يشكل قطاع تبريد المناطق والاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة وترشيدها هاجسا لدى دولة قطر في ظل سعيها الدائم لإقامة المشاريع الكبرى على مستوى العالم، مما يجعلها في بحث متواصل عن أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من حلول مبتكرة ومطورة في هذا المجال. وفي ذلك النطاق، أكد مديرون بشركات عالمية متخصصة في تبريد المناطق وتعمل في قطر منذ عدة سنوات، إذ إن الدوحة باتت حاضنة للتطور التكنولوجي في ذلك القطاع الحديث بفضل توجهات الحكومة والقطاع الخاص بتبني الأنظمة المتطورة وامتلاكها بنية تحتية جيدة، الأمر الذي ساعد الشركات بالمضي قدما في إنجازاتها بتغيير تكنولوجيات قديمة سائدة والتحول نحو أخرى جديدة غير شائعة والنجاح بتوفير نحو %34 من استهلاك طاقة الماء والكهرباء. وأشار هؤلاء لـ «العرب» إلى أن انفتاح السوق القطرية بالنسبة لهذا القطاع جعلها تتبوأ مكانة متقدمة بين دول المنطقة، وأن التسهيلات التي تقدمها ذللت كافة التحديات أمام الشركات وإثبات كفاءتها، الأمر الذي شجعها على التوغل في السوق المحلية، لافتين إلى أن الاهتمام الذي توليه الدولة به من شأنه أن يحول اعتمادها من القطاع غير النفطي إلى مصادر بديلة للطاقة مما يعزز قوة اقتصادها ويفتح لها آفاقا واسعة في ظل الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم جراء تواجه أسعار النفط، منوهين بأن شركاتهم تعتمد على المنافسة على الجودة والضمانات طويلة الأجل وخفض الكلف التشغيلية. وتسعى دولة قطر دوما لاستضافة مؤتمرات لاستقطاب الخبراء في مجال تبريد المناطق لتحسين كفاءة استخدام الطاقة وتوفير المياه وتكوين حلقة وصل بين القطاعين الحكومي والخاص، وإيجاد أفضل الحلول لإدارة الطاقة، كما تسهم في تبادل الخبرات والتكنولوجيا المتطورة بين دول العالم وقطر. حلول مرشدة وفي هذا السياق، قال أحمد أبوحمدية مدير مبيعات في شركة لاكوس العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «تأسست الشركة في الولايات المتحدة وتختص في إنتاج فواصل الطرد المركزي وفلترة المواد الصلبة الدقيقة بقياسات 44 ميكرون فما فوق، تتلخص اهتماماتنا في الأمور الصناعية والتكييف والتبريد وتواجدنا كبير في الشرق الأوسط، نحن نعمل في أكبر مشروع بالعالم كمحطة تبريد مركزية في توسعة الحرم المكي الثالثة، ومتواجدون بقوة في قطر والإمارات والكويت والأردن ومصر». وأضاف: «بدأ التواجد في قطر منذ 2009، ونحن حاليا نعمل بالمدينة التعليمية في جميع محطاتها المركزية وفي فيلاجيو مول وجامعة قطر كمشاريع تبريد، إلا أننا أيضا ندخل في مشاريع أخرى كمحطات التحلية التي تعتمد على مياه البحر التي تكون محملة بالرمال والمواد الصلبة، وليس لدينا مشكلة في كميات المياه التي تتطلب المعالجة وتدفقها التي ربما تكلف مواد غالية جدا، ودورنا يكمن بتقديم حلول منطقية وغير مكلفة على العملاء وتعمل على خفض قيم الكلف التشغيلية واستهلاك مصادر الطاقة مثل الكهرباء والماء إذ وفرنا نحو %34 منها، وإطالة عمر المعدات الموجودة في