في 21 مارس.. ماذا تريد الأم السعودية؟

  • 3/20/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يحتفل العالم يوم غد الجمعة الموافق 21 مارس بيوم الأم الفاضلة. هذا المخلوق الجميل، والجنس اللطيف ذي الحس الإنساني الرفيع، المجبول على الرحمة والتفاني في العطاء، وتنتظر منا أن نتعامل معها برقة واحترام؛ لأنها تستحق ذلك، فهي سيدة الوجود وأم الحضارة، ولذلك فإن قصتها مع الأمومة ليست مجرد عمل جسدي يتمثل في الحمل والإرضاع، بل هي في معناها العميق تمثل معنى إنسان يعطي كل إنسانيته؛ فالأم تعطي كل جسدها وآلامها وقلبها وروحها وكل أحلامها لعملية إنتاج الحياة في شخص وليدها، فمسألة الرضاعة مثلا لا تتصل بالجانب الغذائي فحسب، ولكنها تتصل بالمسألة النفسية، ليشعر الطفل بالأمن من الخوف الذي يحيط به من كل جانب. ومن هنا، حظيت الأم بمكانة عالية في الشرائع السماوية والوضعية كافة، وقد كان ديننا العظيم سباقا إلى تقدير مكانة الأم ودورها البناء في الحياة، ولذلك كان رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ خير نصير لها في تاريخنا الإسلامي، وتعاليمه ووصاياه بالمرأة وبالأم كثيرة، فقد ورد في الحديث الشريف "الجنة تحت أقدام الأمهات" و "ما أكرمهن إلا كريم" و "خيركم خيركم لأهله"، وظل المصطفى مناصرا لها وحاميا عنها حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وكان من آخر وصاياه: "ألا فاستوصوا بالنساء خيرا"، وقد قال عنها أحمد شوقي: "الأم مدرسة إذا أعددتها... أعددت شعبا طيب الأعراق". المفكر "جان جاك روسو" تحدث عن الأم في عبارته: "أعشق عمري لأني إذا متُ أخجل من دمع أمي"، وكذلك الفيلسوف "سقراط" يقول عنها: "إذا مات أبوك، فحضن الأم هو وسادتك، وإذا ماتت أمك فستنام على عتبة الدار". يمر هذا اليوم على الأم السعودية وهي حزينة إذ ترى أولادها محرومين من منح جنسيتها لهم، فمن الصعوبة بمكان حصولهم على الجنسية السعودية لوجود شروط صعبة، نعم القرارات الأخيرة تؤكد على أن يعامل هؤلاء الأبناء معاملة السعودي على حد سواء، وإعفاء المديرية العامة للجوازات أبناء السعوديات المتزوجات من أجانب من رسوم التأشيرات، واحتسابهم ضمن نطاق السعودة في العمل بالقطاع الخاص دون استثناء، وأيضا في العلاج. وكذلك القرارات الخاصة التي تنص على منح أولاد المواطنة السعودية المقيمين في السعودية الإقامة على كفالة والدتهم هي قرارات مهمة وحيوية وإنسانية، ولكنها في الحال ذاتها تحتاج إلى جهود أكبر لتفعيلها على أرض الواقع بالصورة التي نتمناها لأبنائنا الأعزاء، إذ إن كثيرا من السعوديات المتزوجات من غير سعودي يعانين الكثير من المشاكل، ورغم بعض القرارات التي جاءت لصالحهن، إلا أن الكثير من المؤسسات الرسمية والأهلية للأسف لا تنفذ تلك القرارات، وما زالت تعامل أبناءهن بطريقة مجحفة، سواء في التعليم الجامعي أو حتى في المجال الصحي، وتكمن المعاناة الأخطر في حال وفاة الأم، وهي مطلقة وزوجها قد غادر البلاد، فإن هؤلاء الأبناء لا يُعرف مصيرهم! مطلب الأم المواطنة بتجنيس أبنائها، مطلب مشروع وعادل، فهي تنتظر أن تُمنح حق المساواة بينها وبين الرجل، في منح جنسيتها لأولادها من زوج أجنبي، بنفس شروط منح الجنسية السعودية لزوجة السعودي الأجنبية، كون ذلك حقا من حقوق المواطنة، فإذا احتكمنا إلى الأنظمة المحلية فقد نصت المادة (9): أنّ "الأسرة هي نواة المجتمع السعودي"، والمادة(10): "تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية ورعاية جميع أفرادها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم". والمادة(12): "تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام، وكذلك دساتير دول مجلس التعاون الخليجي، تنص على كفالة الحقوق والواجبات المتساوية للمواطنين ذكورا وإناثا على حد سواء، كما أننا إذا احتكمنا إلى مواثيق حقوق الإنسان الدولية التي اعتمدتها المملكة، فإنها تلزم أيضا بأحقية مطالب الأم المواطنة من نقل جنسيتها إلى أولادها إذا تزوجت من غير مواطنها.

مشاركة :