في ندوة أحد مرشحي التجمع السلفي في الدائرة الخامسة قال أحد المشايخ بعد أن أثنى على المرشح خيراً (أسأل الله أن يكون أحد العشرة المبشرين بالعضوية) هذه التزكية للمرشح التجمع السلفي وعضو مجلس 2013 لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ففي تويتر عشرات ومئات التزكيات التي يطلقها مشايخ ومؤيدو التجمع السلفي على أعضائهم هذه التزكيات أغلبها ارتبط بصلاح العضو كشخص وليس كنائب للأمة . يبدو أن هذه التزكيات محاولة انعاش لمرشحي التجمع السلفي من قبل مشايخهم وإعطائهم صكوك صلاح وأنهم الأفضل وأن أداءهم مميز ولكن التاريخ والواقع والأداء ينفي كل ذلك فالتجمع السلفي شارك في انتخابات مجلس 2013 والذي قاطعته أغلب التيارات السياسية وجزء من التجمع السلفي نفسه والمتمثل بالنائب السابق خالد السلطان وعدد من الأعضاء وإن كانت المشاركة حق كما أن المقاطعة حق إلا أن التجمع السلفي لم يكتفي بالمشاركة بل كان أحد أدوات السلطة ومارس وأيد جزءا من الإجراءات التعسفية وذلك بتأييد قانون المسيء وخروج العديد من أعضائه أكثر من مرة في تصريحات نقد المعارضة ونقد أي رأي آخر يخالف لتوجهات السلطة بل طالب نائب التجمع السلفي عبدالرحمن الجيران بتعطيل الديمقراطية ولم يكن للتجمع أي دور وهو ممثل للأمة بقضية سحب الجناسي والإجراءات التي اتخذتها السلطة بمضايقة المغردين وسجنهم بل وزاد في الأمر أنه ساهم بتغيير قانون الحبس الاحتياطي الذي أقره المجلس المبطل . كما ساهم أعضاء التجمع السلفي في إقرار الوثيقة الاقتصادية والتي تدعو إلى رفع الدعوم والذي يؤدي بدوره إلى رسوم زيادة الكهرباء والبنزين كما ساهموا في شطب الاستجوابات وتعطيل الأدوات الدستورية وساهموا في إقرار البصمة الوراثية متناسين المخالفة الشرعية في القانون وعطلوا الدور الرقابي لمجلس الأمة وظلت الممارسات الخاطئة من قبل الحكومة من قوانين وترسية مناقصات مليارية مستمرة ولعل أبسطها مشروع تطوير المطار بدون أي دور رقابي ورفع الرقابة المسبقة على المشاريع الإسكانية . دخول مشايخ التجمع السلفي في دعم مرشحيه وتزكيتهم بما ليس فيهم وتنفيذ أجندة بعض الرموز السياسيين في التجمع فيه مخالفة شرعية وأدبية فمشايخ التجمع أعلم وأفقه منا في حديث أبي ذر عندما طلب الإمارة من الرسول وقال – صلى الله عليه وسلم - (يا أبا ذر إنك امرؤ ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها) وأداء بعض أعضاء التجمع خلال مجلس 2013 يؤكد ضعف الأداء وضعف الإنجاز وهذا واضح من خلال تصريحاتهم وآرائهم ومستوى أدائهم والذي كان في بعضه مصدر لسخرية واستخفاف من الناس ويتناقل على سبيل الضحك والنكتة كما أن أداء أعضاء التجمع كان صادما للمواطنين وكانوا يمثلون الحكومة ولا يمثلون الشعب ولا يحققون رغباته ولا يمثلون إرادته ولا يسعون في حاجاته . كنا نتمنى من مشايخ التجمع السلفي وهم يرون هذا الأداء المتواضع لنوابهم أن يحذوا حذو كثير من المشايخ والعلماء الذين ابتعدوا عن الدخول في الحملات الانتخابية وحضور المقرات ودعم سين وصاد من المرشحين بعينه والاكتفاء بالنصح العام وذكر صفات المرشح الذي يستحق الدعم بدون تسمية أحد أما الدخول في المدح والثناء في أعضاء مجلس يرى المواطنون مواقفهم ويشاهدون أعمالهم وينتقدون تصريحاتهم يجرح مصداقية العالم والشيخ ويخالف دوره ومهمته في الصدق في التعامل والدعوة لحسن الاختيار . مرزوق فليج الحربي
مشاركة :