المحطات». تحديث التقنيات ولفت إلى أن الشركة تعتبر السوق القطرية من أقوى الأسواق وأنجحها، وتحفزها توجهات الحكومة والقطاع الخاص فيها بتبني مثل تلك الأنظمة وتجد أذنا صاغية من قبل منظمي تلك المشاريع، وهذا ساعدها كثيرا بالمضي قدما في إنجازاتها، التي بدورها قامت بتغيير تكنولوجيا قديمة سائدة والتحول نحو تقنيات جديدة توفر الماء والطاقة، لتكون قطر أولى دول المنطقة السباقة في ذلك المجال. وأشار إلى أن الشركة واجهت تحديات في كيفية إثبات كفاءتها في السوق خاصة في ظل مقاومة وممانعة التغيير، لاسيما أنها تتبع تكنولوجيا غير معروفة أو شائعة، ولكن الحكومة القطرية كانت مرنة جدا مع رؤية الشركة، والتي تحمل على عاتقها كافة المشاريع المهمة في الدوحة من استاد ألعاب ومحطات مركزية وجامعات وغيرها. مصادر غير نفطية وأوضح أن قطر تعد نقطة مركزية للشركات العالمية لا تقتصر على مشاريع مثل كأس العالم بل تتعداه كثيرا لأنها دولة لديها نظرة بعيدة المدى وسباقة في ترشيد الطاقة وتوليه اهتماما كبيرا، والجهات المسؤولة تتقرب من تلك الشركات من خلال إقامة المؤتمرات والمعارض التي تنظم بشكل مكثف في ذلك المجال، ساعد الشركة على التوغل في السوق القطرية والوصول إلى %80 بحصتها السوقية فيها. وبين أن الأزمات الاقتصادية التي خلفها تراجع أسعار النفط من شأنه أن يعزز اقتصاد الدول التي تولي الاهتمام للاعتماد على مصادر أخرى للطاقة وتقليل نسبة اعتمادها على القطاع النفطي، وقطر في مرحلة تعديل الأمور والتحول نحو الطاقة غير النفطية مما يفتح لها آفاقا اقتصادية وتكنولوجية واسعة. المنافسة بالجودة من جانبه، قال خليل إحسان مدير مبيعات في شركة أمباور لوجستر من الإمارات: «لدينا مصنع ينتج أنابيب وقطع تستخدم في شبكات التبريد للمناطق، وتمتاز الدوحة بأن لديها بنية تحتية جيدة وتحديدا في مدينة لوسيل حيث ابتدأت الشركة العمل فيها منذ عام 2005 سواء في الشوارع والجسور وغيرها، بالإضافة إلى العديد من استادات كرة القدم، كما أن الشركة تستهدف دائما عدة قطاعات مختلفة ومتنوعة في الدوحة». وأشار إلى أن الشركة تقتحم السوق القطرية بقوة معتمدة على ركيزة الجودة التي تعد من أهم الأركان التي يهتم بها العملاء في الدوحة، كما أنها تستخدم تقنيات جديدة ومبتكرة وبمواصفات هندسية مميزة تفوق تلك المطلوبة عادة بالمشاريع، بالإضافة إلى تقديم ضمانات طويلة الأجل لإنجازاتها. تسهيلات وأكد أن الشركة تنافس في السوق القطرية منذ وقت طويل، حيث تعتبر تلك السوق بالمرتبة الثانية بعد الإمارات حيث الشركة الأم إذ نورد إلى قطر ومختلف دول المنطقة في مصر وعمان والسعودية، إذ كانت حصتنا السوقية ضخمة في الأخيرة إلا أنها تراجعت هذا العام بينما تحافظ على مكانتها في الدوحة. وأوضح أن الشركة لا تواجه أي عوائق أو تحديات في السوق القطرية سواء من خلال التوريد أو الدفعات وتعمل بشكل طبيعي جدا، وتجد كافة التسهيلات وكأنها في الإمارات، كما أن الشركة منفتحة على السوق المحلية بالدوحة بشكل كامل حيث تشارك في أي مشروع يتطلب هذا النوع من العمل.;
مشاركة :