قالت صحيفة فايننشال تايمز إن السكان المحاصرين في مدينة حلب السورية أصبحوا على شفا الموت جوعا، حيث تضعهم الغارات الجوية الروسية المكثفة وحصار قوات النظام السوري أمام خيارين، فإما الخضوع والاستسلام للنظام أو الموت جوعا أو بالقنابل. وأضافت الصحيفة في تقرير نقلا عن أحد الأطباء في واحد من مستشفيات حلب إنه مع تصاعد وتيرة الغارات الجوية الروسية على حي الشعار تتناثر الأشلاء على الأرض حيث يتم تجميعها في أكياس ليتعرف عليها الأقارب عليها في مستشفى البيان. أشارت الصحيفة إلى أن الغارات الجوية الروسية الجديدة على مناطق المعارضة في شمال سوريا هذا الأسبوع أعادت للمرة الثالثة هذا العام التذكير بالمأساة التي يعيشها السكان المحاصرون والتي راح ضحيتها العشرات، وأشاعت الفوضى والدمار في الأحياء الشرقية من المدينة. ولفتت الصحيفة إلى أن كافة الأطراف تفرض الحصار مما يضع الآلاف على شفا الموت جوعا، بيد أن نظام بشار الأسد يستخدم الحصار بصورة أكبر بكثير من أي طرف آخر. تشير إلى التقديرات بوجود 1.2 مليون شخص يعيشون في ظل الحصار تام، فيما تقول الأمم المتحدة إن نحو 4 ملايين من السكان «يصعب الوصول إليهم». وقالت الصحيفة إن السكان المحاصرين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب لا يعلمون إلى متى سيتحملون الحصار التام الذي يفرضه النظام عليهم، وعددهم حوالي 275 ألفا، منذ 83 يوما ولا يزال الوقت يمضي دون وجود أي بادرة لإنقاذهم من الموت. وينقل تقرير الصحيفة عن ياسر اليوسف، المتحدث باسم حركة نورالدين الزنكي، وهي مجموعة ثائرة مستقلة تشارك في الحرب السورية، قوله «لقد قرروا محو المدن السورية الواقعة خارج سيطرة النظام باستخدام سياسة الأرض المحروقة مثلما حدث في جروزني على يد الرئيس الروسي فلادمير بوتين، وليس أمامنا سوى المثابرة من أجل البقاء، ولكن كيف؟». وقالت الصحيفة إن جميع المناطق الشمالية تتعرض للغارات الجوية، فقد سقطت القنابل هذا الأسبوع على ريف حلب، ومحافظة إدلب شمال غربي البلاد. وتنقل الصحيفة عن أبوخليل، وهو قائد ميداني في صفوف الثوار بالمنطقة قوله: «السكان يجدون أنفسهم أمام خيارين، إما الخضوع والحصول على الاستقرار أو البقاء مع «الإرهابيين»، كما يطلقون علينا، والاستمرار في الهروب والقلق على حياة أطفالهم». وأضافت الصحيفة أن الأوضاع تتجه إلى الانهيار التام في شرق حلب، إذ إن العديد من العائلات تعيش على وجبة طعام واحدة في اليوم، ومع نقص الغذاء يتصاعد التوتر والغضب، كما تعرضت المستشفيات للتخريب، فلم تبق إلا 5 مراكز صحية بينما أوشكت الأدوية فيها على النفاد.;
مشاركة :