انضم المخرج المصري علي إدريس أمس السبت إلى قافلة طويلة من المخرجين الذين تناولوا قضية الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط بفيلمه المشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (البر التاني)، لكن السؤال الذي يتبادر لذهن المشاهد قبل الذهاب لصالة العرض هو.. ما الجديد الذي يقدمه هذا الفيلم؟. الفيلم من تأليف زينب عزيز وبطولة وإنتاج الوجه الجديد محمد علي، ويعتمد بشكل أساسي على الوجوه الشابة مدعومة بخبرة الممثلين المخضرمين عبد العزيز مخيون وعفاف شعيب. تبدأ أحداث الفيلم من إحدى قرى مصر حيث عائلة الشاب سعيد (محمد علي) الذي يقرر السفر خلسة إلى إيطاليا على مركب هجرة غير شرعية لتحقيق حلم الثراء وانتشال أسرته من الفقر والشقاء. وبالتوازي يقدم الفيلم خلفية عن بعض الشباب الآخرين الذين سيرافقونه في الرحلة المجهولة. ورغم معرفة المشاهد مسبقا بأن الفيلم عن الهجرة غير الشرعية وانتظاره للوصول إلى بداية الرحلة، إلا أن المركب الذي تتمحور القصة حوله لا يظهر على الشاشة إلا بعد مرور 50 دقيقة من أصل 98 دقيقة هي مدة الفيلم الكاملة إذ ظلت الأحداث كلها تدور داخل القرية. تبدأ رسالة الفيلم في التبلور فوق سطح المركب حيث يتكشف للمشاهد تلاعب القبطان بالمهاجرين والظروف القاسية التي يمرون بها في أكثر من موقف سواء بفعل طبيعة البحر أو سوء حال المركب المتهالك. تتصاعد الأحداث مع اقتراب المركب من الوصول إلى الشاطئ الأوروبي وتصل أحلام المهاجرين إلى ذروتها مع رؤية البر التاني بأعينهم لكن كما قال الشاعر تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. تكلف الفيلم ميزانية كبيرة بحسب ما كشف المنتج بلغت نحو 25 مليون جنيه واعتمد على اتخاذ المركب والبحر المتوسط مسرحا للأحداث كعنصر جذب جديد غير مستهلك في السينما المصرية لكن يبقى أبرز وأجمل ما في الفيلم موسيقى الملحن تامر كروان. وجاء العرض العالمي الأول للفيلم مساء أمس السبت في المسرح الصغير لدار الأوبرا المصرية ضمن المسابقة الرسمية للدورة 38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وحضره عدد كبير من الكتاب والفنانين والنقاد من بينهم الكاتب وحيد حامد والسيناريست والمنتج محمد حفظي والناقد علي أبو شادي إضافة لوزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج نبيلة مكرم. وقالت الوزيرة قبل عرض الفيلم أنا سعيدة أن هذا أول فيلم روائي يتحدث عن الهجرة غير الشرعية.. هي قضية تمس حياتنا جميعا ونعاني منها. وأضافت إذا كنا نحن كدولة وحكومة ومنظمات مجتمع مدني وشعب نحاول التصدي لهذه المشكلة فالفن له رسالة مهمة جدا وهي إظهار الحقيقة حول الهجرة غير الشرعية ومخاطرها. وجاء (البر التاني) في نهاية 2016 ليلحق بأفلام عربية تناولت قضية الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط مثل (حراقة) للمخرج الجزائري مرزاق علواش في 2009 و(المتمردة) للمخرج المغربي جواد غالب في 2015 و(آخر واحد فينا) للمخرج التونسي علاء الدين سليم في 2016. وعن فكرة الفيلم قالت مؤلفته زينب عزيز في الندوة التي أقيمت بعد العرض الفكرة بدأت منذ فترة طويلة قبل عام 2009 تقريبا حيث كانت نفس الظروف موجودة من حوادث غرق والقبض على مهاجرين غير شرعيين وكانت جميع الصحف تتناول الموضوع بشكل دائم وهذا أثار انتباهي. وأضافت بحثت في الموضوع وزرت قرى متضررة من هذه الظاهرة وتحدثت مع أشخاص فشلوا في محاولاتهم وتم ترحيلهم إلى مصر كل هذا جعل لدي إصرار على كتابة السيناريو بصرف النظر إذا كان سينتج أم لا أو من سيمثله أو يتحمس له. وعن ظروف إنتاج الفيلم والمشكلات التي واجهته حتى وصوله لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي قال محمد علي الفيلم توقف أثناء التصوير أكثر من مرة بسبب التصاريح الأمنية للتصوير في البحر ليلا وهذا عطلنا تقريبا بين شهرين وأربعة أشهر. وعند السفر لاستكمال الفيلم في الخارج احتاج الأمر لوقت حتى يحصل بعض الممثلين على تأشيرة. وأضاف بناء ديكور الفيلم والمركب في حد ذاته استغرق تقريبا بين أربعة وخمسة أشهر. تكلفة الفيلم تخطت 25 مليون جنيه. ويستمر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حتى الرابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني موعد حفل إعلان النتائج وتسليم الجوائز.
مشاركة :