول مثل فيتنام او ماليزيا "فانسحاب الولايات المتحدة اتاح فرصة للصين لتعزيز نفوذها في آسيا".

مشاركة :