أسدى بوروسيا دورتموند خدمة كبيرة للوافد الجديد لايبزيغ وأبقاه وحيدا في الصدارة وذلك بعدما ألحق بغريمه التقليدي بايرن ميونيخ حامل اللقب هزيمته الأولى هذا الموسم بالفوز عليه 1 - صفر بفضل هدف بيير ايمريك أوباميانغ على ملعب «سيغنال ايدونا بارك» في المرحلة الحادية عشرة من الدوري الألماني لكرة القدم. وقال توماس توخيل - الذي احتفل بأول فوز له على بايرن كمدرب لدورتموند وألحق الهزيمة الأولى بمنافسه هذا الموسم في الدوري - إن خطته اعتمدت على اللعب الهجومي السريع والاعتماد على مهاجمين اثنين ومن خلفهما ماريو غوتزه. وفرضت هذه الخطة ضغطا على مدافعي بايرن جيروم بواتنغ وماتس هوملز كما صعبت الأمور على الظهيرين ديفيد ألابا وفيليب لام. وتحسن أداء بايرن - الذي يحتل المركز الثاني حاليا متقدما بثلاث نقاط على دورتموند - في الشوط الثاني لكن رغم سيطرته لفترة طويلة لم يتمكن من اختراق الحاجز الدفاعي لدورتموند. وقال توخيل الذي دفع بثنائي الهجوم بيير ايمريك اوباميانغ وأدريان راموس: «عانينا كثيرا في هذه المباراة لكن هذا كان واضحا حتى قبل بدايتها. لكن أهم شيء هو الصمود». ولم يترك دورتموند لمنافسه أي فرصة في أول 25 دقيقة بسبب الضغط العالي ومنحه أوباميانغ التقدم في الدقيقة 11 بينما ضغط بايرن في الشوط الثاني وسدد تشابي الونسو في إطار المرمى. وأضاف توخيل: «كان الشوط الأول قويا جدا واعتمدت خطتنا على الهجوم السريع لذا اتبعت أسلوبا يعتمد على ثلاثة مهاجمين.. قلنا إننا لن نستسلم وسنواصل القتال. ربما لم نهدر فرصا كثيرة لكننا لعبنا بشكل مثالي». وقال أوباميانغ صاحب هدف الفوز عقب الانتصار: «راودني شعور رائع بتسجيل هذا الهدف. لقد كان عملا جيدا من أوكاش بيشتشك وماريو غوتزه». وأضاف: «أنا سعيد جدا بالجماهير التي دعمتنا طوال المباراة. لم تتوقف أبدا». واحتفل أوباميانغ بالهدف بطريقة مثيرة قبل أن يوضح في وقت لاحق أن صديقا فرنسيا له كان موجودا في المدرجات وعلل قائلا: «لقد اخترت الاحتفال بهذه الطريقة، في الحقيقة هو مشجع لبايرن، وليس صديقي فقط بل صديقي فرنك ريبيري جناح بايرن أيضا، لذا أخبرته بعد المباراة أن بإمكانه تشجيع دورتموند». وأضاف أوباميانغ: «لقد عدنا أخيرا لدائرة المنافسة علينا أن نواصل اللعب على هذا المنوال، علينا أن نضع نصب تركيزنا على مبارياتنا، وألا نتأثر بما تفعله الفرق الأخرى». وهذه هي الهزيمة الأولى للإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب بايرن في البونزليغا منذ تولى القيادة هذا الموسم لكن فريقه فاز مرتين فقط في آخر ست مباريات بالمسابقة المحلية. وقال أنشيلوتي: «عانينا من مشاكل في بداية المباراة وكانت خطوطنا مفتوحة جدا ولم ندافع جيدا عندما سجلوا الهدف. لعبنا جيدا بعد ذلك وتحكمنا في اللقاء وأتيحت لنا بعض الفرص». وأضاف المدرب الإيطالي: «أنا راض عن الأداء ضد منافس صعب وغير راض عن النتيجة. لا نشعر بالسعادة لأننا خسرنا مباراة مهمة للغاية». وهذا الفوز الأول لدورتموند في الدوري على أرضه ضد غريمه البافاري منذ أن تغلب عليه بهدف المهاجم الحالي لبايرن البولندي روبرت ليفاندوفسكي في 11 أبريل (نيسان) 2012. كما أهدى دورتموند مدربه توخيل فوزه الخمسين مع الفريق من أصل 74 مباراة في جميع المسابقات والأهم من ذلك أنه فك عقدته أمام النادي البافاري لأنه فشل في الفوز على الأخير في المباريات السبع الأخيرة في جميع المسابقات قبل هذا اللقاء. ويبدو أن لايبزيغ، الفريق الذي تأسس عام 2009 ويخوض موسمه الأول بين الكبار، يسير على خطى ليستر سيتي الذي فاجأ الجميع الموسم الماضي بإحرازه لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخه، إذ يتصدر هذا الفريق المتواضع الترتيب بفضل الفوز الذي حققه الجمعة خارج قواعده على باير ليفركوزن (3 - 2). ويجلس لايبزيغ بسعادة على القمة في الوقت الذي يبدو أن هيمنة بايرن ميونيخ في السنوات الأخيرة تتقوض حاليا. وقال ماتس هوميلز متوسط دفاع بايرن ميونيخ: «حقيقي أننا لم نعد نهيمن، لم نعد بايرن الذي كان في السنوات القليلة الماضية». وانضم هوميلز إلى بايرن ميونيخ الصيف الماضي بعد أكثر من ثمانية أعوام قضاها في دورتموند. واعترف هوميلز بأن اللاعبين الذين اعتادوا على فلسفة المدرب الإسباني السابق جوزيب غوارديولا، ما زالوا يحاولون التأقلم مع طريقة اللعب المختلفة نوعا ما التي يعتمد عليها أنشيلوتي. وأكد هوميلز مع ذلك أن الهزيمة أمام دورتموند «ليست نهاية العالم، ويجب أن نقيم المباريات ليس عبر النتائج فقط».
مشاركة :